رئيس التحرير
عصام كامل

حدث في رمضان.. فتح مكة والنصر الأعظم في الـ 20 من رمضان

فتح مكة، فيتو
فتح مكة، فيتو

حدث في رمضان،  في اليوم العشرين من رمضان في العام الثامن للهجرة تمكن المسلمون من فتح مكة بقيادة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ودمروا الأصنام والأوثان وتماثيل الآلهة المحيطة بالكعبة.


فتح مكة

كانت بداية فتح مكة الحقيقية، بعد “غزوة الخندق” في السنة الخامسة من الهجرة، عندما أعلن النبي صلى الله عليه وسلم عبارته الشهيرة “الآن نغزوهم ولا يغزوننا. 

 

فتح مكة


كانت تحركات المسلمين في السنوات الثلاث الفاصلة بين الخندق وفتح مكة تهدف إلى تحقيق أمرين: أولهما القضاء النهائي على قوة اليهود في الجزيرة العربية؛ لأن هؤلاء يرفضون الإسلام رغم يقينهم أنه الحق، واستمرار وجودهم يعني استمرار الخطر الدائم والمتفاقم على الإسلام بما يدبرونه ويكيدونه، ولذلك هدفت ضربات النبي  لليهود إلى اقتلاع جذور وجودهم بين العرب، وحدث ذلك مع يهود “بني قينقاع”، ويهود “بني قريظة”، ويهود “بني النضير”، ثم كانت المعركة الفاصلة الحاسمة مع يهود “خيبر” في السنة السابعة من الهجرة، والتي أضاف انتصارها قوة إلى قوة المسلمين حتى قال قائلهم: “ما شبعنا إلا بعد فتح خيبر”، وكانت السنة السابعة من الهجرة هي آخر سطر كتبه المسلمون في نهاية اليهود في الجزيرة.
وثاني الأمرين هو: حصار المشركين وسحب البساط تدريجيا من تحت أقدامهم بعد تنظيفه من الكفر والشرك، مع إعطاء مساحة لهؤلاء للدخول في الإسلام؛ لأن دواخل أنفسهم -رغم كفرهم- ليست في صدام مع الإسلام، على خلاف اليهود، ولكنهم يحتاجون إلى فترة من الجهد والجهاد لكسر عناد الكفر في نفوسهم.

فتح مكة


وقد أنتجت هذه السياسة النبوية وضعا فريدا في الجزيرة العربية هو أن رقعة الكفر كادت تنحصر في مكة فقط، وقضى على اليهود نهائيا، واتسعت رقعة الإسلام.


قادة مكة

وبدأ النبي صلى الله عليه وسلم في جذب قادة مكة إلى الإسلام ومما يروى في ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث إلى خالد بن الوليد بطريق غير مباشر رسالة يدعوه فيه إلى الإسلام عن طريق أخيه “الوليد” الذي بعث إليه برسالة جاء فيها: “وقد سألني رسول الله صلى الله عليه وسلم عنك، وقال: أين خالد؟ فقلت: يأتي به الله، فقال: مثله يجهل الإسلام؟! ولو جعل نكايته وجدّه مع المسلمين كان خيرا له، ولقدّمناه على غيره”؛ ففتحت هذه الكلمات قلب “خالد” الذي حارب الإسلام عشرين سنة فجاء مسلما في بداية السنة الثامنة هو و”عمرو بن العاص” و”عثمان بن طلحة” رضي الله عنهم،

 

صلح الحديبية

كان صلح الحديبية في السنة السادسة من الهجرة ينظم العلاقة بين المسلمين والمشركين لمدة عشر سنوات، وكان من بنوده المهمة أنه “من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخله، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخله” فدخلت قبيلة “خزاعة” في تحالف مع المسلمين، ودخلت قبيلة “بكر” في تحالف مع قريش.
وأدت التطورات والأحداث التي أعقبت صلح الحديبية إلى تغير في ميزان القوى بين المسلمين وقريش لصالح المسلمين، إلا أن قبيلة بكر أغارت على خزاعة، وأمدت قريش حليفتها “بكر” بالمال والسلاح، وقتلوا أكثر من عشرين من خزاعة حليفة المسلمين، واعتدوا عليهم رغم لجوئهم إلى الحرم، وأمام هذا النقض الصريح للعهد ركب “عمرو بن سالم الخزاعي” في أربعين من قومه وذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم يطلب منه النصرة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “نُصرت يا عمرو بن سالم”، وأمر المسلمين بالخروج لمناصرة خزاعة رغم عدم دخولها في الإسلام.

