أسعار اللحوم تشوي المواطنين
رغم جهود الدولة في مواجهة ارتفاع أسعار اللحوم بطرح اللحوم المستوردة بأسعار معقولة فإن تلك الجهود ما تزال عاجزة عن مواجهة ارتفاع أسعار اللحوم البلدي، حيث وصل سعر الكيلو من اللحوم الكندوز إلى بين 220 و280 جنيها، وسعر اللحوم البتلو البلدي من 240 إلى 310 جنيهات. وسعر اللحوم الضاني من 270 إلى 330 جنيها. وسعر الكبدة البلدي من 230 إلى 290 جنيها. وسعر كيلو اللحم البرازيلي من 180 إلى 215 جنيها. وسعر اللحوم الجملي من 200 إلى 230 جنيها.
وعند الاستفسار عن السبب الرئيس وراء ارتفاع أسعار اللحوم كان الرد حاضرا وهو أن ذلك بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف حيث صعدت أسعار أعلاف الدواجن وتأرجح سعر الطن بين 26300 جنيه إلى 26800 جنيه لصنف التسمين، وعلف البياض 24500 جنيه، وسجلت أسعار طن الذرة الصفراء الأرجنتينية أو البرازيلية – وهي المادة الخام للعلف – عند 18100 جنيه، وذلك دون احتساب تكلفة النقل الداخلي التي تصل إلى 100 جنيه للطن.
وسجل سعر الذرة الأوكراني 17500 جنيه، والروماني 17500 جنيه والذرة الكورن فلاك الأرجنتيني سجلت 18700 جنيه دون احتساب النقل الداخلي أيضا ومكسب تاجر التجزئة. وأكد التجار أن سعر طن كسب الصويا بروتين 44 % 34000 جنيه للأنواع المحلية وبروتين 46% سجل 35000 جنيه للمحلي، والجلوتوفيد المحلي سجل 17500 جنيه والردة 10500 جنيه للطن.
وأفاد التجار أن سعر طن الجيلوتين المستورد بروتين 60% سجل 47000 جنيها و46 ألفا و800 جنيه للأنواع المحلية، والردة المحلية 10500 جنيه ومستخلص بذرة القطن بـ 17 ألف جنيه وكسب العباد المحلي 15 ألف جنيه. وقال التجار إن سعر طن بذور الصويا المحلية سجل 36500 جنيه للطن الواحد وقشر الصويا 8500 جنيه وكسر الصويا 10500 جنيه للطن بروتين 20%.
وأوضح التجار أن عودة خامات الأعلاف مثل كسب الصويا والذرة وكسب العباد إلى الصعود خلال الفترة الماضية بسبب تأرجح أسعار الأعلاف في البورصات العالمية، ورغم دخول الكميات من الأسواق العالمية خلال الفترة الماضية وارتفاع وزيادة الإفراجات وزيادة سعر صرف الدولار.
وأشار التجار إلى أن هناك استمرارية لندرة بذور الصويا المستوردة في الأسواق بينما سجلت الأصناف المحلية 36500 ألف جنيه طن. وأكد بعض أعضاء شعبة الثروة الداجنة في الغرفة التجارية أن أسعار الأعلاف والخامات صعدت نتيجة زيادة سعر صرف الدولار وزيادة السعر عالميا، برغم تحسن وتيرة الافراجات خلال الأيام الماضية..
دعم مادي ومعنوي
حيث يتراوح الطن الخاص بعلف الدواجن اليوم بين 25800 جنيه إلى 27000 جنيه حسب الجودة ونسبة البروتين واحتساب تكلفة النولون أم لا. وأفادوا أن الساعات الماضية شهدت ارتفاعا في الأسعار في سعر العلف النهائي لمختلف أنواع العلائق الخاصة بالماشية والبط والأغنام وغيرها.
وذكر لي أحد خبراء التسمين أن هناك 4 شركات تحتكر صناعة الأعلاف في مصر، والأسعار في مصر عندما ترتفع لا تعاود الانخفاض حتى أن انخفض سعر السلع، وأنه لا بد من تدخل الدولة لإنقاذ صناعة تربية المواشي والدواجن، مؤكدا أن فقد هذه الصناعة يجعلنا في حاجة لهم لإنتاجهم للحوم، واستشهد قائلا: "مثلا الجاموس الذي نتميز به في مصر لن يكون موجود الفترة المقبلة بسبب غلاء الأسعار، وتكلف الأعلاف تدفع الفلاح للتخلص من الماشية والجاموس والدواجن".
ومن الضروري أن تنفذ وزارة الزراعة استراتيجية الفترة المقبلة لحل أزمة اللحوم منها خطة لتطوير مشروع البتلو وزيادة طاقته، بالإضافة إلى البدء في دراسة ادخال جين إنتاج اللحوم الحمراء عن طريق خلط السلالات المحلية بالسلالات القياسية لإنتاج اللحوم لرفع الإنتاجية بحوالي %30.
والتوسع في استخدام أعواد الذرة خاصة من الهجن التي تنتج حوالي 18 مليون طن مادة خضراء مهدرة، بالإضافة إلي التوسع في تيسير خطوط الائتمان المتاحة بأسعار فائدة بسيطة لمساعدة صغار المنتجين علي مواجهة مشكلة التمويل.
وتنبع الأزمة في الأساس من أن إنتاجنا من اللحوم الحمراء يغطي أقل من 60% من احتياجاتنا، ونعاني من عجز في انتاج اللحوم الحمراء يزيد عن 40% يتم استيراده من الخارج. ومع كثرة الإقبال على شراء اللحوم الحمراء وقلة المعروض، وحاجة المستهلكين إلى اللحوم كمصدر اساسي للبروتين في ظل زيادة عدد السكان لأكثر من 105 ملايين نسمة، والذي لا يقابلها زيادة في إعداد المواشي والتي لا تزيد عن 8 ملايين رأس ماشية تقريبا بجانب نحو 2 مليون و900 ألف رأس من الأغنام والماعز والجمال كل ذلك أدى لزيادة الأسعار خاصة في شهر رمضان المعظم الذي يزداد فيه استهلاك اللحوم بصورة عامة عن المعتاد.
ويدافع أحد الجزارين عن أبناء طائفته مؤكدا أن سعر بيع كيلو اللحوم أقل من تكلفته الحقيقية، وجميع الجزارين يتحملون خسائر كبيرة بسبب فرق الأسعار بين التربية والبيع. ويطالب الحكومة بمزيد من الدعم المادي والمعنوي لقطاع الثروة الحيوانية لتقليل الفجوة ما بين الانتاج المحلي والاستهلاك من اللحوم الحمراء، والحفاظ على استمرار عمل ملايين العاملين في هذا القطاع الحيوي والذي يعتبر هذا القطاع هو مصدر رزقهم الوحيد.