في ذكرى رحيله، هكذا وقع عبد الحليم حافظ أسيرا لوباء صلاح نصر والمرض
عبد الحليم حافظ ما زال الحاضر الغائب في قلوب وأسماع الملايين من المصريين والعرب، هو العندليب الأسمر كما لقبوه، أغانيه وأفلامه ما زالت هي المفضلة عند الجميع، هو عبد الحليم شبانة الشهير بعبد الحليم حافظ الذي رحل في مثل هذا اليوم عام 1977.
ولد عبد الحليم حافظ في يونيو عام 1929 بقرية الحلوات بالشرقية، تربى يتيم الأم والأب، وعاش شقيًّا حتى في حياته بين الحياة في الملجأ زميلًا للشاعر أحمد فؤاد نجم وبيت الخال.
ابتدا المشوار
التحق بمعهد الموسيقى العربية قسم التلحين عام 1943، حيث التقى الفنان كمال الطويل الذي كان يدرس في قسم الغناء وتخرجا معًا عام 1948، عمل عبد الحليم مدرسًا للموسيقى بطنطا ثم الزقازيق وأخيرًا بالقاهرة، ثم قدم استقالته من التدريس والتحق بفرقة الإذاعة الموسيقية عازفًا على آلة الأوبوا عام 1950 بمرتب 15 جنيهًا في الشهر، إلى أن تعرف على المذيعين فهمي عمر وجلال معوض كما تعرف بمجدي العمروسي المحامي، وكان يغني في حفلات أعياد ميلادهم بأغنيات عبد الوهاب.
وعمل عازفًا لبعض الوقت وحدث أن لحن كمال الطويل أغنية بعنوان "شكوى" لإحدى المطربات، وحضر عبد الحليم ضمن الفرقة الموسيقية وحدث أثناء التسجيل أن ارتبكت المطربة وعنفها كمال الطويل، فتركت الإستوديو فتسلل عبد الحليم إلى الميكروفون وسجل الأغنية بصوته وكانت أول مرة يقف أمام الميكروفون بمصاحبة فرقة الإذاعة.
قصيدة لقاء صلاح عبد الصبور كانت البداية
اكتشفه الإذاعي حافظ عبد الوهاب الذي أعجب بصوته وقدمه إلى الاذاعة وسمح له باستخدام اسمه "حافظ" بدلًا من شبانة وأصبح اسمه عبد الحليم حافظ، وأجيز كمطرب في الإذاعة بعد أن قدم قصيدة "لقاء" كلمات صلاح عبد الصبور ولحن كمال الطويل عام 1951، وبدأ بعدها يشق طريقه إلى الغناء خاصة بعد أن التقى بالملحن محمد الموجي.
ويحكي عبد الحليم حافظ عن بداياته يقول فيها: كان يوم أول حفلة سأظهر بها على المسرح القومي بكامب شيزار بالإسكندرية صعدت المسرح وكان المعلم صديق متعهد الحفلة، وقفت وركبي مخلخلة وبجواري محمد الموجي يعزف على العود وأحمد فؤاد حسن في الفرقة، وكمال الطويل يجلس في الصف الأول أمامي.. بدأت أغني وأنا أتحاشى نظرات الجمهور غنيت (بتقولي بكرة) وللأسف قابلوني بالتصفير فسكت وكتمت دموعي، لكن التعليقات لم ترحمني، واحد قال (دا انت تصعب على الكافر) والثانية قالت (هو يا ختي ما له هفتان كدا ليه) وفي النهاية طلب مني المتعهد أغني أغاني عبد الوهاب القديمة فرفضت.
حقق عبد الحليم حافظ مشوارًا فنيًّا تعدى الربع قرن فعمل مع 23 ملحنًا منهم كمال الطويل والموجي وعبد الوهاب وبليغ حمدي ومنير مراد وغيرهم، ومع 30 من كبار كتاب وشعراء الأغنية أشهرهم مرسي جميل عزيز ومحمد حمزة ومأمون الشناوي وحسين السيد وغيرهم.
قدم عبد الحليم حافظ خلال مشواره الفني 16 فيلمًا غنى فيها 70 أغنية بدأها بفيلم لحن الوفاء مع شادية، ثم أيامنا الحلوة مع فاتن حمامة وعمر الشريف، وبعدها أفلام: ليالي الحب، شارع الحب، الوسادة الخالية، أيام وليالي، موعد غرام، دليلة، بنات اليوم، فتى أحلامي، الخطايا، يوم من عمري، البنات والصيف، حكاية حب، وكان آخرها أبي فوق الشجرة عام 1969.
ثورتنا المصرية أول أغانيه الوطنية
وقف عبد الحليم حافظ على خشبة مسرح نادي القوات المسلحة بالزمالك ليقدم أولى أغنياته للثورة عام 1952 بعنوان “ثورتنا المصرية " التي كتبها مأمون الشناوي ولحنها رؤوف ذهني، وتتابعت أغانيه الوطنية ليلتقي مع صلاح جاهين وكمال الطويل في أغنية احنا الشعب، ثم عدى النهار، خلي السلاح صاحي، عاش اللي قال، المركبة عدت، ليتحول عبد الحليم حافظ إلى صوت الشعب وصوت الثورة.
صوت الثورة
بالرغم من أنه كان صوت الثورة ويحب الرئيس جمال عبد الناصر، فإن صلاح نصر وعلي صبري كانا يكرهان عبد الحليم حافظ ويترقبان له الخطأ للوشاية ضده عند الرئيس عبد الناصر، مستغلين منافسته لأم كلثوم وعداء أم كلثوم له في البداية، وهي التي كان يضايقها تشجيع الرئيس له وإشراكه بالغناء في حفلات أعياد الثورة.
ومن هنا لم ينلْ عبد الحليم تكريم الدولة سواء وسام أو تقدير مثلما نالت أم كلثوم وعبد الوهاب في حفلات عيد العلم، ولا حتى قلادة النيل التي منحها لفريد الأطرش، بل وصل الأمر باتهامه بصلته بالأمراء السعوديين المعادين للرئيس، واتهامه أيضًا بتجارة العملة إلا أنه استطاع إثبات براءته، بأنه كان يبدل العملة لدفع مصاريف علاجه بالخارج.
منعت أغانيه من الإذاعة بأمر صلاح نصر وتهديده بالابتعاد عن الكاتب مصطفى أمين بعد أن سعى إلى الإفراج عنه، إلى أن جاء يوم اتصل بعبد الحليم حافظ الرئيس عبد الناصر وقال له:
“يا عبد الحليم متاعبك في الإذاعة سوف تنتهى وأنا سمعت أنك تشكو أن أغانيك لم تذع كثيرًا، وأنا أرفض ذلك لأنك ثروة قومية، لكن وقعت النكسة ورحل بعدها الرئيس عبد الناصر وتغير النظام"
التأمين على صوته
أغرب تصرف فعله عبد الحليم حافظ في بداياته عام 1958 هو التأمين على صوته بمبلغ خمسين ألف جنيه على أقساط سنوية مدتها خمسين عامًا، وبعد فعل ذلك الملحن محمد الموجي.
بداية مشوار المرض
وحول بداية إحساسه بالمرض قال عبد الحليم: "قبل أن أشعر بآلام المرض داخلني إحساس بأنني مقبل على مرض خطير، حتى جاء اليوم الذي ظهر فيه الدم الأسود في معدتي، إلا أنني ظللت أعاني هذا الإحساس لأكثر من عامين حتى ظهر المرض واضطررت إلى إجراء جراحة في إنجلترا وبدأ مشواري مع المرض.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.