قيس سعيد يثير غضب السلطات الليبية، اعرف السبب
أثارت تصريحات الرئيس التونسي قيس سعيد حول تقاسم حقل البوري النفطي غضب السلطات الليبية، التي اعتبرت أنّ القضية محسومة من القضاء الدولي، بينما اعتبر سياسيون ليبيون أن تصريحات سعيد حملت مساسا بالسيادة الليبية.
غضب ليبي
وكان الرئيس سعيد قد صرح خلال زيارته لمقر المؤسسة التونسية للأنشطة البترولية يوم الخميس الماضي، بأن تونس لم تحصل من حقل البوري إلا على "الفتات القليل"، مطالبًا بمقاسمة الحقل مناصفة بين ليبيا وتونس، ومضيفا "أن الحقل يمكن أن يؤمّن كل حاجيات تونس وأكثر.
وأقر سعيّد برفض الجانب الليبي مُقترح تقسيم الحقل إلى نصفين، مشيرًا إلى توسط الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية محمود رياض بين البلدين، واتفاقهما على عرض الأمر على محكمة العدل الدولية، التي لم تلتفت إلى مسألة الجرف القاري.
"جوين تأويل"
وقال وزير النفط والغاز في حكومة الوحدة الوطنية الليبية محمد عون، إن رئيس تونس سعيّد أخطأ حين طالب بمقاسمة حقل البوري النفطي، معتبرًا أنّ في كلامه مغالطة، حيث إن المقصود هو حقل الجرف القاري بين البلدين.
وبين في تصريحات لتلفزيون "بانوراما" الليبي، إن القضية تم الفصل فيها بحكم من محكمة العدل الدولية، التي قضت لفائدة الدولة الليبية باستغلال مقدرات حقل البوري منذ سنة 1982، حيث جاء الحكم بناء على اتفاق ليبيّ تونسيّ، وقد قَبِل الطرفان الحكم، ولا سيما أن الحدود البحرية بين ليبيا وتونس، مُحددة.
وأشار الوزير عون إلى أنّ الجرف القاري كان بشراكة بين الدولتين الليبية والتونسية، وبمقتضى اتفاقيات أنشئت شركة مشتركة للنفط تحت مسمى "جوين تأويل" عام 1988 لتقاسم الثروات النفطية والغازية بين البلدين، وهذه الشركة لم تباشر العمل منذ ذلك الوقت.
رد رسمي
وقال رئيس لجنة الطاقة في مجلس النواب الليبي عيسي العربي، إنّ البرلمان يدرس تصريحات رئيس تونس عن حقل البوري النفطي والجرف القاري للرد عليها بشكل رسمي.
وأكد العربي أنّه "لا يمكن القبول أو السماح بالمساس بثروات ليبيا التي هي ملك للشعب الليبي تحت أي مبررات" حسب تعبيره.
تطاول واستغلال
وانتقد عضو مجلس الدولة الليبي إبراهيم صهد تصريحات الرئيس التونسي عن حقل البوري، معتبرًا أنها تمثّل استغلالا لظروف ليبيا الحالية، وتطاولا على السيادة الليبية وحقوقها، وفق تعبيره.
وقال في تصريحات نقلها وكالة "ليبيا برس"، إنّ "الحقل ليبي بحكم محكمة العدل الدولية، وقيس سعيد تجاوز كل الأعراف، وتطاول على السيادة الليبية" محذرًا من أنّ ما سماه "تمادي قيس سعيد سيتطور، ما لم تتخذ ليبيا إجراءات رادعة وأخرى احترازية لحماية الجرف" حسب قوله.
وأشار صهد إلى أنه كان موظفًا بالخارجية إبّان الخلاف الليبي التونسي في عهد القذافي، زاعمًا أنّ "تونس حاولت الاستيلاء على الجرف، ورفضت عرضًا قدمه القذافي يقتضي مناصفة الجرف أو الاستغلال المشترك، وقد رفضت تونس العرض لاعتقادها بأن التحكيم الدولي سيكون في صالحها".
وبين أنّ "وزارة الخارجية آنذاك جهزت فريقًا قانونيًا من خبراء ليبيين وأجانب لإعداد الملف الليبي تأسيسًا على قانون البحار، وحكمت محكمة العدل الدولية لصالح ليبيا، وهذا حكم موثق في المحكمة الدولية، وفي الأمم المتحدة ولا مجال لإنكاره أو محاولة نقضه".
ويقع حقل البوري في البحر المتوسط على بعد حوالي 120 كيلومترا شمال الساحل الليبي، ويبلغ إنتاجه نحو 30 ألف برميل نفط يوميًا، وتديره شركة "مليتة" للنفط والغاز بالمشاركة مع شركة "إيني" الإيطالية، واكتُشف عام 1976 وبدأ إنتاجه في عام 1988.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.