سر معسكرات تجنيد الأطفال.. كواليس قرار المحكمة الدولية بشأن اعتقال بوتين.. موسكو تستهين وأوكرانيا ترحب
اعتقال بوتين، في مفاجأة من العيار الثقيل أصدرت المحكمة الجنائية الدولية اليوم الجمعة أمر اعتقال بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومفوضة حقوق الأطفال في روسيا بتهم ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا.
وقالت المحكمة الجنائية الدولية في بيان لها: "مذكرة الاعتقال بحق بوتين للتحقيق بجرائم حرب في أوكرانيا.. الرئيس الروسي متورط بجريمة ترحيل الأطفال من الأراضي الأوكرانية".
وأضافت الجنائية الدولية: "لدينا أدلة على تورط الرئيس الروسي بالتهم المنسوبة له.. وتنفيذ اعتقال بوتين يعتمد على التعاون الدولي".
أول تعليق من روسيا
علقت الخارجية الروسية على قرار المحكمة الجنائية الدولية بشأن إصدار قرار باعتقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقالت الخارجية الروسية في بيان اليوم الجمعة: "لا معنى لقرارات المحكمة الجنائية الدولية بالنسبة لنا بما في ذلك من وجهة نظر قانونية".
وأضافت: "موسكو ليست عضوا في نظام روما المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية ولا تترتب علينا أي التزامات تجاه المحكمة".
ترحيب أوكراني
من جانبها، رحبت الرئاسة الأوكرانية، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووصفتها بـ"البداية".
المحكمة الجنائية الدولية
وكانت المحكمة الجنائية الدولية فتحت قضيتين تطالان مسؤولين روسا على خلفية غزو أوكرانيا، وفق ما أفادت صحيفة نيويورك تايمز.
وجاء في تقرير الصحيفة الأمريكية أن القضية الأولى تتمحور حول "تورّط روسيا في خطف أطفال أوكرانيين تم إرسالهم إما للتبنّي وإما إلى معسكرات لإعادة التأهيل".
أما القضية الثانية فتتمحور حول "استهداف القوات الروسية المتعمّد" للبنى التحتية المدنية في أوكرانيا على غرار منشآت الكهرباء والمياه بهجمات صاروخية.
كذلك تسعى المحكمة إلى إصدار مذكّرات توقيف بحق أشخاص عدة، وفق ما أوردت الصحيفة نقلا عن مسؤولين حاليين وسابقين في المحكمة، من دون إعطاء تفاصيل حول هويات الأشخاص الذين سيوجّه إليهم الاتّهام أو موعد ذلك.
جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية
وكانت المحكمة ومقرّها لاهاي قد فتحت تحقيقا في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية يشتبه بأنها ارتُكبت في أوكرانيا بعيد بدء الغزو الروسي للبلاد في 24 فبراير 2022.
وكان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، قد أعلن في وقت سابق إثر زيارة لأوكرانيا أن عمليات خطف الأطفال المشتبه بها "يحقق فيها مكتبي باعتبارها أولوية".
وجاء في بيان أصدره في السابع من مارس أن "الأطفال لا يمكن أن يعامَلوا على أنهم غنائم حرب".
ونشر خان صورة له بجانب أسرة أطفال شاغرة، وقال إنه زار دارا لرعاية الأطفال في جنوب أوكرانيا لكنها كانت "خالية بسبب عمليات ترحيل مشتبه بها لأطفال من أوكرانيا إلى روسيا الاتحادية" أو مناطق أخرى محتلة.
وأكد خان أن المحكمة الجنائية الدولية تحقق في هجمات "على بنى تحتية حيوية" في أوكرانيا، معلنا أنه تفقّد مواقع استهدفتها ضربات عدة.وقال خان "أكّدنا (مع المدعي العام الأوكراني) حرصنا المشترك على أن أفعالا كهذه سيتم التحقيق فيها بشكل كامل وعلى أن المسؤولين عن جرائم دولية سيحاسبون".
وأضاف بيان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية أنه "يشعر بأن المضي قدما نحو العدالة يزداد زخما".
وسبق أن وصف خان أوكرانيا بأنها "مسرح جريمة" وكان قد تفقّد مدينة بوتشا حيث شاهد صحافيو وكالة فرانس برس في أحد الشوارع 20 جثة على الأقل.
