رئيس التحرير
عصام كامل

خفايا‭ ‬الاتفاق‭ ‬الإيراني‭ ‬السعودي.. تسويق‭ ‬واقعي‭ ‬للنظام‭ ‬العالمي‭ ‬الجديد‭ ‬برعاية‭ ‬الصين‭

 خفايا‭ ‬الاتفاق‭
خفايا‭ ‬الاتفاق‭ ‬الإيراني‭ ‬السعودي، فيتو

لم‭ ‬تتوقف‭ ‬التكهنات‭ ‬والتحليلات‭ ‬منذ‭ ‬لحظة‭ ‬الاتفاق‭ ‬بين‭ ‬السعودية‭ ‬وإيران،‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬أهم‭ ‬الانعكاسات‭ ‬التى‭ ‬يحملها‭ ‬هذا‭ ‬الاتفاق‭ ‬أنه‭ ‬جرى‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬دائمًا‭ ‬تزعم‭ ‬أنها‭ ‬الوحيدة‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬الأزمات‭ ‬المعقدة،‭ ‬ليظهر‭ ‬التنين‭ ‬الصينى‭ ‬باعتباره‭ ‬لاعبا‭ ‬عالميا‭ ‬جديدا‭ ‬ويثبت‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬النزاعات،‭ ‬مما‭ ‬يغذى‭ ‬فكرة‭ ‬تعدد‭ ‬الأقطاب‭ ‬التى‭ ‬تنادى‭ ‬بها‭ ‬الصين‭ ‬لإدارة‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولى‭.‬


وحسب‭ ‬خبراء‭ ‬سينعكس‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬تجهزها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وإسرائيل‭ ‬لحرب‭ ‬إقليمية‭ ‬مفتوحة‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬وإيران،‭ ‬ولكن‭ ‬الصين‭ ‬نجحت‭ ‬فى‭ ‬أن‭ ‬تغلق‭ ‬ذلك‭ ‬الباب‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬يفتح‭ ‬صراعًا‭ ‬استراتيجيا‭ ‬جديدا‭ ‬بين‭ ‬أمريكا‭ ‬والصين‭ ‬فى‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وتخشى‭ ‬إسرائيل‭ ‬أن‭ ‬يؤثر‭ ‬ذلك‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬مفاوضات‭ ‬التطبيع‭ ‬التى‭ ‬تجريها‭ ‬مع‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬وأيضًا‭ ‬علاقتها‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬أخرى‭.‬


لم‭ ‬يكن‭ ‬أقصى‭ ‬المتفائلين‭ ‬يتصور‭ ‬أن‭ ‬الصراع‭ ‬الصفرى‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬والسعودية‭ ‬قد‭ ‬ينتهى‭ ‬فى‭ ‬أي‭ ‬لحظة،‭ ‬إذ‭ ‬يجمع‭ ‬البلدين‭ ‬مصالح‭ ‬متناقضة‭ ‬ومتضاربة‭.‬


فى‭ ‬تفاصيل‭ ‬الاتفاق،‭ ‬استقرت‭ ‬إيران‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬على‭ ‬عودة‭ ‬العلاقات‭ ‬بينهما‭ ‬إلى‭ ‬طبيعتها‭ ‬وإعادة‭ ‬فتح‭ ‬السفارات‭ ‬فى‭ ‬كلا‭ ‬البلدين،‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬أثار‭ ‬ردود‭ ‬فعل‭ ‬إيجابية‭ ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والعالم‭ ‬بأثره،‭ ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬توقيت‭ ‬الإعلان‭.‬


انعكاسات‭ ‬اتفاق‭ ‬إيران‭ ‬والصين‭ ‬على‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط

لم‭ ‬تتوقف‭ ‬التكهنات‭ ‬والتحليلات‭ ‬منذ‭ ‬لحظة‭ ‬الاتفاق،‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬أهم‭ ‬الانعكاسات‭ ‬التى‭ ‬يحملها‭ ‬هذا‭ ‬الاتفاق‭ ‬أنه‭ ‬جرى‭ ‬بعيدا‭.‬


