هل تتحول أفريقيا إلى ساحة صراع بين القوى العظمى؟
شهدت القارة الأفريقية في الفترة الأخيرة، تنافسا كبيرا بين روسيا والصين من جهة وأمريكا وأوروبا من جهة أخرى، فيما يتعلق بفرض النفوذ داخل دول القارة السمراء الغنية بالموارد الطبيعية.
الصراع على أفريقيا
الأمر الذي دفع الدول العظمى إلى تكثيف وتوسيع شركاتها مع الدول الأفريقية، حيث ترى أمريكا وأوروبا أن النفوذ الصيني والروسي المتزايد في هذه المنطقة يشكل تهديدا لمصالحهم؛ حيث تمكنت روسيا من إخراج فرنسا من دول أفريقيا الوسطى، وتمديد نفوذها هناك، عن طريق عناصر فاجنر التي جعلت لموسكو موطئ قدم هناك.
وفي الفترة الأخيرة كثفت الدول العظمى من زياراتها واتفاقياتها مع أفريقيا، والتي من بينها زيارة الرئيس الفرنسي التي لم تلقى بترحيب من القادة الأفارقة.
وأشارت تقارير إعلامية إلى أن أوجه الصراع على القارة السمراء تتعدد بين زيادة النفوذ العسكري وتعزيز العلاقات الاقتصادية، لافتين إلى أن القارة السمراء أصبحت محل أطماع الدول الغربية والقوى العظمي المختلفة؛ نظرا لمكانتها وثرواتها المعدنية والنفطية المختلفة.
وأوضحت التقارير أن صراع القوى المختلفة على أفريقيا يأتي نظرا لمكانتها الجغرافية وثرواتها الاقتصادية المختلفة سواء مواد أو بشر، وأن تلك الموارد جعلت تلك الدول تتنافس للسيطرة بالنفوذ والاستثمار والقواعد العسكرية في غالبية دول أفريقيا.
صراع النفوذ بين القوى العظمى
وأضاف تقرير لموقع “العين” أن الأجيال الجديدة من الأفريقيين ترفض إعادة المستعمرات القديمة للقوى الغربية، لافتا إلى أن الاتجاه الآن إلى إقامة علاقات مع روسيا والصين وتركيا وأخيرا الخارجية الأمريكية، ومنوهًا إلى أن القارة السمراء فتحت أبوابها لدخول روسيا بقوة منذ 2010 الماضي التي تعرف جيدا قيمة أفريقيا في الفترة المقبلة.
وأشار التقرير إلى أن روسيا أصبحت أول شريك لبيع السلاح للقارة السمراء لتحل محل القوى الغربية، بالاضافة إلى ارتفاع المعاملات التجارية إلى أكثر من 38 مليار دولار حسب معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.
وقد يؤدي التنافس بين القوى العظمى في القارة إلى حرمان الجيوش المحلية الأفريقية في التعامل فيما بينهما وخاصة في محاولة التصدي للإرهاب وكذلك التعاون الأقتصادي أيضا، لافتا إلى أن الصراع على القارة السمراء سيؤدي إلى إضعاف بلدانها طالما لا تعتمد على مقدراتها الذاتية والتعاون فيما بينها بدلا من الغرب.
وأشار عدد من الخبراء السياسيين إلى أن هناك مساعي أمريكية أوروبية وصينية وروسية عديدة في تعزيز النفوذ بالقارة الأفريقية، فمنذ القدم وتعد القارة ساحة للصراعات الدولية ومطمعًا لبسط النفوذ وذلك عبر احتلالها من قبل الدول الأوروبية قديمًا حيث كانت ولا تزال سلة غذاء العالم ومصدرًا رئيسا للموارد الطبيعية.
وأضاف: أنه لا تزال هناك أهداف أخرى متنوعة ترتبط بالمصالح الحيوية للدول الكبرى فى القارة الأفريقية، فأمريكا وفرنسا لم يخفيا قلقهما من الصعود الروسي الصيني بالقارة فنجد أن استراتيجية بايدن الجديدة تعتمد على تعزيز النفوذ في القارة ومن ثم جاءت زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للقارة التي سعى خلالها لإعادة بناء مشاركة تعاون بين أمريكا وجميع أنحاء أفريقيا لمواجهة الخصمين الصين وروسيا.
وأشار التقرير إلى أن مخاوف تصاعد النفوذ الروسي والصيني في القارة على حساب الولايات المتحدة وفرنسا لا تتوقف، حيث يشكك القادة الأوروبيون في أهداف الدولتين فى القارة، لافتا إلى أنه خلال اجتماع قادة الناتو حذر الأمين العام للكتلة ينس ستولتنبرغ من أن روسيا والصين تواصلان السعي لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية وعسكرية عبر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ولفت أمين عام الناتو إلى أن استقطاب الدول الأفريقية يعتمد على العديد من العوامل أهمها وضع الدول الاقتصادي وحجم الاستثمارات للدول المنافسة فيها، لذا نجد أن أمريكا بدأت زياراتها للقارة بجنوب أفريقيا نظرًا لموقف الدولة من الحرب الروسية-الأوكرانية، والعلاقات الاستراتيجية التي تجمعها مع روسيا، كما أن الولايات المتحدة ثاني أكبر شريك تجاري لجنوب أفريقيا في عام 2021 وعلاقة روسيا بها تعد تهديدًا لتلك الشراكة، ثم تلتها زيارة جمهورية الكونغو الديمقراطية فهي أغنى دولة بالموارد المعدنية في أفريقيا وأكبر مورد حالي للكولتان والكوبالت التي تحتاجها الشركات الأمريكية الكبرى، إلا أنها تعاني من اضطرابات فى حدودها الشرقية ولم تتمكن حكومتها وبعثة الأمم المتحدة من الحد منها.
ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.