كليجدار VS أردوغان.. من يحسم مصير تركيا فى عيدها المئوي؟
رغم حادثة الزلازل المدمر، لكن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أصر على أن تكون الانتخابات التركية فى موعدها مايو المقبل وهو ما يجعلها على الأبواب، ومع اشتداد الصراع وصفت تلك الانتخابات بالفاصلة فى التاريخ التركى خاصة فى ظل منافس قوى مثل كمال كليجدار أوغلو.
أردوغان
البداية مع الرئيس التركى أردوغان الذى أعلن ترشحه فى يونيو 2022، والذى ولد فى فبراير 1954، وشغل منصب الرئيس التركى منذ عام 2014، وشغل منصب رئيس الوزراء من عام 2003 إلى عام 2014 ورئيسًا لبلدية إسطنبول من عام 1994 إلى عام 1998.
أسس حزب العدالة والتنمية فى عام 2001، وقاده إلى الانتصار فى الانتخابات فى أعوام 2002 و2007 و2011 قبل أن ينتخب رئيسًا فى عام 2014.
شهدت السنوات الأولى لرئاسة أردوغان تقدمًا فى المفاوضات الخاصة بانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبى، وانتعاشًا اقتصاديًا بعد الأزمة المالية فى عام 2001 واستثمارات فى البنية التحتية، بما فى ذلك الطرق والمطارات وشبكة القطارات فائقة السرعة.
كما نجح فى تمرير استفتاءين دستوريين ناجحين فى عامى 2007 و2010، ومع ذلك، ظلت حكومته مثيرة للجدل لعلاقاتها الوثيقة مع فتح الله جولن وجماعته، والتى اتهمت هى وحزب العدالة والتنمية من قبل الصحافات الأجنبية بتدبير عمليات قضاء على البيروقراطيين وضباط الجيش العلمانيين من خلال محاكمات خطة المطرقة ومحاكمات إرجينكون.
وصفت السياسة الخارجية لأردوغان بأنها عثمانية بعد التدخلات التى قام بها الجيش التركى فى دول الجوار مثل سوريا والعراق، ناهيك عن الصدام مع الدول العربية، إلا أنه بدأ فى تغيير سياسته قبل عام، من خلال إنهاء الخلاف مع دول المنطقة والاتجاه إلى صفر مشكلات.
كمال كليجدار
المرشح المنافس هو كمال كليجدار أوغلو، وقد اتفق عليه تحالف الأمة المعارض فى تركيا، والذى يتكون من 6 أحزاب سياسية، لخوض سباق الانتخابات الرئاسية ضد أردوغان.
ولد كليجدار أوغلو فى عام 1948 فى قرية باليجا التابعة لقضاء نظامية فى ولاية تونجلى (ديرسم).
بدأ حياته المهنية فى وزارة المالية بعد أن اجتاز امتحان أخصائى الحسابات عام 1971، وأكمل مسيرته المهنية مديرا عاما للتأمينات الاجتماعية، وتقاعد منها عام 1999 طواعية.
وتعهد كليجدار بالنضال ضد الفقر كان أحد أهم أسباب دخوله للمعركة السياسية، خاصة نظرا للفقر والمعاناة التى تعرض لها فى طفولته وشبابه.
أما بالنسبة لنشاطه السياسى، انضم كليجدار أوغلو عام 2002 إلى حزب الشعب الجمهورى الذى أسسه مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك، وخاض انتخابات البرلمان التركى فى نوفمبر عام 2002، ثم فى أغسطس عام 2007، وفاز بعضوية البرلمان عن الدائرة الثانية فى إسطنبول.
وترشح لرئاسة بلدية إسطنبول الكبرى فى الانتخابات المحلية التى أجريت فى مارس 2009، لكنه نال 37% فقط من الأصوات، فخسر المنصب لصالح مرشح حزب العدالة والتنمية قادر توباش.
وفى عام 2010، انتخبته الهيئة العامة لحزب الشعب الجمهورى رئيسا للحزب بعد استقالة سلفه دينيز بايكال.
ويرأس كمال كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهورى المعارض التركى منذ مايو عام 2010 حتى الآن، وهو معروف بمعارضته الشديدة لرجب طيب أردوغان وسياسة حزب العدالة والتنمية الحاكم، وهو من أكبر المدافعين عن القيم العلمانية لتركيا وإرث أتاتورك.
مواقف كليجدار
يعارض كمال كليجدار أوغلو التدخل التركى فى الشئون السورية، وأعلن أنه سيعيد العلاقات مع الحكومة السورية إذا وصل إلى الحكم، كما انتقد قطع العلاقات مع إسرائيل فى عام 2008، لأنها تَضُرُّ بتركيا وفق تعبيره، قبل عودتها لطبيعتها فى أغسطس العام الماضى.
أوراق أردوغان
وفى هذا السياق قال الدكتور بشير عبد الفتاح، الباحث فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن كمال كليجدار، فى حزب من أعرق الأحزاب السياسية فى تركيا، إلا أن خبرته السياسية محدودة، وقدرته على التأثير على الرأى عام ضعيفة، خاصة بعد فشله فى الفوز بانتخابات بلدية إسطنبول.
