مناخوليا.. فيديوهات الأكل وبرامج الطبخ
زادت أسعار اللحوم وبات طاجن البامية باللحمة حلما يراود الكثيرين.. ووجبة الفراخ أصبحت من الرفاهيات.. والأسماك لم تعد طعام الفقراء كما كنا نعهدها
مناخوليا تسببت في تغيير معالم مائدة الطعام فى معظم البيوت المصرية.. والحكومة باتت فى صراع مع التجار لإعادة أسعار اللحوم إلى سيرتها الأولى والمواطن ينتظر فك الحصار عن معدته التي تضج بطحن الفول والعدس وأرغفة التموين
وعلى الناحية الأخرى من المشهد وفي زاوية الرؤية المخملية التي تطل من خلف شاشات الموبايلات واللاب توبات تجد فيديوهات لأناس يأكلون كل ما لذ وطاب.. بل ويقيمون التحديات فيما بينهم على أكثرهم تناولا للطعام
تحد بين شخصين على التهام أربع فرخات.. وتحد آخر على نصف خروف مشوي.. وتحد ثالت على ثلاثة أزواج من الحمام الزغلول.. ولن أحدثك على الكوارع ولا المحاشي ولا حتى عن الكفتة والطرب والكباب
فيديوهات تبث مشاهد لا حياء فيها ولا ضمير ولا حتى مجرد إحساس بمسئولية اجتماعية تجاه وطن يعانى من أزمة فرضها القدر عليه وعلى العالم أجمع من حوله
ونحن هنا فى عنبر العقلاء داخل سرايتنا الصفراء نضرب كفا بكف على ما وصل إليه حال الملايين ممن هم خارج سور مستشفى العباسية ونحمد الله أننا لسنا ضمن عالم المجانين الذين أنستهم الدولارات التى يحصدونها مقابل المشاهدات أن هناك فقيرا يشاهد فيديوهاتهم فقط ليعوض حرمانه إلا أنه عقب كل مشاهدة لا يقول فيهم إلا حسبنا الله ونعم الوكيل
ولكن إذا كان أبطال فيديوهات الأكل هم من مجانين الدولارت وقد نعذرهم فى ذلك.. إلا أننا لم نجد عذرا لمخابيل الفضائيات ممن يقدمون برامج الطبخ ليل نهار على جميع القنوات دون أن يلفت نظرهم أحد إلى أن المشاهد بات لا يأكل.. وإن أكل فهو لا يطبخ!