وحسب‭ ‬خبراء‭ ‬سينعكس‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬تجهزها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وإسرائيل‭ ‬لحرب‭ ‬إقليمية‭ ‬مفتوحة‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬وإيران،‭ ‬ولكن‭ ‬الصين‭ ‬نجحت‭ ‬فى‭ ‬أن‭ ‬تغلق‭ ‬ذلك‭ ‬الباب‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬يفتح‭ ‬صراع‭ ‬استراتيجى‭ ‬جديد‭ ‬بين‭ ‬أمريكا‭ ‬والصين‭ ‬فى‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وتخشى‭ ‬إسرائيل‭ ‬أن‭ ‬يؤثر‭ ‬ذلك‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬مفاوضات‭ ‬التطبيع‭ ‬التى‭ ‬تجريها‭ ‬مع‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬وأيضًا‭ ‬علاقتها‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬أخرى‭.‬


على‭ ‬مستوى‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬الدولية،‭ ‬رحبت‭ ‬معظم‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬ودول‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والمنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬بالاتفاق‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬حيث‭ ‬أعربت‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬الإمارات‭ ‬وعمان‭ ‬وقطر‭ ‬عن‭ ‬ترحيبهم‭ ‬بالاتفاق‭ ‬الموقع‭ ‬بين‭ ‬طهران‭ ‬والرياض،‭ ‬إذ‭ ‬ترى‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬أن‭ ‬الاتفاق‭ ‬بادرة‭ ‬إيجابية‭ ‬لإنهاء‭ ‬أزمات‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬ورفاهية‭ ‬الشعوب‭.‬


يقول‭ ‬السفير‭ ‬جمال‭ ‬بيومى‭ ‬مساعد‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأسبق،‭ ‬إن‭ ‬اتفاق‭ ‬إيران‭ ‬والسعودية‭ ‬سيفتح‭ ‬الباب‭ ‬أمام‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬لإعادة‭ ‬علاقتها‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬أسوة‭ ‬بقرار‭ ‬الرياض،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يغلق‭ ‬باب‭ ‬الحرب‭ ‬الإقليمية‭ ‬والصراعات‭ ‬التى‭ ‬تشهدها‭ ‬المنطقة،‭ ‬وتوقع‭ ‬بيومى‭ ‬أن‭ ‬تعيد‭ ‬مصر‭ ‬علاقتها‭ ‬مع‭ ‬إيران،‭ ‬ولكن‭ ‬فى‭ ‬الوقت‭ ‬الذى‭ ‬تراه‭ ‬القاهرة‭ ‬مناسب‭ ‬لذلك،‭ ‬ويحقق‭ ‬مصالح‭ ‬وأمن‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.‬


وساطة‭ ‬العراق‭ ‬والصين‭ ‬فى‭ ‬المفاوضات

وفقا‭ ‬لمصادر‭ ‬مطلعة،‭ ‬الاتفاق‭ ‬تم‭ ‬بجهود‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المفاوضات‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬بدأت‭ ‬بواسطة‭ ‬من‭ ‬العراق،‭ ‬واستكملت‭ ‬بتدخل‭ ‬الصين‭ ‬التى‭ ‬أصبحت‭ ‬الوسيط‭ ‬الأساسى‭ ‬لإنهاء‭ ‬الأزمة‭ ‬العالقة‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬وتضمن‭ ‬اتفاق‭ ‬إيران‭ ‬والسعودية‭ ‬على‭ ‬البنود‭ ‬الآتية‭:‬


1-‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬استئناف‭ ‬العلاقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬بينهما‭ ‬وإعادة‭ ‬فتح‭ ‬سفارتيهما‭ ‬وممثلياتهما‭ ‬خلال‭ ‬مدة‭ ‬أقصاها‭ ‬شهران‭.‬


