أول ثانوية عامة لـ"رضا حجازي".. استعدادات خاصة للجان "أولاد الأكابر" ونماذج إرشادية للطلاب
استعدادات مكثفة تجريها وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، للاستعداد لامتحانات الثانوية العامة للعام الدراسى 2022-2023 فى أول اختبار حقيقي للدكتور رضا حجازى وزير التربية والتعليم، بعد سنوات من التجارب والغش وغضب أولياء الأمور والطلاب.
ومنذ تولى الدكتور رضا حجازي، وزارة التربية والتعليم، تعهّد لجميع طلاب الثانوية العامة وأولياء الأمور بوضوح جميع الأمور المتعلقة بامتحانات الثانوية العامة قبل وقت كاف من عقدها، على عكس ما حدث خلال أعوام سابقة فوجئ فيها الطلاب وأولياء الأمور بالقرارات التى كان يعلنها الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم السابق قبل ساعات من عقد الامتحانات.
جدول امتحانات الثانوية العامة
أولى الخطوات فى هذا السياق، كانت منذ أسابيع قليلة حين اعتمد وزير التربية والتعليم جدول امتحانات الثانوية العامة وأعلن أنها سوف تبدأ يوم الإثنين الموافق 12 يونيو وتستمر حتى السبت الموافق 15 يوليو، كما كشف عن نظام عقد امتحانات الثانوية العامة هذا العام، وهو بنظام البابل شيت، وإضافة الأسئلة المقالية لأول مرة، كما أنه يتم تصحيح الامتحانات إلكترونيا دون تدخل للعنصر البشرى لضمان نزاهة تصحيح الامتحانات، ويكون بكل لجنة 14 طالبا فقط.
وأعد المركز القومى للامتحانات بنوك الأسئلة كما تم تدريب 50 ألف معلم وموجه على مستوى الجمهورية على النظام الجديد لامتحانات الثانوية العامة 2023، كما شددت الوزارة على أهمية صياغة أسئلة امتحانات الصف الثالث الثانوى بصورة دقيقة وواضحة.
واتخذت الوزارة قرارات حاسمة للتعامل مع أزمة لجان الشغب بالثانوية العامة بالمحافظات والتى تعرف إعلاميا بلجان “أولاد الأكابر”، حيث قامت الوزارة بحصرها، مؤكده أنها لن تعقد فيها امتحانات ثانوية عامة هذا العام، واستبدال هذه اللجان بلجان فى أماكن أخرى فى نفس المركز، وعدم قَبول أى تحويلات «مدارس رسمية أو خاصة» إلى إدارات محددة بمحافظات كفر الشيخ وأسيوط وسوهاج وأسوان وقنا.
وكشف مصدر بوزارة التربية والتعليم والتعليم، أنه هناك تعليمات مشددة من قبل الدكتور رضا حجازى وزير التربية والتعليم بأن تتم امتحانات الثانوية العامة هذا العام بدون وجود أى مشكلات، لأنها أول ثانوية العامة تعقد فى عهده، وستكون تلك الامتحانات منضبطة من جميع الجوانب بدون أى مشاكل، مشيرا إلى أنه ستبدأ عملية اختيار مصححى الأسئلة المقالية، كما سيتم اختيار أكفأ المعلمين المتخصصين فى المدارس الثانوية فقط لتصحيح الأسئلة المقالية، وسيكون من خلال معلم المادة فى الثانوية العامة لضمان كفاءة ونزاهة عملية التصحيح، وسيتم اختيارهم من خلال موجهى المواد المختلفة فى المديريات والإدارات التعليمية وسيتم تدريبهم أولًا.
نماذج استرشادية
ومنذ أيام أعلنت وزراة التربية والتعليم عن النماذج الاسترشادية لامتحانات الثانوية العامة كنوع من تدريب الطلاب على شكل الامتحانات وأسلوبه فى ظل وجود الأسئلة المقالية بامتحانات البابل شيت.
