الإندبندنت: إفراج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين يمهد لمحادثات السلام
رأت صحيفة (الاندبندنت) البريطانية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتخذ قرارا صعبا بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين من أجل مصلحة بلاده، إلا أنه واجه معارضة حتى من الحزب الذي ينتمي إليه.
وأشارت الصحيفة - في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الإثنين، إلى أنه من المقرر الإفراج عن 104 سجناء فلسطينيين عقب موافقة مجلس الوزراء الإسرائيلي على هذا القرار، ما يمهد الطريق لإجراء أول محادثات سلام مباشرة بين الجانبين منذ ثلاث سنوات.
ونوهت إلى أنه عقب ساعات من المناقشات التي عقدت أمس، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن أغلبية المجلس وافق على قرار إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين، رغم أن نتنياهو صرح في بداية اللقاء بأن قرار إطلاق سراح السجناء "أمر مؤلم"، ولكنه مهم للمضي قدما نحو عقد محادثات سلام مع الفلسطينيين.
وتعتبر قضية الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين واحدة من القضايا المثيرة للجدل لكلا الطرفين خلال النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، فبينما يصفهم الإسرائيليون بالإرهاب، وهناك الكثير من الفلسطينيين يعتبرونهم أبطالا اعتقلوا دون وجه حق، معتبرين أن تأمين حريتهم هو هدفهم منذ زمن بعيد.
ومن المقرر أن يتم الإفراج عن 104 سجناء فلسطينيين، معظمهم اعتقل منذ ما قبل اتفاق أوسلو عام 1993، والذي انهار في نهاية المطاف.
وذكرت الصحيفة أنه عقب إعلان إطلاق سراح الفلسطينيين، أكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بأن مفاوضي الجانبين سيلتقيا يوم غد الثلاثاء لبدء المحادثات.
وأشارت إلى أن الكثير في إسرائيل يعتقدون أن قرار نتنياهو بالضغط للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين - الذين يرون أن معظمهم متهم بارتكاب جرائم قتل وشارك في هجمات إرهابية ضد المدنيين الإسرائيليين - خطوة لها هدف بعيد للغاية، فمجلس الوزراء نفسه قد تأخر لأكثر من ساعة عن موعده عقب اجتماع نتنياهو مع أعضاء كبار من حزب الليكود الذي ينتمي إليه، لمحاولة إقناعهم بدعمه في هذا القرار.
وكان صوت 13 وزيرا بالموافقة على هذا القرار، في مقابل 7 وزراء رفضوه، وهناك وزيران امتنعوا عن التصويت، في حين صرحت وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني - المسئولة عن إجراء المفاوضات مع الفلسطينيين ؟ بأنه سيتم الإفراج عن الفلسطينيين المتهمين بالقتل "إذا كانت المحادثات جادة".
ومن المتوقع أن تتوجه ليفني اليوم إلى واشنطن لعقد محادثات مباشرة مع كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، وهي المرة الأولى التي يلتقي فيها الجانبان منذ العام 2010، حيث ستتناول الجلسة الافتتاحية مناقشة جدول أعمال المحادثات والجدول الزمني لها.
ورحب عريقات بالقرار الذي اتخذه مجلس الوزراء الإسرائيلي واصفا إياه "بأنه خطوة نحو السلام".
وتجدر الإشارة إلى أن مجلس الوزراء الإسرائيلي قد أقر أيضا اقتراحا بطرح أي اتفاق سلام مع الفلسطينيين على استفتاء عام في إسرائيل.