2-‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬احترام‭ ‬سيادة‭ ‬الدول‭ ‬وعدم‭ ‬التدخل‭ ‬فى‭ ‬شئونها‭ ‬الداخلية‭.‬


3-‭ ‬يعقد‭ ‬وزيرا‭ ‬الخارجية‭ ‬فى‭ ‬البلدين‭ ‬اجتماعًا‭ ‬لتفعيل‭ ‬ذلك‭ ‬وترتيب‭ ‬تبادل‭ ‬السفراء‭ ‬ومناقشة‭ ‬سبل‭ ‬تعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬بينهما


4-‭ ‬تفعيل‭ ‬اتفاقية‭ ‬التعاون‭ ‬الأمني‭ ‬بينهما،‭ ‬الموقعة‭ ‬فى‭ ‬17‭/‬4‭/‬2001م‭ ‬والاتفاقية‭ ‬العامة‭ ‬للتعاون‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتجارة‭ ‬والاستثمار‭ ‬والتقنية‭ ‬والعلوم‭ ‬والثقافة‭ ‬والرياضة‭ ‬والشباب،‭ ‬الموقعة‭ ‬بتاريخ‭ ‬27‭/‬5‭/‬1998‭ ‬م‭.‬


5-‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬بذل‭ ‬كافة‭ ‬الجهود‭ ‬لتعزيز‭ ‬السلم‭ ‬والأمن‭ ‬الإقليمى‭ ‬والدولى‭.‬


ومن‭ ‬جانبه‭ ‬قال‭ ‬الدكتور‭ ‬طارق‭ ‬فهمى،‭ ‬إن‭ ‬الاتفاق‭ ‬بين‭ ‬السعودية‭ ‬وإيران‭ ‬له‭ ‬تأثير‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬ستدخل‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬التخبط‭ ‬بسبب‭ ‬هذا‭ ‬الاتفاق‭ ‬المفاجئ،‭ ‬مرجحًا‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬ردود‭ ‬سلبية،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬مفاوضات‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووى‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬مازالت‭ ‬متوقفة،‭ ‬مع‭ ‬دخول‭ ‬النصف‭ ‬الثانى‭ ‬من‭ ‬ولاية‭ ‬بايدن‭.‬


وتابع‭: ‬الاتفاق‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬والسعودية‭ ‬سيؤدى‭ ‬إلى‭ ‬انعكاسات‭ ‬سلبية‭ ‬على‭ ‬موقف‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬من‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووى‭ ‬مع‭ ‬إيران،‭ ‬وسيضطرها‭ ‬لتسريع‭ ‬الاتفاق‭ ‬أو‭ ‬تغيير‭ ‬بعض‭ ‬بنوده‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬قد‭ ‬يعرقله‭ ‬بالأساس‭.‬
وأوضح‭ ‬فهمى‭ ‬أن‭ ‬الاتفاق‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬والسعودية،‭ ‬يعنى‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬أو‭ ‬إسرائيل‭ ‬دور‭ ‬مباشر‭ ‬فى‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربى،‭ ‬والزج‭ ‬بلاعبين‭ ‬إقليمين‭ ‬جديدين‭ ‬على‭ ‬رأسهم‭ ‬الصين،‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬سيهدد‭ ‬نفوذ‭ ‬واشنطن‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة،‭ ‬وبالتالى‭ ‬تهديد‭ ‬شعبية‭ ‬الرئيس‭ ‬جو‭ ‬بايدن،‭ ‬الذى‭ ‬يتعرض‭ ‬لانتقادات‭ ‬حادة‭ ‬فى‭ ‬الداخل‭ ‬الأمريكى‭.‬


