رئيس التحرير
عصام كامل

أنا عايز العوا.. هاتولى العوا..!


لا أنكر أنني كنت من أشد المعجبين بالدكتور محمد سليم العوا، عندما كان مرشحا لرئاسة الجمهورية.. ولا أخفي سرا عندما أؤكد أنني كنت أتمناه منافسا قويا رغم أنني لم أمنحه صوتي في الجولة الأولى.. ورغم أنه حصل على عدد من الأصوات أقل ما توصف به بأنها مخزية .. وعقب الانتخابات الرئاسية اختفى العوا اختفاءً مذهلا لا مثيل له .. وتردد كلام كثير حوله طوال فترة حكم مرسي ولكن لم يخرج يتكلم أو يظهر في وسائل الإعلام .. حدثت مشاكل كثيرة للغاية الواحدة تلو الأخرى ولم نجد له رأيا في أي مشكلة .. الكثير من الاتهامات طالته حول موضوع المصالحات مع رجال الأعمال ولم يخرج مدافعا أو حتى موضحا ..


الخلاصة أن العوا كان في رحلة بيات شتوي طوال فترة حكم مرسي .. واتضح مؤخرا أن هذا البيات الشتوي ما كان بسبب ابتعاده عن العملية السياسية بعد الأصوات المخزية التي حصل عليها في الانتخابات، ولكن كان بسبب تواجده في قلب المطبخ السياسي برئاسة الجمهورية ومع الرئيس شخصيا، بل واتضح لنا أنه كان المحرك الأساسي للكثير من الأمور وإلا لماذا يرفض الرئيس المعزول مقابلة وقد حقوق الإنسان بسبب عدم وجود العوا ..

أيضا لماذا ينقلب العوا كل هذا الانقلاب على الجيش الذي كتب فيه شعرا من قبل في مقالات ثابتة وموثقة ويأتي الآن ليقول إن حديث خير أجناد الأرض ضعيف ويتهم الجيش بما ليس فيه؟! أيضا لماذا خرج علينا العوا الآن وليس قبل ذلك ليتحدث وينظر ويبحث عن حلول للمشاكل؟ .. طبعا مشاكل الرئيس اللي كان شغال معاه في الخفاء .. كيف يصدق عاقل في الدنيا أن الفريق أول عبد الفتاح السيسي ومع الضغوط التي يتعرض لها من كل الجهات يمكن أن يكذب في خطاب رسمي عندما قال إنه أرسل العوا ضمن ثلاثة للرئيس لكي ينهي المشاكل قبل أن تتفاقم ثم يخرج العوا ليكذب السيسي، رغم أن البلتاجي سبق أن أعلن أن السيسي أرسل العوا وهشام قنديل للرئيس لحل المشكلة ..

أنا عن نفسي لا أصدق أن السيسي يكذب،  وفي نفس الوقت لا أصدق أي مبرر يمكن أن يجبر العوا على تكذيب السيسي .. ثم إن المبادرة الأخيرة التي طرحا العوا مع مجموعة من الخلايا النائمة تؤكد أنه إما متورط في أمور كثيرة يتخوف من الكشف عنها وأن كثيرين آخرين متورطون ويعلم هو ذلك جيدا ويحاول إنقاذهم بشتى الطرق أو أنه يريد أن ينهي حياته السياسية بهذا الشكل المخزي .. كيف للدكتور العوا أن يفكر أصلا في عودة رئيس معزول ومحبوس على ذمه قضية مشينة إلا إذا كان وصل إلى مرحلة اللاوعي ..
كنت احترمك يا عوا .. ولكن للآسف لم أعد كذلك لأنني لا أعشق سوى مصر ..!!
Gebaly266@yahoo.com
الجريدة الرسمية