وقال الدكتور تامر شوقي، أستاذ التربية بجامعة عين شمس، إنه مع ظهور النماذج الاسترشادية لطلاب الثانوية العامة، انتابت حالة كبيرة من القلق الطلاب وأولياء الأمور، بل المعلمين، من الامتحانات وخاصة بعد أن ظل الطلاب منذ تطبيق النظام الجديد فى التقويم فى الثانوية العامة بلا أى نماذج رسمية على منوال الامتحانات النهائية، مما زاد من القلق والضغوط لدى الطلاب وأولياء الأمور، وجعلهم عرضة للاستغلال من معلمى السناتر الذين وضعوا أسئلة غير دقيقة، وجاءت أسئلة الامتحانات النهائية خلال العامين الأخيرين مخالفة تماما لما توقعوه، مما جعلهم يتهمون تلك الامتحانات بالصعوبة والتعجيز حتى يبعدوا المسؤولية عن أنفسهم.
وعلق أستاذ التربية بجامعة عين شمس على النماذج الاسترشادية التى أعلنت عنها وزارة التربية والتعليم، وأكد أنها تتميز بالابتعاد عن التعقيد و«الفزلكة» والتلاعب بالألفاظ، كما أنها تقيس كافة نواتج التعلم المستهدفة، وكافة المستويات المعرفية المطلوبة وهى 30% للفهم، 40% للتطبيق و30% لحل المشكلات والإبداع، كما أنها غطت الأسئلة جميع جوانب المحتوى، وجمعت بين الأسئلة السهلة والمتوسطة الصعوبة بحيث يستطيع الطالب المتوسط الإجابة عن معظم الأسئلة، كما أنها تميزت الإجابات المطلوبة على كل سؤال بأنها محددة تماما، و لم تحمل الأسئلة أكثر من إجابة محتملة.
وأكد أن النماذج الاسترشادية ابتعدت فى الأسئلة عن استخدام الألفاظ الجديدة أو الغريبة أو غير المألوفة بالنسبة للطالب، كما تميزت البدائل بأنها موجزة ومختصرة وواضحة وتميزت الأسئلة المقالية بأن إجاباتها محددة وهى تقيس قدرة الطالب على الفهم والاستدلال وليس مجرد الحفظ، وجاءت بعيدة عن الآراء الذاتية، ومن السهل تصحيحها بموضوعية، ومع ذلك توجد بعض الملاحظات الشكلية التى لا تتصل بالنقاط الجوهرية للأسئلة ولا تقلل إطلاقا من الجهد المبذول فى إعدادها، ومن أمثلة هذه الملاحظات أنه من الناحية الشكلية لم تأت النماذج بنفس شكل الامتحان النهائى مما جعلها مجرد تجميع لأسئلة، ولم يتم وضع أمام كل سؤال درجته الخاصة به، كما توجد بعض الأخطاء اللغوية ، وتوجد بعض البدائل غير المتسقة لغويا مع رأس السؤال، مع غياب التنسيق فى الكتابة وفى إخراج النموذج.
وأشار إلى أن بعض المطالب الواجب مراعاتها فى امتحانات آخر العام فى ضوء ما تم تحديده من ملاحظات فى النماذج الاسترشادية هى أن يتم توزيع الدرجات على الأسئلة فى ورقة الأسئلة حتى يمكن للطالب التعرف على السؤال المخصص له درجتان والسؤال المخصص له درجة واحدة، وفى ضوء ذلك يضع استراتيجية وخطة لطريقة إجابته فى الامتحان، والتأكيد على المراجعة والتدقيق اللغوى للأسئلة حتى لو كانت الأخطاء اللغوية غير مؤثرة فى مواد غير اللغة العربية، ومراعاة إخراج الورقة الامتحانية بشكل منسق ومتسق، بحيث تأتى جميع البدائل فى جميع الأسئلة تحت بعضها بشكل متناسق.