وحول‭ ‬الموقف‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬من‭ ‬اتفاق‭ ‬إيران‭ ‬والسعودية،‭ ‬ذكر‭ ‬فهمى‭ ‬أن‭ ‬حكومة‭ ‬نتنياهو‭ ‬تراقب‭ ‬هذا‭ ‬الاتفاق‭ ‬الذى‭ ‬سيؤدى‭ ‬إلى‭ ‬تجميد‭ ‬مفاوضات‭ ‬التطبيع‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬والمملكة،‭ ‬وسيكون‭ ‬له‭ ‬تأثير‭ ‬سلبى‭ ‬على‭ ‬الاتفاقات‭ ‬التى‭ ‬وقعتها‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العبية‭ ‬الأخرى،‭ ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬حال‭ ‬قيام‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬بتطبيع‭ ‬علاقتها‭ ‬مع‭ ‬إيران‭.‬


وذكر‭ ‬طارق‭ ‬فهمى،‭ ‬أن‭ ‬الاتفاق‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬والسعودية‭ ‬سيكون‭ ‬له‭ ‬تأثير‭ ‬كبير‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الملفات‭ ‬العالقة‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وأمن‭ ‬الخليج،‭ ‬والملف‭ ‬العراقى‭ ‬واليمنى،‭ ‬والبرنامج‭ ‬النووى‭.‬


واستكمل‭ ‬فهمى‭: ‬‮«‬الخطوة‭ ‬مهمة‭ ‬ولها‭ ‬تأثيرات‭ ‬إيجابية‭ ‬على‭ ‬المنطقة،‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬تحفظ‭ ‬أمريكى‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الاتفاق‮»‬،‭ ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬واشنطن‭ ‬تشكك‭ ‬فى‭ ‬التزام‭ ‬طهران،‭ ‬وما‭ ‬يثير‭ ‬الحفيظة‭ ‬الأمريكية‭ ‬هو‭ ‬الدور‭ ‬الصينى‭ ‬المباشر‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية‭ ‬متوقعا‭ ‬أن‭ ‬تخلف‭ ‬تأثيرات‭ ‬سلبية‭ ‬فى‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬والسعودية‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬ظهرت‭ ‬الصين‭ ‬باعتبارها‭ ‬حجز‭ ‬الزاوية‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الاتفاق‭.‬


الاتفاق‭ ‬لن‭ ‬يمنع‭ ‬إيران‭ ‬عن‭ ‬دعم‭ ‬المليشيات

وفى‭ ‬السياق‭ ‬ذاته‭ ‬قال‭ ‬أيمن‭ ‬سلامة،‭ ‬عضو‭ ‬المجلس‭ ‬المصرى‭ ‬للشئون‭ ‬الخارجية،‭ ‬أن‭ ‬الاتفاق‭ ‬الذى‭ ‬وقعته‭ ‬السعودية‭ ‬وإيران‭ ‬مهم‭ ‬جدا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إصلاح‭ ‬النزعات‭ ‬بين‭ ‬الدولتين‭ ‬الجارتين،‭ ‬والتى‭ ‬وصلت‭ ‬ذروتها‭ ‬بعد‭ ‬اقتحام‭ ‬السفارة‭ ‬السعودية‭ ‬فى‭ ‬طهران‭ ‬وقطع‭ ‬العلاقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭.‬


وأكد‭ ‬سلامة،‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬لن‭ ‬تتخلى‭ ‬عن‭ ‬سياستها‭ ‬التوسعية‭ ‬فى‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والعربية‭ ‬بالأخص،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬توقيع‭ ‬الاتفاقية‭ ‬مع‭ ‬السعودية‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬تباين‭ ‬واختلاف‭ ‬كبير‭ ‬بين‭ ‬السياسة‭ ‬التى‭ ‬تنتهجها‭ ‬السعودية‭ ‬والسياسة‭ ‬الإيرانية،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬الرياض‭ ‬تحترم‭ ‬سيادة‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬طهران‭ ‬التى‭ ‬تعبث‭ ‬وتتدخل‭ ‬فى‭ ‬الشئون‭ ‬الداخلية‭ ‬لدول‭ ‬الجوار‭.‬


