رئيس التحرير
عصام كامل

الصحف الأجنبية.. انقسام داخل البيت الأبيض حول الأحداث فى مصر.. والعنف يبدد آمال المصالحة الوطنية.. "التايمز" تطالب أوباما بقطع المساعدات عن القاهرة.. مسيرة الإخوان إلى المخابرات العسكرية تحدٍ للجيش


اهتمت الصحف الأجنبية الصادرة صباح اليوم الاثنين بالشأن المصري، ورصدت ردود الفعل العالمية إزاء تطور الوضع في القاهرة.

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، الأمريكية أن هناك انقساما داخل البيت الأبيض حول الأحداث التي تشهدها مصر، مشيرة إلى أن الجدل يدور بشكل خاص حول المساعدات الأمريكية.


وأوضحت الصحيفة أن الانقسامات جعلت الصمت هو رد فعل إدارة الرئيس باراك أوباما مرة أخرى على الاشتباكات التي وقعت فجر السبت بين قوات الأمن والمتظاهرين، كما عمل دبلوماسيون غربيون وراء الكواليس لتهدئة التوترات، فيما طالب عدد من المشرعين وإن كان ضئيلا بضرورة قطع المساعدات الأمريكية لمصر.

وأشارت إلى أن السيناتور ديان فينشتاين من كاليفورنيا، التي ترأس لجنة الاستخبارات وأحد كبار الحزب الديمقراطي قالت: يجب على الكونجرس النظر في تعليق 1.5 مليار دولار من المساعدات الأمريكية السنوية لمصر ردا على مقتل 72 شخصا على الأقل ومئات الجرحى السبت الماضي.

أضاف خلال لقاء على تليفزيون "سي إن إن": "يجب إعادة النظر في منح المساعدات، إن الكرة الآن في ملعب مصر، وعلى الرغم من إدانتهم القتل الجماعي للمتظاهرين عقب عزل مرسي، لم تصل إلى حد الدعوة إلى قطع المساعدات لمصر".

قالت صحيفة "بوسطن جلوب"، الأمريكية إن السلطات الحاكمة في مصر بدأت في زيادة الضغط على مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، في مؤشر على إمكانية زيادة العنف خلال الفترة المقبلة.

أضافت الصحيفة أن "الحكومة أعلنت أنها قد تعطي الجيش حق الضبطية القضائية، فيما قال مسئولون إنها قد تكون مقدمة لحملة كبيرة على أنصار الرئيس المعزول مرسي وعلى المتشددين الذين هاجموا قوات الأمن".

تابعت: طبقا للمرسوم الذي صدر في الجريدة الرسمية أمس الأحد أعطى الرئيس المؤقت عدلي منصور ورئيس الوزراء، حازم الببلاوي السلطة للجيش في الضبطية القضائية.

وأشارت إلى أن أعمال إراقة الدماء التي زادت مؤخرا بددت أي آمال للمصالحة بين المعارضين في مصر في أعقاب احتجاجات من قبل ملايين المصريين الذي طالبوا بتنحيه والإسلاميون يرفضون بشدة قيادة جديدة، ويصرون على أن الحل الممكن الوحيد للأزمة هو إعادته للسلطة.

وفي الوقت نفسه، فإن القيادة المؤقتة تمضي قدما في خطة خارطة الطريق من أجل العودة سريعا إلى حكومة منتخبة ديمقراطيا بحلول أوائل العام المقبل.

اهتمت صحيفة التايمز البريطانية، بتطور الوضع في مصر وحالة الاضطراب وعدم الاستقرار التي تشهدها البلاد بعد الإطاحة بمرسي.

ودعت الصحيفة الولايات المتحدة الأمريكية إلى قطع المساعدات عن مصر حتي يتوقف القتل، لأن الفترة التي تعيشها مصر الآن أسوأ فترة في تاريخ ثورة 25 يناير لعام 2011، منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك.

وأشارت الصحيفة إلى توجيه تهم جنائية للرئيس المعزول محمد مرسي، بالتخابر والقتل مع جهات أجنبية، حركة حماس الفرع الفلسطيني لجماعة الإخوان، متوقعة نقل مرسي على أثر هذه الاتهامات إلى سجن طره، حيث يوجد مبارك.