جيش المسلمين


واقعة حاطب بن أبي بلتعة

أدركت قريش أنها ارتكبت خطأ إستراتيجيا كبيرا بما أقدمت عليه من تقديم المال والسلاح لقبيلة بكر، وحاولت أن تعالج هذا الخطأ؛ حيث انطلق زعيمها “أبو سفيان بن حرب” إلى المدينة المنورة طلبا العفو عن هذا الخطأ الفادح، وتجديدا للهدنة، واستشفع بكبار المسلمين مثل أبي بكر وعمر وعلي وفاطمة، لكن علي بن أبي طالب قال لأبي سفيان: “ويحك يا أبا سفيان! والله لقد عزم رسول الله على أمر ما نستطيع أن نكلمه فيه”؛ فعاد أبو سفيان صفر اليدين إلى قريش واتهم بأن المسلمين لعبوا به.


كان فشل مساعي أبي سفيان لا يعني إلا شيئا واحدا وهو الحرب، وجهز المسلمون جيشا ضخما بلغ قوامه عشرة آلاف مقاتل، وقد راعى النبي صلى الله عليه وسلم السرية الشديدة حتى يحقق عنصر المفاجأة لكفار مكة، فكتم وجهة الجيش في التحرك عن الجميع، بما فيهم أبو بكر، حتى إنه دخل على ابنته فسألها عن وجهة النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: والله ما أدري، وعندما خرج النبي صلى الله عليه وسلم دعا ربه “اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها”. 


وقام النبي صلى الله عليه وسلم بعملية خداع رائعة، اقترنت بعملية تأمين للمعلومات وسرية تحرك الجيش، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية من ثمانية رجال بقيادة “أبي قتادة بن ربعي” إلى مكان يسمى “بطن إضم”، وكان هدفها الحقيقي غير المعلن هو تضليل المشركين، كذلك كانت هناك وحدات صغيرة بقيادة عمر بن الخطاب، قوي الشكيمة، تحقق في الداخلين والخارجين من المدينة المنورة، وتتحفظ على من سلك طريق المدينة- مكة، وبذلك حال دون حصول قريش على أي معلومات عن تجهيزات المسلمين، وأحبطت محاولة كبيرة لتسريب معلومات إلى قريش حول استعدادات المسلمين، قام بها أحد الصحابة البدريين وهو “حاطب بن أبي بلتعة”؛ وتم القبض على المرأة والرسالة التي تحملها من قبله قبل أن تصل إلى قريش.


ورغم ما ارتكبه حاطب من خيانة عظمى عقوبتها معلومة، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم علم أن الضعف الإنساني قد يصيب بعض المسلمين رغم إيمانهم العميق، لذلك رفض رغبة عمر في قطع رقبة حاطب، وقال له: “وما يدريك يا عمر لعل الله قد اطلع على أهل بدر يوم بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم”، وأيد القرآن الكريم موقف النبي صلى الله عليه وسلم في “سورة الممتحنة” واصفا حاطبا بالإيمان رغم ما ارتكبه.

جيوش المسلمين


إسلام أبي سفيان

وافق خروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى فتح مكة العاشر من رمضان من السنة الثامنة للهجرة فصام، وصام المسلمون معه، حتى إذا بلغوا مكانا يسمى “الكديد” أفطر وأفطر المسلمون معه، ولم يزل مفطرا باقي الشهر حتى دخل مكة. 
واستجاب الله تعالى دعوة نبيه صلى الله عليه وسلم لفتح مكة، فلم تعلم قريش شيئا عن تحركات المسلمين أو نواياهم، وفي هذه الأثناء خرج العباس بن عبد المطلب بأهله مهاجرا إلى المدينة، ولم يستطع زعيم قريش أبو سفيان السكون طويلا على هذا الوضع المقلق الذي خلقه نقض قومه لعهدهم مع المسلمين؛ فخرج يتحسس الأخبار ففوجئ بجيش المسلمين الضخم عند مكان يسمى “ثنية العقاب” قرب مكة، فأسرته قوة من استطلاعات المسلمين، وهمّ عمر بن الخطاب أن يضرب عنقه، إلا أن العباس أجار أبا سفيان وأركبه خلفه على بغلته ليدخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتمسون العفو.


