رئيس التحرير
عصام كامل

ثورة 1919، كيف أشعل الملك فؤاد شرارة الثورة، ومن هي مس كافيل التي هتفت باسمها هدى شعراوي

اجتمع الهلال والصليب
اجتمع الهلال والصليب والمرأة والرجل في ثورة 1919، فيتو

نحتفل اليوم 9 مارس بذكرى ثورة 1919، وبدأت قصة هذه الثورة أثناء الاحتلال البريطاني لمصر، كما بدأت إرهاصاتها مع منتصف عام 1918، وتبدأ احداث الثورة عندما ذهب سعد زغلول ورفاقه عبد العزيز فهمي وعلى شعراوي أعضاء الجمعية التشريعية لمقابلة السير ريجنالد وبخت المندوب السامي البريطاني في مصر طالبين الاستقلال، وطلب السماح لهم بالسفر مع وزير المعارف عدلي يكن إلى لندن لعرض القضية المصرية هناك، وأكد سعد أنه يحمل تفويضًا وتوكيلات من الشعب ليتحدث باسمهم.


عطلت السلطة سفر الوفد المصري إلى لندن مما ساهم في خلق غضب عارم بين أفراد الشعب ضد الإنجليز والتف الشعب حول الوفد.


ومن ناحية أخرى أوكل الملك فؤاد إلى حسين رشدي بناء على توجيهات بريطانيا الإعداد للوزارة الجديدة، فاتجه سعد زغلول إلى قصر عابدين تاركًا رسالة الى الملك شديدة اللهجة اعتبرها الإنجليز تهديدًا للملك فؤاد فاستدعى القائد العام الإنجليزي واطسون سعد زغلول ورفاقه يحذرهم من أي عمل يهدد النظام في ظل الإحكام العرفية المفروضة، وبعدها تم القبض على سعد وحمد الباسل وإسماعيل صدقي ومحمد محمود وسجنوهم في ثكنات قصر النيل ومنها تم ترحيلهم إلى جزيرة مالطة.

 

خروج الكليات والمدارس وطوائف الشعب

اندلعت الشرارة الأولى للثورة يوم 9 مارس 1919 بعد نفي سعد فخرج طلبة مدرسة الحقوق واتجهوا إلى المهندسخانة ثم إلى مدرسة الزراعة وهم يهتفون بحياة سعد والحرية والاستقلال حتى وصلوا إلى مدرسة التجارة ثم إلى الطب بقصر العيني وخرجوا جميعًا في مظاهرة كبيرة قاصدين ميدان السيدة زينب وقبض على بعض المتظاهرين بعد تدخل البوليس وبلوكات الخفر، ثم انضم طلبة المدارس الثانوية وطلبة الأزهر والأهالي إلى المظاهرات ووقع صدامات مع الشرطة نتج عنها ستة قتلى والكثير من الجرحى.

 

أول مظاهرة نسائية

شاركت المرأة المصرية الثورة وخرجن في أول مظاهرة نسائية انطلقت من مدرسة السنية بالسيدة زينب حيث انضمت إلى الرجال والشباب منددين بالاحتلال ومطالبين بعودة سعد زغلول ورفاقه من منفاه.

جانب من مظاهرات 1919

وكما ذكر المؤرخ عبد الرحمن الرافعي عن المظاهرة النسائية التي خرجت للثورة يقول: خرجت طالبات مدرسة السنية رافعين شعار مدرستهم تتقدمهن السيدة نبوية موسى خريجة المدرسة والمعلمة فيها هي وزميلات الدراسة والكفاح منهن هدى شعراوي وكريمة ابنة محمود سامي البارودي وحرم قاسم أمين وجولييت صليب وغيرهن.. خرجن في حشمة ووقار وعددهن يزيد على الثلاثمائة من كرام العائلات، وقد أعددن احتجاجًا مكتوبًا لتقديمه إلى معتمدي الدول الأجنبية في مصر طالبين فيه إبلاغ احتجاجهن على الأعمال الوحشية التي يقوم بها الإنجليز في مصر قاصدين بيت الأمة، ومنعتهم قوات الأمن من العبور إلى بيت سعد زغلول ومنعوهم من السير.

 

هدى شعراوي تتقدم النساء 

وتابع الرافعي: حينذاك تقدمت هدى شعراوي وهي تحمل العلم المصري إلى جندي إنجليزي قائلة له بالإنجليزية (نحن لا نهاب الموت أطلق بندقيتك إلى صدري لتجعلني مس كافيل أخرى) ومس كافيل ممرضة إنجليزية أسرها الألمان في الحرب الأولى وأعدموها رميا بالرصاص ـ فخجل الجندي وسمح لهم بالمرور.

المرأة في ثورة 1919 

وسارت النساء المصريات هاتفات متحمسات يحملن العلم المصري وإعلام الهلال والصليب رمزًا للوحدة الوطنية، منددين بالاحتلال ونفى سعد زغلول ورفاقه، إلا أنه في منطقة أخرى تعرض لهن جنود الاحتلال مع تعرضهم للرجال وأطلقوا عليهم جميعًا النيران فسقطت الشهيدات.

ثم خرجت المظاهرات ثانية تطالب بالإفراج عن الوطنيين المقبوض عليهم فتوعدهم القائد العام الإنجليزي بضربهم بالرصاص وأما حالة التذمر من الشعب بأطيافه أفرج عن سعد زغلول ورفاقه في 7 أبريل 1919 والسماح لهم بالسفر الى باريس لعرض مطالبهم.

 

فشل مفاوضات لندن

وبالفعل وصل الوفد المصري إلى باريس في 18 أبريل، وأُعلنت شروط الصلح التي قررها الحلفاء، مؤيدة للحماية التي فرضتها إنجلترا على مصر، وخاب امل الوفد المصري في نصرة قضيتهم، وجاءت لجنة ملنر إلى مصر للوقوف على أسباب تذمر الشعب المصري، ودعا اللورد ملنر الوفد المصري للمجيء إلى لندن للتفاوض مع اللجنة، وأسفرت المفاوضات عن مشروع للمعاهدة بين مصر وإنجلترا ورفض الوفد المشروع وتوقفت المفاوضات.

واستأنفت المفاوضات مرة أخرى، وقدمت لجنة ملنر مشروع آخر، فانتهى الأمر بالوفد إلى عرض المشروع على الرأي العام المصري حينها، وقابل الوفد اللورد ملنر وقدموا له تحفظات المصريين على المعاهدة، فرفض ملنر المناقشة حول هذه التحفظات، فغادر الوفد لندن في نوفمبر 1920.

 

إلغاء الحماية البريطانية 

وبعد ذلك دعت إنجلترا المصريين إلى الدخول في مفاوضات لإيجاد علاقة ترضى مصر غير الحماية في هذا الحين ولم تنجح المفاوضات، وبعدها نشر سعد زغلول نداء إلى المصريين يدعوهم لمواصلة التحرك ضد الاحتلال البريطاني فاعتقلته السلطة العسكرية هو وزملائه، وتم نفيه إلى سيشيل، وحققت ثورة 19 مطالبها حيث أنه في 28 فبراير ألغت بريطانيا الحماية المفروضة على مصر منذ عام 1914.


وفي عام 1923 صدر الدستور المصري وقانون الانتخابات وألغيت الأحكام العرفية، لم تستطع الثورة تحقيق الاستقلال التام، فقد ظلت القوات البريطانية متواجدة في مصر.


 نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، كأس مصر , دوري القسم الثاني , دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية