رئيس التحرير
عصام كامل

الأزهر يجدد رفضه لدعوات قبول الديانة الإبراهيمية.. البحوث الإسلامية يؤكد موقف المشيخة القاطع لتمييع ثوابت الدين.. ويحسم موقفه من بيت العائلة الإبراهيمي

الأزهر الشريف، فيتو
الأزهر الشريف، فيتو

أعاد الأزهر الشريف اليوم السبت تأكيد رفضه القاطع لدعوات الديانة الإبراهيمية، وتأكيده موقفه الداعم لكافة دعوات الأخوة الإنسانية والتي لا تتعارض مع القيم الإنسانية التي تدعوا إليها الديانات السماوية، وجاء موقف الأزهر بعد افتتاح بيت العائلة الإبراهيمية في دولة الإمارات العربية المتحدة مؤخرًا وربط البعض أن ذلك جاء بمباركة الأزهر الشريف وهو ما نفته كافة قطاعات المشيخة.

 

بيان الأزهر الشريف حول الديانة الإبراهيمية

حيث أصدرت الأمانة العامة لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف بيانًا ذكرت فيه أنه إشارة إلى ما يثار من دعاوى حول تكوين كيان عقدي يجمع الديانات السماوية الثلاثة في دينٍ واحد تحت مسمى (الديانة الإبراهيمية) وما يرتبط بها من بناء مسجد وكنيسة ومعبد في محيط واحد بمقولة إن ذلك يعد مدخلًا سريعًا للتعاون الإنساني والقضاء على أسباب النزاعات والصراعات في العالم، ونظرًا لما تنطوي عليه تلك الدعاوى من خطر على الدين والدنيا معًا فإن مجمع البحوث الإسلامية يود أن يوضح للعالم ما يلي:


أولًا: إن اختلاف الناس في معتقداتهم وتوجهاتهم سنة كونية وفطرة طبيعية فطر الله الناس عليها، قال تعالى: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ﴾ [هود: 118- 119]، وأنه لو شاء أن يخلقهم على شاكلة واحدة، أو لسان واحد أو عقيدة واحدة لخلقهم على هذا النحو، لكنه أراد ذلك الاختلاف ليكون أساسًا لحريتهم في اختيار عقيدتهم، قال تعالى: ﴿فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾ [الكهف: 29].

أضاف البيان أن حرية اختيار المعتقد، لا تمنع التواصل الإنساني مع أتباع الديانات الأخرى والتعاون معهم على البر والتقوى وليس على الإثم والعدوان، لأنهم أهل كتب سماوية، والتعامل معهم على أساس العدل والاحترام المتبادل مما يدعو إليه الإسلام، ولا يجوز الخلط بين احترام عقائد الآخرين والإيمان بها، لأن ذلك الخلط سيؤدي إلى إفساد الأديان والتعدي على أثمن قيمة كفلها الله للإنسان، وهي حرية المعتقد، والتكامل الإنساني فيما بين البشر، ولهذا قال سبحانه: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾ [البقرة: 256]، وقال سبحانه: ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا﴾[المائدة: 48].

 

موقف الأزهر من الدين الإبراهيمي 

وتابع البيان أن الدعوة التي تطارد مسامع الناس اليوم بما يقال عن وحدة الأديان أو ما يسمى (الدين الإبراهيمي)، قد سبق أن أثيرت من قبل، وحسم الأزهر الشريف أمرها وبيَّن خطورتها، وأنها لا تتفق مع أصول أي دين من الأديان السماوية ولا مع فروعه، ولا مع طبيعة الخلق وفطرتهم التي تقوم على الاختلاف في اللون والعرق وحرية العقيدة، كما أنها تُخالف صحيح ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وما اتفق عليه إجماع علماء كل دين من الأديان وكل ملة من الملل.

 

رفض دعاوى قبول الديانة الإبراهيمية

وأكد البيان أن الأزهر الشريف يرفض رفضًا قاطعًا مثل هذه الدعاوى، كما يؤكد أن هذا الرفض لا يتعارض مع التعاون في المشتركات بين الأديان لتقديم العون والمساعدة للناس وتخفيف آلامهم وأحزانهم، وعلى هؤلاء الداعين لمثل هذا التوجه أن يبحثوا عن طريق آخر يحققون به مصالحهم وينفذون به أجنداتهم بعيدًا عن قدسية أديان السماء وحرية الاختيار المرتبطة بها، وأن يتركوا الدين لله ويذهبوا بأغراضهم حيث يريدون، فإن الله لم ينزل دينه ليكون مطية لتحقيق المآرب السياسية، أو أداة للانحرافات السلوكية والأخلاقية.


