محمد نجيب أول رئيس جمهورية يخرج لاستطلاع هلال رمضان
يمثل موكب رؤية هلال رمضان مناسبة هامة بالنسبة للشعب المصري منذ بداية العهد الإسلامي، وقد اهتم أفراد الأسرة العلوية التي حكمت مصر قرابة 150 عاما بتلك الليلة، وبعد قيام ثورة يوليو 1952 وإلغاء الملكية كانت تلك المناسبة محط اهتمام ورعاية الرؤساء المصريين بحضور تلك الاحتفالات، وكان اللواء محمد نجيب أول رئيس مصري يهتم بهذه المناسبة.
بعد أشهر قليلة من قيام ثورة يوليو 1952 وليلة أول رمضان بعد الثورة أقامت حكومة الثورة أول أحتفال لثبوت رؤية هلال رمضان في ظل عهد الثورة وإلغاء الملكية وخروج الملك السابق فاروق وعائلته من مصر، وقيام الجمهورية.
ونشرت جريدة الأهرام اليوم الأول من رمضان خبرا بعنوان (الاحتفال بثبوت رؤية الهلال) قالت: إن المحكمة الشرعية دعت إلى احتفال كبير أقيم أمس بدارها في الحلمية الجديدة برئاسة فضيلة الشيخ حسن مأمون مفتي الديار المصرية ابتهاجا برؤية هلال شهر رمضان، وشهد الحفل عددا كبيرا من رجال الدين والدولة وفي مقدمتهم اللواء محمد نجيب رئيس الجمهورية وفضيلة شيخ الأزهر محمد الخضر حسين ومجموعة من أعضاء مجلس قيادة الثورة منهم رئيس الوزراء البكباشى جمال عبد الناصر وفتحى رضوان وزير الثقافة والإرشاد القومي وزكريا محيى الدين.
موكب الرؤية
وأضافت: بدأ موكب رؤية هلال الشهر الكريم من دار محافظة القاهرة فى السادسة والنصف مساء يوم التاسع والعشرين من شعبان وعلى رأس الموكب الأميرال محمد فؤاد قومندان السواري يتقدمه بعض الفرسان تحمل الحراب الرمزية والأعلام، وفرقة من الجنود المشاة وفرقة من البوليس وهي تعزف الموسيقى العسكرية واصطف الجماهير على جانبي الطرق تحيي الموكب بهتافات وطنية.
وتابعت: عندما وصل الموكب إلى دار المحكمة الشرعية عزفت موسيقى السلام الوطني وعندما وصل اللواء محمد نجيب استقبلته الجماهير بعاصفة قوية من الهتاف بحياة منقذ مصر وقائد الثورة وباعث الحرية والكرامة، موجهين التحية إلى رجال الثورة.
وقالت الأهرام: من المعروف أن هذه هي هذه المرة الأولى التي يشهد فيها حاكم مصرى استطلاع الرؤية لهلال رمضان حيث جرت العادة على أن يقتصر هذا الاحتفال على حضور محافظ العاصمة ورئيس المحكمة العليا الشرعية ومفتي الديار.
مأدبة الإفطار بالقصر الجمهوري
وأضافت: بعد الإعلان ظهور الهلال وفي مساء اليوم التالي الأول من رمضان أقيمت المأدبة الكبرى للإفطار في القصر الجمهوري ووجهت الدعوة لجميع ممثلي 350 نقابة عمالية مصرية تمثل طوائف عمال مصر لتناول الإفطار مع اللواء محمد نجيب رئيس الجمهورية.
وتابعت: في الأسبوع التالى كانت مأدبة الإفطار الخاصة بضباط الجيش والبوليس في القصر الجمهوري ايضا بحضور أعضاء مجلس قيادة الثورة زكريا محيى الدين وعبد الحكيم عامر والبكباشي جمال عبد الناصر وحسين الشافعي وجمال سالم وصلاح سالم.
كلمة عبد الناصر إلى الشعب
وقالت: فى هذه المأدبة تحدث إلى العمال البكباشى جمال عبد الناصر بأن الثورة قامت من أجل غالبية الشعب من العمال الكادحين الذين عانوا من الحكام والمستغلين فى وقت كنا نشعر أن الكرامة هتاف يرتفع وكلمة تقال وفى قرارة أنفسنا كنا نشعر أن الشعب لا يشعر بالعزة ولا الكرامة مؤكدا أن عهد الاستغلال والذل قد انتهى وحققت الثورة بإرساء قواعد الحكم الشعبي لهذا البلد عزته وكرامته، وبعد ذلك توالى حضور الرؤساء فى مراحل مختلفة احتفالية ليلة استطلاع رؤية هلال شهر رمضان.