رئيس معهد البحوث الفلكية: عيب لو حصل زلزال في مصر ومقلناش عليه (حوار)
>> أصبحنا نعلن عن أي نشاط زلزالي بشفافية أمام المجتمع والناس يشعرون بها أكثر من السابق
>> أكبر زلزال وقع في مصر كان في شمال البحر الأحمر سنة 1969
>> تصريح جونسون بشأن اختفاء الإسكندرية بسبب التسونامي حق يراد به باطل
>> هناك بالفعل ارتفاع في سطح البحر وهبوط في دلتا النيل
>> البحر الأحمر لم يكن موجودا من 65 مليون سنة ومن المتوقع أن يتحول لمحيط
>> بعد زلزال تركيا أصبحت هناك حالة من الرعب لدى المواطنين
>> مصر لن تدخل حزام الزلازل إلا بعد ملايين السنين.. وخوف الناس غير مبرر
>> المدن المصرية آمنة من تسونامي
حالة من الهلع والخوف سيطرت على المصريين خلال الفترة الأخيرة، بعد حدوث زلزال تركيا وسوريا، والذي أسفر عن مصرع أكثر من 50 ألف ضحية بالبلدين - وفقا لآخر إحصائية - وتفاقم الأمر بعد شعور بعض المواطنين بهزات أرضية فى مناطق متفرقة وبكثرة خلال الأيام الماضية، كما زادت تلك الحالة مع تحذيرات العالم الهولندى بحدوث زلازل بمنطقة الشرق الأوسط خلال الأيام القادمة.
“فيتو” حاورت الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، للرد على كل ما يثار بشأن الزلازل في مصر، وحقيقة دخول مصر أحزمة الزلازل، وإلى نص الحوار:
*بداية.. شهدت مصر مؤخرا العديد من الهزات الأرضية، كيف يتم رصدها وتحديد درجة قوتها واتجاهاتها؟
يتم رصد الزلازل من خلال منظومة رصد متكاملة منتشرة بأنحاء الجمهورية، ويتم الحصول على البيانات عن طريق القمر الصناعي أو الـ4g، ولدينا 80 محطة عاملة، ونتيجة زيادة عدد أماكن المحطات، أصبح بإمكاننا رصد أي نشاط زلزالي، حتى في أماكن لا يوجه فيها تنمية عمرانية أو سكان، وأصبحنا نعلن عن أي نشاط زلزالى بشفافية أمام المجتمع، لذلك أصبح الناس يشعرون بالزلزال أكثر من السابق نسبيا.
*وهل يعني هذا أن مصر قد دخلت حزام الزلازل؟
مصر لم تدخل حزام الزلازل، وغير متوقع دخولها فى خلال الحقبة الجيولوجية التي نحياها يعني آلاف أو ملايين السنين.
*ماذا عن الأماكن النشطة زلزاليا في مصر.. وهل يمكن أن يكون هناك خطورة على مواطنين بها؟
شمال البحر الأحمر وخليج السويس والعقبة والسواحل الشمالية فى مصر وعدد من المناطق داخل مصر، وعلى رأسها جنوب غرب القاهرة وشمال الفيوم، ولكن سجل الزلازل التاريخي لتلك الأماكن غير مدمر، والخسائر دائمًا تأتي نتيجة عدم الالتزام بمعايير البناء أو توعية المواطنين. وأكبر زلزال حصل وتم تسجيله فى مصر كان فى منطقة شمال البحر الأحمر سنة 1969، وكانت قوته 6.5 ريختر وهى أكبر قوة تم تسجيلها فى مصر.
*ماذا عن أكواد المبانى فى مصر؟
أكواد المبانى مهمة للحماية من الزلازل ويجب تطبيقها، والمعهد يشارك فى تحديث الكود المصرى للأحمال الزلزالية، ولدينا وحدة بحثية لإجراء اختبارات التربة التى تتكامل مع كود الأحمال الزلزالية، لكن يجب إلزام جميع العاملين فى مجال التنمية العمرانية وكشركات وهيئات بتطبيق تلك الأكواد حماية للمواطن المصرى، وللحفاظ على سلامته.
*ما تعليقك على التصريح اللافت لرئيس الوزراء البريطاني السابق بشأن اختفاء الإسكندرية بسبب التسونامي؟
حق يراد به باطل، ما صرح به رئيس وزراء بريطانيا السابق جونسون، بأنه بسبب ارتفاع منسوب سطح البحر والاحتباس الحرارى، هناك عدد من المدن العالمية معرضة للغرق، وهو أمر صحيح بالفعل
هناك بالفعل ارتفاع فى سطح البحر وهبوط فى دلتا النيل، وهناك تآكل، ولكن الجهود المصرية تقوم للحد من هذه الظاهرة، وفى حال عدم جهود مصرية وعالمية لحماية الشواطئ من التأكل لتقليل انبعاثات ثانى أكسيد الكربون والاحتباس الحرارى فإننا نتكلم فى مئات وملايين السنين لاختفاء المدن الساحلية، وعلى رأسها الدلتا التى يمكن غمرها.
*ما حقيقة حدوث تسونامي لمصر بعد زلزال تركيا؟
مصر آمنة من تسونامي، ولكن استغل البعض التحذيرات التي أطلقتها تركيا، وقالوا إن تسونامي سيضرب مصر، وهذا الكلام غير صحيح تماما.
*هل في المستقبل سيتحول البحر الأحمر إلى محيط؟
البحر الأحمر من 65 مليون سنة لم يكن موجودا، ولكن بدأ يتسع نسبيا من عند منطقة باب المندب، وهي نقطة ثلاثية أو نقطة تقاطع ثلاثي، وحاليا تلك النقطة يوجد مثيل لها في شمال البحر الأحمر، وهي أحد الأماكن التى يوجد بها نشاط زلزالي، والبحر الأحمر يتسع بمعدل 1 سم متر في السنة حاليا، ومن المتوقع أن يتحول البحر الأحمر إلى محيط.
*هل هناك زيادة فى أعداد الزلازل بمصر؟
أحب أن أوكد أنه لا توجد زيادة فى أعداد الزلازل بمصر مقارنة بالأعوام السابقة، لا فى العدد ولا فى القوة، ولكن ما يحدث هو أنه أصبح هناك اهتمام من قبل العالم، وأصبح هناك تواصل واطلاع أكبر خاصة على مواقع التواصل الاجتماعى ونشر بيانات بشكل دورى من قبل المعهد فور حدوث زلزال
وأصبح يسمع الجميع عن وجود نشاط زلزالى بغض النظر إذا كان مؤثرًا أم لا، وبعد زلزال تركيا أصبحت هناك حالة من الرعب لدى المواطنين، وخاصة مع انتشار التنبؤات والتنجيم، فأصبح هناك هلع لدى عدد من المواطنين بأنه يوجد زلزال مدمر، كما أنه ليس من مصلحة المعهد أن يكون هناك زلزال مدمر ولا يتم الإبلاغ عنه وإصدار بيان
لأنه لو لم يصدر المعهد بيانا فالمراصد الدولية سوف تعلن ذلك، وبالتالى ستكون مصداقيتي كمعهد علمى له سمعة واسم دولى مشكوكا فيها، «وهيبقى عيب أوى لو حصل زلزال فى مصر وماقلناش عليه».
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"