وأشار  إلى أن الأزهر الشريف ليؤكد على أن انفتاحه على المؤسسات الدينية داخل مصر وخارجها، إنما هو انفتاح غايته البحث عن المشتركات الإنسانية بين الأديان السماوية والتعلق بها لانتشال الإنسانية من أزماتها المعاصرة، ونزاعاتها المتناحرة حتى تستطيع مواجهة ما حاق بها من ظلم الغادرين وبغي الأقوياء، وغطرسة المتسلطين على المستضعفين، وحتى لا تقعد بها الصراعات العقدية والنزاعات الدينية عن الوصول لتحقيق غايتها الإنسانية النبيلة.

 

موقف الأزهر من بيت العائلة الإبراهيمية

وفي سياق متصل أكد مجمع البحوث الإسلامية أن مبادرات الأخوة الانسانية، وبناء دور عبادة مستقلة لغير المسلمين لأداء شعائرهم مع الحفاظ علي هوية كل دين وخصوصيته واستقلاليته؛ لايعد دمجا للأديان، ولا هو من قبيل تلك الدعوات الباطلة المشبوهة التي استهدفت انصهار الأديان ومزجها في دين واحد، بل هو جائز شرعا نظرا لما يترتب عليه من مقاصد إنسانية يدعو إليها الدين الإسلامي بل وتدعو إليها كافة الشرائع السماوية.

ومشروع بيت العائلة الذي يمثل أحد مبادرات الأخوة الإنسانية وهو عبارة عن مسجد مجاور لكنيسة وكنيس، يفصل بين دور العبادة لكل دين علي حدة في المبني والمعني، كما أن تجاور دور العبادة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية قديم وموجود في كبري المدن والعواصم الإسلامية وليس أمرًا مبتدعا، وقد أنشأ الأزهر مع الكنائس المصرية من قبل ما يسمى ب "بيت العائلة المصرية" بلجانه المشتركة بكل محافظات مصر، والذي يرأسه شيخ الأزهر وبابا الكنيسة الأرثوذكسية معًا، وله فروع في كل محافظات مصر وممثلين نصفهم من القساوسة ونصفهم من الشيوخ.

 

أسباب رفض الأزهر الديانة الإبراهيمية

كشف الدكتور عبد المنعم فؤاد أستاذ العقيدة والمشرف على الأروقة العلمية بالأزهر الشريف، تفاصيل رفض الأزهر دعاوى دمج الديانات الثلاث في الديانة الإبراهيمية.


وقال "فؤاد" خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "صالة التحرير" الذي تقدمه الإعلامية عزة مصطفى بقناة "صدى البلد": "الأزهر الشريف لا يعرف ما يسمى بالديانة الإبراهيمية وإنما يعرف أن لكل أمة خصوصية وشريعة والدين الذي جاء به إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام هو دين الله والاعتراف بإله واحد ودين واحد وهو الإسلام، وسيدنا إبراهيم مسلم وكل الأنبياء كذلك، ومن هنا الأزهر والمسلمون لم يدعوا إلى ما يسمى بالديانة الإبراهيمية، بل غير المسلمين هم الذين يرجون ذلك، ومع ذلك لم يقبلوا ولم يندمجوا مع الأديان بل يريدون من الأديان أن تندمج في ديانتهم ويحدث خلط في الأديان".

ولفت: هناك دعوة إلى دين جديد يندمج وتذوب فيه الأديان ولا تظهر الخصوصيات على الإطلاق، ويبقى دين مختلط ولا يبقى هناك حلال ولا حرام وهذا الدين من صنع البشر، والأزهر الشريف يرفض ذلك رفضًا تامًّا.


وتابع: الأزهر يقول إنه لا مانع من التعاون والتعايش المشترك مع كل الأديان، والنبي صلى الله عليه وسلم تعايش مع اليهودي في المدينة المنورة وفتح أبوابه لنصارى نجران ودعا إلى احترام أهل الكتاب
 

حقيقة دعم شيخ الأزهر دمج الديانات الثلاث

وأكمل: البعض زعم بأن الأزهر يرحب بفكرة دمج الديانات الثلاث في الديانة الإبراهيمية، ولم يثبت لحظة واحدة ولا في كلمة واحدة أو سطر واحد أن شيخ الأزهر دعا إلى هذا الدمج، إنما يدعو إلى التعاون المشترك والمحبة والإخاء بين كل الأديان

ولفت: "أحد الناس الذين لا نعرف هويتهم العلمية عمل فيديو يدعو فيه علي شيخ الأزهر أنه وافق على اقتراح دمج الديانات الثلاث وأن الأزهر بعد عن الإسلام وضل، وهذا كله غير صحيح لأن الأزهر اليوم هو المتحدث الرسمي باسم الإسلام وسماحة وبيان والإسلام والتعاون مع البشرية جمعاء، نحن لا نرفض أحدا ولكن لا نساوم على عقيدتنا علي الإطلاق".

وتابع:"عبط فكري ولا يليق أن يشكك أحد في شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، أو الأزهر الشريف بزعم أنه داعم لدمج الديانات الثلاث".

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية