82 عاما على ميلاد شاعر فلسطين محمود درويش
محمود درويش شاعر جماهيري أحبته الجماهير العربية وهو أحد أهم الشعراء الفلسطينيين والعرب والعالميين الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والوطن، ويعتبر أحد أبرز من ساهم بتطوير الشعر العربي الحديث وإدخال الرمزية فيه، رحل عام 2008.
وسافر الشاعر محمود درويش إلى الاتحاد السوفيتي للدراسة، لكنه عشق مصر،ثم انتقل بعدها لاجئا إلى القاهرة لاجئا وسكن حي جاردن سيتي وأقام في فندق شبرد حيث عمل في جريدة الأهرام كاتبا مقابل راتب 150 جنيها.
مشوار حياة درويش
ورافق محمود درويش طوال مشواره الشاعر عبد الرحمن الأبنودي والصحفي رجاء النقاش، ثم غادر إلى لبنان ليعمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير وأسس مجلة الكرمل، ورأس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين، وفي نفس الوقت التحق بمنظمة التحرير الفلسطينية وفي عام 1988 انتخب عضوًا في اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية، فقد كان مقرَّبًا من الرئيس الراحل ياسر عرفات فعمل مستشارًا له، كما أنَّه كتب بنفسه إعلان الاستقلال الفلسطيني الذي تمَّ به إعلان الاستقلال في الجزائر عام 1988، إلى أن استقال من منظمة التحرير الفلسطينية احتجاجًا على توقيع اتفاقية أوسلو.
ميلاد شاعر حر
في مثل هذا اليوم 13 مارس عام 1941 ولد الشاعر الفلسطيني محمود درويش بقرية بمدينة الجليل بالقرب من عكا، امتازت قصائده الشعرية بحب الوطن، قام بكتابة وثيقة إعلان الاستقلال الفلسطيني اعتقلته السلطات الإسرائيلية أكثر من مرة بسبب كتاباته السياسية.
دور المدرسة فى تكوين الشاعر
يرجع محمود درويش الفضل في حبه للشعر إلى معلمي المدارس الأولى التي درس فيها حيث يقول (كنت أخربش في الشعر منذ كنت فى العاشرة من عمري وساعدني في هذه المرحلة معلمين المدرسة المتحررين ومن هنا فكل إنسان يملك موهبة لكن الصعوبة تكمن في كيفية الكشف عنها، واهم شئ في المدرسة ان نبحث مع الطالب عن موهبته الحقيقية والمعلم مهم جدا في هذه المرحلة، ويكون المعلم مدمرا إذا كان رجعيا أو ينتهج التفكير السلفي.
اشعار ضد الاحتلال
أشعاره تعبر عن تجربة شعبه في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، حتى سميّ بشاعر الجرح الفلسطيني، فقد تجاوزت تجربته الشعرية الأربعين عامًا، ألَّف فيها ما يزيد عن ثلاثين ديوانًا ما بين الشعر والنثر، بالإضافة إلى ما ألَّفه من كتب وصل عددها إلى ثمانية كتب، كما تُرجم شعره إلى عدَّة لغات أجنبية.
محمود درويش ضمير فلسطين
أطلقت عليه الصحافة لقب ضمير فلسطين، وحول هذه التسمية يقول محمود درويش:: هذا شرف كبير لي قد لا استحقه وكل إنسان وكل شاعر يجب أن يرقى إلى مستوى أن يتشرف بهذا الشرف، لكن بدون أن تكون له اعباء جمالية بمعنى ان يبقى يذكر فلسطين فى كل نص وتتحول إلى مؤرخ الحديث عن فلسطين، أما ان يكون الضمير بمعنى الممثل لجانب الاجماع الوطني الثقافي وان يكون معبرا عن روح هذا الشعب فهذا شرف كبير.
وردا على اتهامه بكثرة كتابته عن الموت والشهادة قال: إن كثرة الاستشهاد عندنا وكثرة الموت أصبحت تطغى على الضمير الشعري وعلى اللغة الشعرية لذلك أكتب عن الموت العادي، كأنه ليس من حق الفلسطيني أن يموت موتا عاديا بسبب مرض او حادث او شيخوخة، أما حين اكتب عن الشهيد فيفترض انني اعرفه لانه هنا ليس فكرة، ويجب ألا يتحول الإنسان إلى فكرة وانما يجب ان يظل كائنا بشريا، ولذلك لا اكتب الا عن شهداء اعرفهم شخصيا أو عن اصدقاء ماتوا ميتة عادية.
دواوين وقصائد شهيرة
من أهم دواوين الشاعر محمود درويش:العصافير تموت في الجليل، نلتقي بعد قليل، بعد عامٍ بعد عامين،عشرين حديقهْ،عصافيرَ الجليل، مضتْ تبحث، خلف البحر، عن معنى جديد للحقيقة، وطني حبل غسيل لمناديل الدم المسفوك في كل دقيقهْ، وتمددتُ على الشاطئ،هِيَ لا تعرف يا ريتا، أنا والموت، في شباك دارك. وأنا والموت وجهان، لماذا تهربين الآن من وجهي لماذا تهربين؟،إنني أرتشف القُبلَة من حدِّ السكاكين، تعالي ننتمي للمجزرهْ وغيرها.
عاد درويش إلى أرض الوطن ليقيم في رام الله، إلى أن توفِّي في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2008 بعد قيامه بعملية جراحية في القلب، ودفن في قصر رام الله الثقافي.