اليوم ذكرى رحيل عملاق الفكر والفيلسوف عباس محمود العقاد
عباس محمود العقاد عملاق الفكر والأدب والسياسة والثقافة، لقب بصاحب القلم، وصاحب العبقريات، شخصية فلسفية شبه أسطورية لكنه لظروف عديدة توقف عن الدراسة بعد حصوله على الابتدائية عام 1902 لكنه فاق في علمه وثقافته فطاحل كثيرة من حملة الشهادات العليا،عشق الكتابة منذ صغره وكتب المقالات الرنانة في صحف النديم والزمان والدستور والبيان وهو مازال صغيرا.
ولد الفيلسوف عباس محمود العقاد فى يونيو عام 1889 بأسوان، والده يعمل موظفا بالمحفوظات وجده يعمل في صناعة الحرير ومن هنا سمى بالعقاد.
جبار المنطق الذى بدأ حياته موظفا
بدأ عباس العقاد حياته موظفا فى الإدارة المالية ببلدية أسوان وتنقل بين وظائف كتابية حكومية قبل أن يحترف الكتابة فى الصحف التى بدأها بصحيفة الدستور لصاحبها محمد فريد وجدي بعنوان " الاستخدام.. أو رق القرن العشرين" وكان يوقع مقالاته بالحرفين الاول لاسمه ع.م، ونجح فى اجراء أول حوار مع الزعيم سعد زغلول وكان وزيرا للمعارف وقتئذ عام 1908، واطلق عليه سعد زغلول لقب " جبار المنطق" لشدة حجته.
يمضى العقاد مشوارا طويلا في الكتابة بالصحافة والشعر، واتخذ السياسة وسيلة لتحقيق الحرية للوطن والمواطن وظل مؤمنا بالديمقراطية طوال مشواره، وفى هذا يقول العقاد ( لأننى لست بالمذل ولست الذليل ولست بالمؤمن بصلاحية الاستبداد باية حال )،
العقاد يرفض الوزارة
فى عام 1938 عين عباس محمود العقاد عضوا بمجلس الشيوخ ونال مكانة ممتازة بين الكتاب والصحفيين والسياسيين فلم يستهويه منصب طوال حياته حتى أنه رفض الوزارة.
كان العقاد أول نائب برلمانى يسجن بتهمة العيب فى الذات الملكية حين دافع عن الشعب في وجه الملك فؤاد فى البرلمان وقوله: إن هذا البرلمان مستعد أن يسحق أكبر رأس في البلاد في سبيل صيانة الدستور وحمايته، وقدم للمحاكمة وترافع عنه مكرم عبيد وسجن تسعة أشهر، واستمر بعدها قويا مدافعا، ليقف بعد ذلك في وجه الدعوة الى كتابة العربية بالحروف اللاتينية اعتزازا منه بلغة الإسلام.
صاحب 14 عبقرية
عباس محمود العقاد هو صاحب العبقريات الشهيرة التى كتبها كتراجم لحياة 14 شخصية كبرى فى التاريخ العربى والإسلامى بدءا من الرسول صلى الله عليه وسلم حتى الخلفاء الراشدين والسيد المسيح وبعض الصحابة والقادة والفلاسفة والشعراء،، كما قدم عدة تراجم اخرى لشخصيات من ثقافات اخرى مثل غاندى فكتب ( روح عظيم )،هتلر في الميزان، موسولينى،كمال اتاتورك.
عاش عباس العقاد وفديا واعتزل العمل الحزبى أواخر حياته ورحل فى مثل هذا اليوم 12مارس عام 1964 مستلقيا على كرسيه الذى يجلس عليه للكتابة وكانت آخر كلماته ( انا لا أتمنى أن أصل إلى سن المائة كما يتمنى غيري، وإنما أتمنى ان تنتهى حياتى عندما تنتهى قدرتى على القراءة والكتابة ) .
عاش العقاد حياته أعزبا وحيدا
رغم تعدد قصص الحب فى حياته فهو الذى أحب مى زيادة، وعشق سارة التي وضع عنها رواية باسمها،ومديحة يسري التي لقبها بسمراء النيل، كانت له أسبابه للإضراب عن الزواج،
فعاش عباس محمود العقاد أعزبا ولم يتزوج، ليس لعدم إيمانه بالزواج أو كراهيته للمرأة لكن خوفا على الزوجة من انشغاله بالكتابة والقراءة وعدم تفرغه بعض الوقت لبيته.
أجراس الكنائس تدق لتحيته
و في مثل هذا اليوم 12 مارس عام 1964 جاء الرحيل فى الخامسة والسبعين من عمره حين سقط من فوق كرسيه الذى اعتاد الجلوس عليه ليفارق الحياة، وكان قد كتب وصيته بأن يدفن بجوار والدته بأسوان، وخرجت جنازته من بيته بمصر الجديدة إلى مسجد عمر مكرم حيث تمت الصلاة على جثمانه.
ثم سارت الجنازة فى شارع طلعت حرب إلى عبد الخالق ثروت، حيث أطلقت الكنائس الموجودة فى تلك المنطقة أجراسها تحية للأديب الراحل، حتى وضع الجثمان بجمعية الشبان المسلمين لينقل بعدها إلى محطة مصر للسفر إلى أسوان.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.