وتابع بأن يكون هناك مراعاة أن لو كانت الورقة الامتحانية تشمل أكثر من فرع أو علم مثل علم النفس والاجتماع، وجب الفصل بين أسئلة الفرعين بعنوان صغير؛ وذلك حتى ينتبه الطالب لانتقاله إلى الفرع الآخر خاصة فى ظل تشابه الموضوعات فى تلك الفروع أو العلوم مع اختلاف تفاصيلها وزوايا تناولها، وتجميع أسئلة الاختيار من متعدد متسلسلة وراء بعضها تليها فى النهاية الأسئلة المقالية حتى لا يسهو الطالب عنها، وخاصة أنها قد تتساوى فى الحجم مع بعض أسئلة الاختيار من متعدد وحتى لا يتداخل رقم سؤال مقالى مع رقم سؤال موضوعى ما يحدث ارتباك لدى الجميع، وضرورة مراعاة ملائمة الزمن مع عدد أسئلة الاختيار وخاصة مع إدخال أسئلة المقال القصير وهذه المشكلة يمكن حلها بسهولة من خلال إعداد أسئلة تناسب وقت الامتحان مع الاعتماد بدرجة أقل قدر الإمكان على الأسئلة التى تتطلب خطوات كثيرة فى حلها أو مراعاة تواجد الطلاب فى اللجان قبل توزيع ورق الأسئلة بربع ساعة للانتهاء من التوقيعات والأمور التنظيمية قبل بدء الامتحان.
كما طالب بضرورة منع الغش فى الامتحانات بكافة الوسائل الممكنة، والتأكيد على أهمية تدريب المعلمين المكلفين بالتصحيح على كيفية استخدام قواعد التقدير، مؤكدا على أهمية استمرار نظام البابل شيت وليس البوكلت وذلك فى ضوء أن التصحيح الإلكترونى أفضل من التصحيح اليدوى لعدة أسباب، منها: أن احتمال الخطأ فى التصحيح الإلكترونى صفر % فى حال استيفاء شروطه، بينما يكون احتمال الخطأ فى التصحيح البشرى أكبر بكثير حتى لو تم وضع أسئلة الاختيار من متعدد فى بوكلت.
كما أن أسئلة الاختيار من متعدد فى كل بلاد العالم لا بد أن تأتى على هيئة البابل شيت وتصحح إلكترونيا وهو ما يتبع فى الجامعات المصرية، كما أن التصحيح اليدوى يأخذ وقتا أكبر بكثير من التصحيح الإلكترونى وخاصة مع الأعداد الضخمة من الطلاب، فضلا عن أن التصحيح اليدوى لا يمكن من خلاله إجراء التحليلات الإحصائية لأسئلة الامتحانات ومعرفة مقدار سهولتها وصعوبتها بدقة، وفى التصحيح الإلكترونى توجد طرق معينة يمكن من خلالها معرفة الأسئلة التى شطب فيها الطالب على إجابة خطأ وظلل إجابة صحيحة واستخراج هذه الأوراق وإعادة تصحيح تلك الأسئلة يدويا.
مطالب أولياء الأمور
فى هذا السياق، أوضحت عبير أحمد، مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم، أن أهم مطالب أولياء الأمور أن تكون الأسئلة لها إجابة واحدة فقط واضحة، ويكون الوقت مناسبا للإجابة، ولا تكون هناك أسئلة تعجيزية مثلما يحدث كل عام، وأن تكون ترجمة الامتحان واضحة وليس من ترجمة جوجل، وأن يكون الوقت كافيا للمراجعة.
وطالبت عبير بأن يكون هناك نموذج واضح للإجابة لكل مادة، وأن تكون اختيارات العربى منطقية وليست اختيارات لا يستطيع الطلاب حلها.
فيما طالبت منى أبو غالى مؤسس جروب “حوار مجتمعى تربوى وائتلاف التعليم أمن قومي”، الدكتور رضا حجازى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى بغلق مواقع وجروبات الغش على التليجرام قبل امتحانات الثانوية العامة 2023.
نقلًا عن العدد الورقي…،