وفي فتح مكة رفض النبي صلى الله عليه وسلم استقبال أبي سفيان في بداية الأمر، فقال أبو سفيان: “والله ليأذنن، أو لآخذن بيد ابني هذا، ثم لنذهب في الأرض حتى نموت عطشا أو جوعا”، فلما علم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك رق له، ورحم عزيز قوم أصابته تقلبات الدهر، وأذن له بالدخول، ولما رآه قال له: “ويحك يا أبا سفيان، ألم يأن لك أن تعلم ألا إله إلا الله؟”. فتحت هذه الكلمة من النبي صلى الله عليه وسلم قلب أبي سفيان للإسلام، وقال: “بأبي أنت وأمي، ما أحلمك وأكرمك وأوصلك، أما هذه والله فإن في النفس منها حتى الآن شيئا”، فقال له العباس: “ويحك! أسلم واشهد ألا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، قبل أن تُضرب عنقك” فأسلم أبو سفيان.
النبي صلى الله عليه وسلم أجلسه في مكان يرى فيه جيش المسلمين القوي وهو يمر بقواته الكثيفة أمام عينيه، وتقول روايات السيرة: إن أبا سفيان لما رأى ذلك المشهد انطلق إلى قومه وصرخ فيهم بأعلى صوته: “يا معشر قريش، هذا محمد قد جاءكم فيما لا قبل لكم به، فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن”.

جيش الإسلام

 

تواضع الرسول عند النصر يوم فتح مكة 

نجحت الخطة التي وضعها النبي صلى الله عليه وسلم عند دخول مكة في عدم تعرض جيش المسلمين لمقاومة تذكر، وأسلم غالبية زعاماتهم، لكن هذا الانتصار العظيم زاد النبي صلى الله عليه وسلم تواضعا، فدخل مكة وهو يركب ناقته، ويقرأ سورة الفتح، وكان يطأطئ رأسه حتى لتكاد تمس رحله شكرا لربه تعالى، ولما جاء على باب الكعبة قال: “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده”.

وعقب دخوله صلى الله عليه وسلم مكة أعلن العفو العام بمقولته الشهيرة: “اذهبوا فأنتم الطلقاء“، ولم يمنع هذا العفو العام من إهداره لدماء بضعة عشر رجلا أمر بقتلهم حتى لو تعلقوا بأستار الكعبة.

 

إذا جاء نصر الله والفتح

وزع النبي صلى الله عليه وسلم جيشه فجعل على المجنبة اليمنى خالد بن الوليد وأمره أن يدخل مكة من أسفلها وقال له إن تعرض لكم أحد منهم فاحصدوهم حصدًا حتى توافوني على الصفا وجعل على المجنبة اليسرى الزبير بن العوام فأمره أن يدخل مكة من أعلاها وألا يبرح حتى يأتيه وجعل أبو عبيدة على الرحالة وهم من لا سلاح معهم وأمره أن يأخذ بطن الوادي.

 

تحركت كل كتيبة كما أمرها القائد صلى الله عليه وسلم فأما خالد وقومه فلم يواجههم أحد من المشركين إلا أناموه وقتلوه وأما الزبير بن العوام فتقدم حتى نصب الراية فلم يبرح حتى جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

ونهض النبي صلى الله عليه وسلم والمهاجرون والأنصار بين يديه والناس من حوله ومن خلفه ورسول الله صلى الله عليه وسلم مطأطأ رأسه في تواضع عظيم حتى إن لحيته كادت تمس واسطة الرحل فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم على المسجد الحرام فدخله ثم اتجه إلى الحجر الأسود فاستلمه وقبله ثم طاف بالبيت وفي يده قوس وحول البيت ثلاثمائة وستون صنمًا فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يطعنها بقوسه ويقول ﴿ وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾ [الإسراء: 81] ﴿ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ﴾ [سبأ: 49] والأصنام تتساقط على وجهها ثم دخل الكعبة فرأى فيها الصور ورأى فيها صورة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام وهما يستقسمان بالأزلام فقال قاتلهم الله والله ما استقسما بها قط وأمر بالصور فمحيت.