وأشار بشير عبد الفتاح إلى أن أردوغان يرى أن كمال كليجدار من أسهل المنافسين له، مؤكدا أن الرئيس التركى سيحقق انتصار كبيرا خلال الانتخابات القادمة.
ونوه عبد الفتاح، إلى أنه فى حال أن تمكن كليجدار من هزيمة أردوغان، وهو احتمال ضعيف على حد قوله، فإن ذلك سيظهر على المشكلات التى خلقتها إدارة أردوغان مع دول الجوار، موضحا أنه سيسرع وتيرة التقارب مع مصر.
نقاط ضعف المعارضة
وأوضح الباحث فى مركز الأهرام، أن المعارضة التركية ترفض وجود مشكلات مع دول الجوار، وظهر ذلك فى زيارة كاليجدار إلى العراق والذى أكد خلالها على احترام انقرة لسيادة العراق، وأيضًا المعارضة ترفض التدخل فى الأراضى السورية.
وذكر بشير عبد الفتاح أنه فى حال فوز أردوغان فإنه لن يتراجع عن سياسة المصالحة مع دول الجوار التى بدأها من قرابة عام مضى، مؤكدا أن هذه السياسة كبدت أنقرة خسائر اقتصادية ضخمة، خاصة أن الاقتصاد التركى يعتمد فى المقام الأول على الاستثمارات الخارجية خاصة القادمة من دول الخليج.
واستطرد أن هذه الانتخابات تعد انتخابات مصيرية، خاصة أنها تأتى بعد مرور 100 عام على إعلان الجمهورية التركية، وأيضًا عقب التعديلات الدستورية الجديدة، موضحا أن أردوغان يسعى للفوز بكل قوته.
وشدد بشير على أن المعارضة كانت تعول على نقاط ضعف لدى أردوغان من بينها الزلزال المدمر الذى ضرب البلاد، إلا أنه تمكن من التخلص من هذه المشكلة وتمكن من التعامل مع الأزمة بمهارة، واستطاع أن يمتص غضب الشعب من خلال الاعتذار الذى قدمه لشعبه بالإضافة إلى اعترافه بالمسئولية.
بالإضافة إلى أن أردوغان تعهد ببناء 100 ألف مسكن، وجميع المبانى التى دمرها الزلزال على نفقة الدولة وعلى أحدث مواصفات فى مدة لا تتجاوز عام.
وتابع بشير بأن: «أردوغان نجح فى العام الأخير من تغيير سياسته التصادمية مع دول الجوار، بالإضافة إلى النهوض الذى حققه فى الاقتصاد التركى من خلال الاستثمارات الأخيرة خاصة القادمة من دول الخليج».
الشعبية الكبيرة
وفى السياق ذاته، قال الدكتور كرم سعيد، الباحث المتخصص فى الشأن التركى، إنه يتوقع فوز الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى الانتخابات الرئاسية القادمة على منافسه المعارض كمال كليجدار أوغلو.
وأوضح كرم سعيد، أن أردوغان سيحقق التقدم فى الانتخابات نظرا للشعبية الكبيرة التى يتمتع بها، وقدرته على إدارة الملفات الخارجية، وجذب الاستثمارات الضخمة إلى البلاد، وذلك عكس كليجدار الذى يفتقر إلى الكاريزما والتأثير الجماهيرى.
وأشار سعيد إلى أن كليجدار أوغلو لم يحظَ بموافقة جميع أعضاء حزبه الشعب الجمهورى، مؤكدا أن هناك عددا من الأعضاء اعترضوا على ترشحه للانتخابات، وطالبوا بترشيح رئيس بلدية إسطنبول بدلا منه.
وأكد كليجدار أن هناك انفصالات عديدة داخل حزب الشعب الجمهورى الذى يرأسه كليجدار أوغلو، الأمر الذى أضعف الحزب وأضعف سياسته.
واستند كرم سعيد، فى تحليلاته، إلى أن أحزاب المعارضة الـ6 ليس لديها أجندة انتخابية أو خريطة واضحة لإدارة البلاد، إنما كل تركيزها منصب على إزاحة أردوغان من الحكم وتحويل البلاد إلى النظام البرلمانى بدلا من النظام الرئاسى.
وشدد كرم سعيد، على أن أحزاب المعارضة التركية بينها خلافات شديدة، على عكس حزب العدالة التركى الذى يتمتع باستقرار وتوافق أكبر، وهو ما يؤهل أردوغان للفوز بالانتخابات القادمة.
واستطرد: «إن أردوغان فى حال فوزه بالانتخابات القادمة سيركز على التطوير الاقتصادى، وهو ما أكسب الرئيس التركى شعبية كبيرة من خلال رفع رواتب الموظفين».
وأضاف كرم، أن المعارضة تركز فى برنامجها على استغلال التراجع فى الاقتصاد التركى خلال الفترة الأخيرة، خاصة مع الخسائر التى نجمت عن الزلزال المدمر الذى ضرب البلاد.
نقلًا عن العدد الورقي..،