رئيس التحرير
عصام كامل

أبو الغيط: لأول مرة منذ سنوات طويلة يعود الحديث عن الحرب النووية

اجتماع مجلس الجامعة
اجتماع مجلس الجامعة العربية، فيتو

قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن انعقاد مجلس الجامعة العربية اليوم يأتى وسط أجواءٍ عالمية وإقليمية متوترة.

واضاف: ليس من قبيل المبالغة أو التهويل القول بأن العالم يعيش أوضاعًا لم يجربها منذ أربعة عقود.. فلأول مرة منذ سنوات طويلة يعود الحديث عن الحرب النووية كاحتمالٍ وارد الحدوث.. لأول مرة منذ سنوات نرى المنافسة بين القوى الكبرى، وقد انتقلت إلى مرحلة الصراع.. بكل ما ينطوي عليه ذلك من تبعات يعانيها العالم بأسره وليس فقط أطراف المنافسة أو الصراع.

وأكد في الجلسة الافتتاحية لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري الدورة العادية (159) :لقد جرب العالم من قبل صراعات القوى الكبرى، وما يصحبها من استقطاب حاد، وانقسام الدول إلى معسكرات وأحلاف.. غير أن عالمنا اليوم ليس هوعالم القرن العشرين؛ إذ تضخمت شبكة العلاقات والاعتماد المتبادل والتجارة البينية والاتصال بين الدول على نحو غير مسبوق.. كما ظهر عدد من القضايا التي لا يمكن علاجها أو التعامل معها سوى في إطار متعدد الأطراف، وعبر عملمشترك تنخرط فيه دول العالم كافة.. تلك هي القضايا الخطيرة التي تخص مستقبل الإنسانية بأسرها.. مثل التغيرالمناخي ونزع السلاح والأوبئة والتصدي للفقر وغيرها.

وقال إن الدول النامية والأسواق الناشئة، ومن بينها الكثير من دولنا العربية، تعاني للأسف أكثر من غيرها في مناخ عالمي كهذا.. فالتراجع الاقتصادي، وما يرتبط به من مظاهر التضخم والتقلب الخطير في أسعار السلع الأساسية وبخاصة الغذائية، ينعكس ولا شك على الاستقرار الاجتماعي، ويضع صعوبات وتحديات مضاعفة أمام عمل الحكومات من أجل حماية الفئات الأضعف.

وأضاف: في تقديري أن هذه التحديات المُستجدة تفرض على دول المنطقة العربية إيلاء أهمية أكبر للتفكير الاستراتيجي في التعامل مع الكوارث والأزمات والأوضاع الطارئة.. وقد رأينا جميعًا ما سببته كارثة الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا قبل شهر من دمار هائل، وما خلفته من ضحايا نترحم عليهم جميعًا وندعو الله أن ينزل سكينته على قلوب أهليهم.. وبرغم تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية من الدول العربية إلى أهلنا في سوريا، وأيضًا إلى تركيا.. وهو ليس بغريب على المروءة العربية ويعكس عمق رابطة الإخوة في العروبة والتي تتجاوز أي خلاف سياسي.. أقول برغم تدفق هذه المساعدات، فإن الحاجة تشتد إلى آلية عربية جماعية للتعامل مع الكوارث.. بل إلى استراتيجية عملية للتعامل مع الأزمات الخطيرة ذات التأثير الممتد.

وقال أبو الغيط: تحضرني في هذا المقام الاستراتيجية العربية لتحقيق الأمن الغذائي.. والتي تبنتها قمة الجزائر في نوفمبر من العام الماضي.. والتي تُعالج أزمة خطيرة متفاقمة يُعاني منها عدد من الدول العربية على أكثر من مستوى.. فهناك الصومال الذي ضربه الجفاف لأربع سنوات متوالية، وصار الملايين من سكانه من النازحين.. وهناك اليمن وسوريا اللذان يعيش قسم كبير من سكانهما على المعونات الغذائية.. وهناك أوضاع غذائية هشة في دول عربية أخرى، كما أن ارتفاع أسعار الحبوب أدى إلى ضغوط إضافية على الدول المستوردة لها... وهذه الأوضاع تفرض علينا جميعًا التعامل مع استراتيجية تحقيق الأمن الغذائي العربي، لا باعتبارها ترفًا وإنما ضرورة مُلحة لمواجهة أوضاع تؤثر على استقرارالمنطقة بأكملها.

وأضاف: إن حالة خفض التصعيد والتهدئة النسبية التي تشهدها النزاعات والأزمات الإقليمية، بدرجات متفاوتة،تمنحنا فُرصةً للعمل بجدٍ من أجل مساعدة الدول في التوصل إلى التسويات السياسية المطلوبة من أجل إنهاء الأزمات القائمة.. إن الحفاظ على سلامة التراب الوطني والوحدة السياسية لهذه الدول العربية العزيزة علينا جميعًا، من دونتدخلاتٍ في شئونها أو تعدٍ على سيادتها واستقلالها، هو هدف عربي نسعى إليه جميعًا، ونعمل له، ونحض عليه.