 

وأغلق عليه باب الكعبة ومعه أسامة وبلال فصلى داخل الكعبة ودار فيها وكبر في نواحيها ووحّد الله ثم فتح الباب وقريش قد ملأت المسجد صفوفًا ينتظرون ماذا يصنع فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا إله إلا الله وحده لا شريك له صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده يا معشر قريش إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء الناس من آدم وآدم من تراب وتلا ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [الحجرات: 13] ثم قال يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم قالوا خيرًا أخ كريم وابن أخ كريم قال فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوته "لا تثريب عليكم اليوم" اذهبوا فأنتم الطلقاء.

 

ودخل النبي صلى الله عليه وسلم بيت أم هاني بنت أبي طالب فاغتسل وصلى في بيتها ثماني ركعات وكان الوقت ضحى فمنهم من قال إنها صلاة الفتح ومنهم من قال إنها صلاة الضحى.

 

وفي اليوم الثاني، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبًا في الناس فحمد الله وأثنى عليه ومجده بما هو أهله ثم قال أيها الناس إن الله حرم مكة يوم خلق السموات والأرض فهي حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك فيها دمًا أو يعضد بها شجرة فإن أحد ترخص بقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم وإنما حلت لي ساعة من نهار وقد عادت إلى حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس فليبلغ الشاهد الغائب.

 

﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ﴾ [النصر: 1 - 3].

جيش المسلمين


 

موقف الأنصار رضي الله عنهم بعد فتح مكة

رأى الأنصار الأحداث التي تجري في داخل مكة المكرمة وإسلام الجميع، وإسلام قادة مكة بصفة خاصة، فقال بعض الأنصار لبعض: أما الرجل -يقصدون الرسول صلى الله عليه وسلم- فأدركته رغبة في قريته ورأفة بعشيرته؛ لأنهم يرون تفاعله صلى الله عليه وسلم مع الأحداث في داخل مكة.

قال أبو هريرة راوي الحديث كما عند مسلم: (وجاء الوحي، وكان إذا جاء لم يخف عليهم فليس أحد من الناس يرفع طرفه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ينقضي، فلما انقضى الوحي رفع رأسه صلى الله عليه وسلم ثم قال: يا معشر الأنصار، قلتم: أما الرجل فأدركته رغبة في قريته ورأفة في عشيرته، قالوا: قلنا ذلك يا رسول الله، قال: فما اسمي إذًا؟ كلا إني عبد الله ورسوله هاجرت إلى الله وإليكم فالمحيا محياكم والممات مماتكم). 
قال أبو هريرة: فأقبل الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكون رضي الله عنهم وأرضاهم ويقولون: والله يا رسول الله! ما قلنا الذي قلنا إلا ضنًا بالله ورسوله) فقال صلى الله عليه وسلم: (فإن الله ورسوله ليصدقانكم ويعذرانكم)، فقبل منهم صلى الله عليه وسلم هذا الأمر، وقبل منهم هذا الظن الذي ظنوه برسول الله صلى الله عليه وسلم وعذرهم رضي الله عنهم وأرضاهم.

فتح مكة

والأنصار رضي الله عنهم لم يأخذوا شيئًا لا في الفترة المكية بعد البيعة ولا في الفترة المدنية من أولها حتى هذه اللحظة وإلى آخر حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولذلك الرسول عليه الصلاة والسلام شرفهم بكلماته العظيمة، فقال في حقهم: (آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار).


موقف أم هانئ يوم فتح مكة

من المواقف الرائعة في فتح مكة هو موقف السيدة أم هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها وأرضاها أخت سيدنا علي بن أبي طالب، لما نزل الرسول عليه الصلاة والسلام بأعلى مكة ودارت الحرب في أسفل مكة بين مجموعة من المشركين وبين سرية خالد بن الوليد رضي الله عنه وأرضاه، هرب رجلان من بني مخزوم ولم يجدا أي ملجأ في ذلك الوقت إلا أن يدخلا عند السيدة أم هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها؛وطلبا منها أن تجيرهما.
فما لبث أن دخل علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو يقول: والله لأقتلنهما، فأغلقت عليهما الباب رضي الله عنها، وقالت: قد أجرتهما، فقالت: نذهب إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، وعرضت السيدة أم هانئ أمرها عليه وقالت: (يا رسول الله زعم ابن أمي -الذي هو علي بن أبي طالب - أنه قاتل رجلًا أجرته، فقال صلى الله عليه وسلم: قد أجرنا من أجرت، وأمنا من أمنت).

الجريدة الرسمية