ونوهت كاتبة المقال "برونوين مادوكس"، بتصريح وزير الداخلية محمد إبراهيم الذي أعلن فيه اعتزامه إعادة أجهزة الأمن والمخابرات التي تقول إنها كانت تحمي نظام مبارك في الثلاثين عاما الماضية.

وتري "مادوكس" أن مثل هذه الخطوات يعتبرها إبراهيم طريقا إلى الأمن والاستقرار، بل إنها أقرب إلى الحرب الأهلية، ودعت "مادوكس" الرئيس أوباما إلى وقف الإعانات الأمريكية لمصر، لأن النظام الحالي أسقط حكومة منتخبة ديمقراطيا.

قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، إن أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي تحدوا الجيش المصري وخرجوا في مسيرة اليوم الاثنين نحو منشأة عسكرية.

وأشارت الصحيفة إلى مسيرة جماعة الإخوان التي خرجت نحو مقر المخابرات العسكرية، على الرغم من تحذير الجيش للمتظاهرين من عدم التوجه إلى المنشآت العسكرية.

أضافت أن أنصار مرسي اعتصموا في حي رابعة العدوية بمدينة نصر، منذ الإطاحة بـ"مرسي" وقرروا منذ أمس تنظيم مسيرات يومية في القاهرة بدءا من يوم 28 يوليو.

ولفتت إلى أن تحدى أنصار الرئيس المخلوع من الإسلاميين بالتوجه مجددا لمنشأة عسكرية في تحد لتحذير الجيش، في الساعات الأولى من صباح الاثنين يخاطر بمواجهة جديدة بعد قتل عشرات القتلى في مطلع الأسبوع.

ولفتت إلى مقتل نحو 72 على الأقل من أنصار الإخوان برصاص قوات الأمن يوم السبت بالقرب من الوقفة الاحتجاجية، ما يعمق الاضطرابات التي تهز البلاد منذ إطاحة الجيش بمرسي من السلطة.

وأشارت الصحيفة إلى أن منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوربي كاثرين أشتون، من المقرر أن تجتمع اليوم الاثنين في القاهرة مع قائد الجيش عبد الفتاح السيسي، ومسئولين من حزب الحرية والعدالة، الجناح السياسي لجماعة الإخوان.

ونوهت الصحيفة بتصريح آشتون، التي أفادت فيه بأنها ترجو تحقيق عملية انتقالية شاملة بمشاركة جميع الجماعات السياسية في مصر بما في ذلك جماعة الإخوان.

ذكر الكاتب الإسرائيلى "بوعاز بيسموت"، أنه خلال أعمال الشغب العنيفة التي جرت في عهد الرئيس الأسبق "مبارك" ترك الجيش للشرطة متعة إطلاق النار على المتظاهرين، وبضغوط أمريكية ترك مبارك الساحة السياسية في غضون أيام، ومنذ ذلك الحين اتجهت الشرطة إلى العمل في تنظيمات سرية.

وقال "بيسموت" في مقال بصحيفة "إسرائيل اليوم": لكن هذه المرة خلال تظاهرات 30 يونيو ضد مرسي فإن الجيش أخذ على عاتقه تحمل مسئولية إطلاق النار أثناء أعمال الشغب في المظاهرات.

أضاف أن الجيش لايزال يتمتع بالدعم الشعبى لمواصلة العمل ضد الإخوان الذين وصلوا للحكم عبر السبل الديمقراطية، موضحا أن التقارير المصرية تشير إلى أن مرسي متهم بالتورط مع حماس التي أصبحت حركة منبوذة في القاهرة، وفجأة أصبح إسماعيل هنية يشتاق إلى مبارك.

وأبرز الكاتب أن ما يجرى في محيط رابعة وفي سيناء هو حرب أهلية حقيقية، والسيسى أخذ على عاتقه محاربة الإخوان، فهو مستغرق في مهمة حساسة وطالب الشعب بتفويضه فيها.

وأضاف أنه من السذاجة أن يصدق أحد أن الإخوان سيخضعون بسهولة ويتراجعون عن أمانيهم بعد أن ذاقوا طعم السلطة، لذا فليس من المتوقع أن ينتهي العنف في مصر قريبا .
الجريدة الرسمية