زي النهاردة منذ 18 عاما، رحيل النجم الأسمر أحمد زكي
أحمد زكي، ممثل عبقري موهوب، صاحب بشرة سمراء، استطاع أن يثبت وجوده في زمن عمالقة في التمثيل وصف بأنه موهبة استثنائية، اشتهر بخفة الظل وتقليد الفنانين لقب بالممثل الداهية والنجم الأسمر والنمر الأسود، رحل في مثل هذا اليوم 27 مارس عام 2005.
من مواليد الشرقية، والتحق بمدرسة الزقازيق الثانوية الصناعية قسم البرادة وتفوق في فريق التمثيل بالمدرسة وحصلت مدرسته على الجائزة الأولى في التمثيل بسبب ثلاث مسرحيات قام احمد زكى بتمثيلها وهي أحمس، الطريق الأبيض، غاب القمر وكانت لجنة التحكيم مكونة من محمد توفيق، عبد المنعم إبراهيم، محمود السباع ونصحوه بالانضمام إلى معهد التمثيل.
هاللو شلبي كانت البداية
وهو طالبا اختاره الفنان عبد المنعم مدبولي في دور صغير بمسرحية هاللو شلبي ووصف بسببه بالكوميديان الصعلوك، وبعد نجاح أحمد زكي في هاللو شلبي، تم اختياره ضمن مجموعة من الشباب الجدد خريجي معهد التمثيل لبطولة مسرحية مدرسة المشاغبين التي نجحت نجاحا كبيرا واستمر عرضها أربع سنوات.
في السينما رشح لأداء الدور الذي أداه نور الشريف في فيلم "الكرنك" لكن رفضت سعاد حسني وقالت: "هوه ده اللى حايمثل أمامي ويبوسني ؟ بعدها حاول احمد زكي الانتحار، ليقدم بعده دورا صغيرا في فيلم "ولدي" عام 1972 مع فريد شوقي، ثم كانت أول بطولة سينمائية في فيلم "شفيقة ومتولي" مع سعاد حسني أيضا، وكانت بداية نجوميته.
أفلام أحمد زكي
قدم أحمد زكي للسينما مجموعة من الأفلام الناجحة مثل البريء، الهروب، البيه البواب، الراقصة والطبال، معالي الوزير، النمر الأسود، كابوريا، أبناء الصمت، العوامة 70، ضد الحكومة، موعد مع العشاء، وآخر أفلامه فيلم "حليم" الذي عرض بعد رحيله.
ثم جاءت مرحلة تجسيد حياة الزعماء في ناصر 56 وأيام السادات، وكان يتمنى تقديم شخصيات المشير عبد الحكيم عامر والشيخ محمد متولي الشعراوي ومحاكمة سيد قطب وإعدامه.
وحول تجسيد الشخصيات التاريخية يقول أحمد زكي: كل ما يهمني في عملي أن يقتنع المشاهد بالشخصية التي أؤديها، وأن تجسيد شخصية رئيس أو زعيم أصعب مليون مرة من تجسيد شخصية عادية، فمثل هذه الشخصيات التاريخية تحتاج إلى تجسيدها بحيادية وتحتاج إلى الصدق والأمانة في عرض الأحداث والأهم من ذلك أن اقتنع بالشخصية أولا.
بطل في مسلسل الأيام
في التليفزيون تم اختيار الشاب أحمد زكي لأداء دور الدكتور طه حسين في قصته "الأيام" وكانت أول بطولة له بالرغم من أن أمينة رزق رفضت أن يقوم خريج الصنايع بدور طه حسين، ثم جاءت أشهر أعماله في التليفزيون مسلسل هو وهي مع سعاد حسني، الذي عرض في رمضان إخراج يحيى العلمي.
عانى النجم الأسمر أحمد زكي في حياته ومنذ ميلاده متاعب كثيرة، فقد عاش حياة اليتيم والوحدة والعزلة، حتى أنه قضى حياته وحيدا، يقول عن نفسه: حياتي ميلودراما كأنها من أفلام حسن الإمام، توفى والدي وأنا عمري ست سنوات، أتى بي ثم تركني في الدنيا وحيدا، أمي كانت فلاحة بسيطة صغيرة السن لا يجوز أن تظل عزباء وحيدة في الدنيا فزوجوها وعاشت مع زوجها، ومن بيت خالي إلى بيت جدتي حتى كبرت في بيوت العائلة بلا أخوة أو أم، ولم أرى أمي إلا بعد زواجها بعامين، جاءت إلى بيت جدتي ووجدتها امرأة منكسرة حزينة تنظر إلى بعينين حزينتين وقبلتني وانصرفت دون أن تنطق معي كلمة واحدة.
وأضاف: فى المدرسة كان التمثيل هو المنقذ لعذابي ووحدتي، ففي داخلي دوامات من القلق مازالت تلاحقني وكانت البداية في المسرح الذي أصبح همي وبيتي،واستمرت عزلتي وحزني وحنيني الدائم إلى الحنان وإلى ضمة أمي إلى صدرها، حتى أنه كبرت قبل الأوان فحين كنت في العاشرة كنت وكأنني في العشرين، وفي العشرين كنت أعيش وكأني في الأربعين فقد عشت دائما أكبر من سني حتى أنني أدركت أن طفولتي وشبابي سرقا مني.
نهاية مأساوية للفتى الأسمر
أصيب الأسطورة أحمد زكي في نهاية حياته بسرطان الكبد وعانى منه كثيرا حتى رحل اثناء تصوير فيلم " حليم" بعد مشوار سينمائي وأفلام كانت علامة في السينما واختير خمسة منها ضمن افضل 100 فيلم في السينما المصرية.