وركز على ان القضية الفلسطينية تواجهه تحديًا خطيرًا في الفترة الأخيرة باعتلاء حكومة إسرائيلية يمينية سُدةالسلطة.. إنها حكومة يقوم برنامجها على الاستيطان لا السلام.. وعلى التوسع والضم وليس التسوية أو الحل.. ومن بينرموز هذه الحكومة من يُجاهر علنًا برفض حل الدولتين، بل وبتصفية الفلسطينيين وضم أراضيهم.

وقال: لم يكن مستغربًا على حكومة هذا هو برنامجها المعلن، وهؤلاء هم المعبرون عنها والناطقون باسمها، أن تتورط في إشعال الموقف في الأراضي المحتلة على نحو ما تابعنا جميعًا خلال الفترة الماضية.. إن الحكومة الإسرائيلية تُشجعثقافة خطيرة من الإفلات من العقاب والاعتداء على الفلسطينيين بين مواطنيها.. وقد شاهد العالم كله جريمة إحراق المنازل والممتلكات التي مارسها مستوطنون أعماهم التطرف والكراهية في "حوارة"... ورأينا هذا كله يجري تحت سمع وبصر، بل وبحماية من الحكومة اليمينية.. في طقسٍ بغيض ووحشي يعود بنا إلى ممارسات العصور الوسطى.. وفي تجرد كامل من كل معاني القانون والإنسانية.

ونوه الى إننا جميعًا نجد أنفسنا أمام تحدٍ حقيقي لأن استمرار مثل هذه الممارسات يجر المنطقة كلها إلى هاوية منالتطرف والعنف.. مضيفا وأقول بكل صراحة إن على المجتمع الدولي، وكافة محبي وأنصار السلام في العالم، الاضطلاع بمسئولياتهم نحو لجم السلوك المتطرف الذي تباشره حكومة الاحتلال التي لا تكتفي بتقويض أي فرصة لتطبيق حل الدولتين، عبر التوسع في البناء الاستيطاني وشرعنة البؤر الاستيطانية وهدم البيوت.. وإنما تسعى أيضًا إلى إشعالحرب دينية، وقودها التطرف والكراهية.

واشار الى عقد المؤتمر الدولي حول "القدس- صمود وتنمية" في هذه القاعة يوم 12 فبراير الماضي.. بحضور عالي المستوى من القادة العرب، وكذا السادة الوزراء وكبار المسئولين.. كانت رسالة المؤتمر هي التضامن مع أهلنا الفلسطينيين الصامدين في القدس.. وأشدد على أهمية أن يتحول هذا التضامن إلى برامج ملموسة للتنمية في القدس الشرقية التي يُريد الاحتلال إفراغها من سكانها عبر سياسة التهجير القسري، وحصار الوجود الفلسطيني لتغيير الميزان الديموغرافي في المدينة وتهويدها.

واستطرد قائلا: إن شهر رمضان المُعظم على الأبواب.. وهو مناسبة للسلام والرحمة وذكر الله.. تتطلع فيه أفئدة المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها إلى أولى القبلتين وثالث الحرمين... ونُشدد من هذا المنبر على أنّ إشعال الموقف في القدس،وبالتحديد في المسجد الأقصى والحرم الشريف، خلال شهر رمضان سيمثل عملًا استفزازيًا للمسلمين في كل مكان.. وإن سعي عناصر متطرفة في حكومة الاحتلال لتغيير الوضع القانوني والتاريخي في البلدة القديمة.. وتخطيطهم لتحركات استعراضية لتسجيل المواقف لدى ناخبيهم.. لن يكون من شأنه سوى إلهاب المشاعر وتفجير الموقف وإشعال فتيل مواجهات دينية.

واختتم كلمته قائلا: إن المنطقة العربية تواجه تحدياتٍ تقتضي منّا جميعًا العمل المتضافر وتنسيق المواقف.. ففي زمن الاستقطاب والمنافسات بين القوى الكبرى تكتسب التكتلات بين الدول قيمة أعلى، ووزنًا أكبر.. وأظن أن التكتل العربي قادرٌ بإمكانياته وقدرات دوله وثقلها في العالم، على خلق مساحات للحركة والاستقلالية الاستراتيجية.. عبر مد الجسور مع الجميع والحفاظ على حرية الحركة والقرار.. وقد رأينا القمة العربية الصينية الأولى وهي تلتئم في ديسمبر من العام الماضي في الرياض، لتقدم نموذجًا على العمل الجماعي مع كافة الأطراف الدولية، على أساس من المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، ومن دون أن يكون ذلك موجهًا ضد أي طرف، أو أن نسقط في فخ الاستقطاب والأحلاف.
 

نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. 

الجريدة الرسمية