وروسيا وأوكرانيا ليستا عضوين في المحكمة الجنائية الدولية، لكن كييف أعلنت القبول باختصاص المحكمة وهي تتعاون مع مكتب خان.
وتنفي روسيا ضلوع قواتها في أي جرائم حرب، كما يستبعد خبراء أن تعمد لتسليم أي مشتبه بهم.
معسكرات تجنيد الأطفال
وفي 24 فبراير الماضي، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في ذكرى الحرب الروسية الأوكرانية إن موسكو اختطفت 6000 طفل من كييف.
وأوضح وزير الخارجية الأمريكي أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فشل في وضع يده على أوكرانيا بفضل مقاومة الأوكرانيين، مؤكدا دعم "المجتمع الدولي بأغلبيته العظمى يدعم سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها".
وأضاف في كلمته أمام مجلس الأمن، أن روسيا قتلت عشرات الآلاف من الأوكرانيين من النساء والأطفال على مدار عام، مشيرا إلى أن موسكو استخدم مرتزقة فاغنر في أوكرانيا.
وتابع "لا وجود لسلام في أوكرانيا دون الحصول على السيادة الإقليمي، فأي سلام يضفي الشرعية على استيلاء روسيا على الأرض بالقوة يخالف ميثاق الأمم المتحدة.. يجب منع روسيا من خداعنا بوقف إطلاق نار مؤقت من أجل تجهيز قواتها، فلو تخلينا عن أوكرانيا اليوم فهذا يعني أننا نتخلى عن ميثاق الأمم المتحدة".
وفي الـ 15 من فبراير الماضي، أكدت دراسة أمريكية أن روسيا تحتجز أكثر من ستة آلف طفل من أوكرانيا في مخيمات "بهدف إعادة تثقيفهم"، بحسب الدراسة.
ومنذ بدء الحرب قبل نحو عام، يُنقل أطفال لا تتجاوز أعمار بعضهم أربعة أشهر، إلى 43 معسكرا في أنحاء روسيا، بما يشمل شبه جزيرة القرم وسيبيريا، من أجل "التعليم الوطني والمتعلق بالجيش الموالي لروسيا" وفق التقرير الصادر عن "مركز ييل للأبحاث" والممول من وزارة الخارجية الأمريكية.
وقال ناثانيل ريموند، الباحث في "مركز ييل للأبحاث"، إن روسيا "تنتهك بشكل واضح" اتفاقية جنيف الرابعة حول معاملة المدنيين خلال الحرب معتبرًا التقرير بمثابة "إنذار كبير" شبيه بالإشعارات الأمريكية العامة المتعلقة بخطف أطفال.
معسكرات تثقيف الأطفال في روسيا
وأكد أمام الصحافيين أن الأفعال الروسية "في بعض الحالات قد ترقى إلى جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية"، بحسب تقييمه.
وطالب التقرير بهيئة محايدة يُسمح لها بالوصول إلى المعسكرات وبأن توقف روسيا على الفور إجراءات تبني أطفال أوكرانيين.
وقالت الحكومة الأوكرانية مؤخرا إن أكثر من 14700 طفل رُحلوا إلى روسيا حيث تعرض البعض منهم لاستغلال جنسي، بحسب كييف.
وقال التقرير الأمريكي الذي استند إلى صور بالأقمار الاصطناعية وتقارير أشخاص، إن 6000 طفل على الأقل أرسلوا إلى معسكرات لكن هذا الرقم “أعلى بكثير على الأرجح”.
من جهتها، اعتبرت روسيا إجراءاتها بمثابة إنقاذ أيتام أو نقل أطفال لرعاية طبية، ولكن وفقا للتقرير الأمريكي تعرض بعض الأهالي لضغوط للموافقة على إرسال أبنائهم آملين أحيانا أن يعودوا.
وقال التقرير إن السلطات الروسية سعت كي تقدم للأطفال وجهة نظر مؤيدة لموسكو من خلال برامج دراسية وزيارات إلى مواقع وطنية وأحاديث لمحاربين سابقين.
كما تلقى الأطفال تدريبات على استخدام الأسلحة النارية، علمًا بأن ريموند نفى وجود أدلة على إرسالهم للقتال.
وأظهر التقرير أن مساعدين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين انخرطوا عن كثب في العملية وخصوصًا ماريا لفوفا-بيلوفا، المفوضة الرئاسية لحقوق الطفل.
ونقدم لكم من خلال موقع “فيتو”، تغطية ورصدا مستمرا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.