رئيس التحرير
عصام كامل

الثمار المرجوة من الصيام


يظن كثير من المسلمين، أن الصوم هو الإمساك عن الطعام والشراب والملامسة الجنسية في نهار رمضان، وبالتالي فمتي أمسك الإنسان عن هذه الأمور الثلاثة طوال يومه فقد خرج عن عهدة التكاليف الشرعية وأدي ما فرضه الله عليه.


والواقع، أن هذا بيان للصوم من الناحية المظهرية وإلي الجانب السلبي منه، وكلا الأمرين المظهر والجانب السلبي لا يكونان حقيقة الصوم الذي كلف الله به عباده، وللمرء أن يتأمل فقد بدأت آيات الصوم بقوله تعالي ( ياأيها الذين آمنوا )، وختمت بقوله تعالي ( لعلكم تتقون ) وقوله لعلكم تشكرون، وفيما بين البدء والختام أمر بالصوم ( كتب عليكم الصيام ) وليس من ريب أن النداء بوصف الإيمان وهو أساس الخير ومنبع الفضائل.

وفي ذكر التقوى، وهي روح الإيمان وسر النجاح والفلاح إرشاد قوي ودلالة واضحة علي أن الصوم المطلوب ليس مجرد الإمساك عن الطعام والشراب إنما هو الإمساك عن كل ما يتنافي مع الإيمان ولا يتفق وفضيلة المراقبة، فالذي يتجه الي غير الله بالقصد والرجاء لا صوم له، والذي يفكر في الخطايا ويشتغل بتدبير الفتن والمكائد لا صوم له، والذي يحابي الظالمين ويجامل السفهاء ويعاون المفسدين لا صوم له، والذي ينشغل بمصالحه ويستعين بمال الله لقضاء حوائجه ورغباته لا صوم له، وكذلك من يمد يده أو لسانه بالإيذاء لعباد الله أو إلي انتهاك حرماته لا صوم له. فالصائم ملاك في صورة بشرية لا يشي ولا يكذب ولا يرتاب ولا يخادع ولا يأكل أموال الناس بالباطل، هذا هو المعني الحقيقي للصوم الذي يريده الله من عباده.
الجريدة الرسمية