وأشار‭ ‬سلامة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬لديها‭ ‬يقين‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬4‭ ‬دول‭ (‬العراق،‭ ‬لبنان،‭ ‬اليمن‭ ‬وسوريا‭) ‬تشكل‭ ‬مجالا‭ ‬حيويا‭ ‬لإيران،‭ ‬وتعتبر‭ ‬طوقا‭ ‬استراتيجيا‭ ‬ولن‭ ‬تسمح‭ ‬طهران‭ ‬لدولة‭ ‬أخرى‭ ‬بكسر‭ ‬ذلك‭ ‬الطوق‭.‬
ونوه‭ ‬سلامة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬لن‭ ‬تتراجع‭ ‬عن‭ ‬دعم‭ ‬الحوثى‭ ‬أو‭ ‬مليشياتها‭ ‬فى‭ ‬المنطقة،‭ ‬لأن‭ ‬ذلك‭ ‬يعتبر‭ ‬ضمن‭ ‬عقيدتها‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬فرق‭ ‬بين‭ ‬العلاقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬والعقيدة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬لدى‭ ‬الدول،‭ ‬مستشهدا‭ ‬بأن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬المتحاربة‭ ‬تبقى‭ ‬على‭ ‬اتصالاتها‭ ‬الدبلوماسية‭.‬


واستطرد‭: ‬‮«‬هناك‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الملفات‭ ‬العالقة‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬والسعودية‭ ‬أهمها‭ ‬الملف‭ ‬اليمنى،‭ ‬والدعم‭ ‬العسكرى‭ ‬الذى‭ ‬تقدمه‭ ‬طهران‭ ‬للحوثيين‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬يرى‭ ‬سلامة‭ ‬أن‭ ‬الهوة‭ ‬متسعة‭ ‬والشقة‭ ‬بعيدة‭ ‬بين‭ ‬الدولتين،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬جهود‭ ‬الوساطة‭ ‬الكبيرة‭ ‬التى‭ ‬بذلتها‭ ‬سلطنة‭ ‬عمان‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬4‭ ‬سنوات‭ ‬ماضية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إعادة‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬والسعودية‭ ‬إلى‭ ‬طبيعتها،‭ ‬مما‭ ‬أسهم‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الاتفاق‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭.‬


وذكر‭ ‬سلامة‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬عوائق‭ ‬كثيرة‭ ‬بين‭ ‬مصر‭ ‬وإيران‭ ‬تقف‭ ‬فى‭ ‬وجه‭ ‬مسألة‭ ‬تطبيع‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬والتى‭ ‬من‭ ‬بينها،‭ ‬إطلاق‭ ‬اسم‭ ‬قاتل‭ ‬الرئيس‭ ‬الراحل‭ ‬أنور‭ ‬السادات‭ ‬خالد‭ ‬الإسلامبولى‭ ‬وتكريمه‭ ‬وإطلاق‭ ‬اسمه‭ ‬على‭ ‬أكبر‭ ‬شوارع‭ ‬العاصمة‭ ‬الإيرانية،‭ ‬واتهام‭ ‬إيران‭ ‬لمصر‭ ‬بالتآمر‭ ‬ضدها‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬استقبلت‭ ‬شاه‭ ‬إيران‭ ‬سنة‭ ‬1979‭.‬


ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الدور‭ ‬الإقليمى‭ ‬الذى‭ ‬تلعبه‭ ‬مصر‭ ‬وحرصها‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬العربى‭ ‬يجعلها‭ ‬تتحفظ‭ ‬على‭ ‬التدخلات‭ ‬الخارجية‭ ‬الإيرانية‭ ‬فى‭ ‬دول‭ ‬الإقليم‭.‬
 

نقلًا عن العدد الورقي…،

الجريدة الرسمية