رئيس التحرير
عصام كامل

أزمة تضرب طالبات المدارس في إيران بسبب التسمم، ما القصة؟

علم ايران، فيتو
علم ايران، فيتو

تتزايد المخاوف في إيران بعد ورود تقارير عن تعرض المئات من طالبات المدارس للتسمم في جميع أنحاء البلاد خلال الأشهر الأخيرة.


 تسمم الطالبات الإيرانيات 

وتكررت حالات التسمم الغريبة التي طالت عشرات الطالبات منذ نوفمبر الماضي، اليوم السبت، في 5 محافظات إيرانية، فيما نشر عدد من الناشطين على مواقع التواصل، مقاطع مصورة تظهر نقل سيارات الإسعاف التلميذات إلى المستشفى.


المحافظات الواقع بها الاصابة 

واليوم تعرض أكثر من 240 طالبة في عدة مدن إيرانية للتسمم، ولا يزال الرقم قابل للزيادة إذ هناك إصابات تم تسجيلها في مدن أخرى لم يتم بعد الكشف عن عددها، ففي  محافظة زنجان الواقعة شمال غرب إيران، ذكر رئيس جامعة العلوم الطبية بالمحافظة، حسن بختياري، أنه "تم تسجيل إصابة 29 طالبة بالتسمم في مدرسة ولي عصر"، مضيفًا أن "جميع المصابات تم نقلهن إلى مستشفى آية الله موسوي بالمحافظة.


وسجلت محافظة خوزستان جنوب إيران إصابة 10 طالبات بالتسمم في مدرسة ثانوية، بحسب ما أعلنت الجامعة الطبية في المحافظة.


وفي محافظة آراك، وسط إيران، سجلت إصابة عدد من الطالبات بالتسمم، بحسب ما ذكرته وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية، دون أن تكشف عن أرقام المصابين.


وفي مدينة باكدشت القريبة من محافظة طهران، تم تسجيل إصابة 60 طالبة بالتسمم، بحسب الوكالة ذاتها، مشيرة إلى أن "الحالة العامة للطلاب جيدة والتحقيق لمعرفة سبب هذا التسمم مستمر".

 

وفي محافظة همدان غرب إيران، قال المتحدث باسم جامعة العلوم الطبية في المحافظة، علي رضا توقيري، لوكالة "إيسنا" الطلابية، إنه "أصيبت 77 طالبة بالتسمم".

 

وفي مدينة بهارستان التابعة لمحافظة أصفهان وسط إيران، تم نقل 12 طالبة إلى المستشفى بعد إصابتهن بالتسمم، بحسب وسائل الإعلام الإيرانية، مشيرة إلى إصابة 16 طالبة بالتسمم في مدينة بجنورد.

 

في مدينة تبريز الواقعة شمال غرب إيران، قالت الوكالة الرسمية الإيرانية "إيرنا"، إنه "تم نقل عدد من طالبات مدارس المدينة إلى المستشفى بعد ظهر اليوم بسبب التسمم"، مشيرة إلى أن الطالبات ينتمين إلى مدرسة ابتدائية واحدة ومدرستين ثانويتين للبنات"، دون الكشف عن عددهن.


وفي محافظة أذربيجان الغربية، قالت وكالة أنباء "تسنيم" الإيراينة إن 30 طالبة ظهرت عليهن أعراض التسمم وتم نقلهن إلى المستشفى.

 

بداية واقعة التسمم 

وفقا لوسائل الإعلام الحكومية الإيرانية، ووقعت أولى حالات التسمم المبلغ عنها في مدينة قم في 30 نوفمبر، عندما تم إدخال 18 تلميذة من مدرسة ثانوية إلى المستشفى.

 

وفي حادثة أخرى وقعت في قم في 14 فبراير، نُقل أكثر من 100 طالبة من 13 مدرسة إلى المستشفيات بعد حدوث ما وصفته وكالة أنباء "تسنيم" التابعة للدولة بـ"حالات تسمم".


كما وردت تقارير عن إصابة تلميذات بالتسمم في العاصمة طهران، حيث تم إدخال 35 تلميذة إلى المستشفى، الثلاثاء الماضي، بحسب وكالة "فارس" الإخبارية، وذكرت الوكالة أنهن في حالة "جيدة"، وخرج العديد منهن في وقت لاحق.


كما أفادت وسائل الإعلام الحكومية بحدوث حالات تسمم بين الطلبات في الأشهر الأخيرة في عدة مدن.


وتتعلق العديد من التقارير بطالبات في مدارس البنات، لكن وسائل الإعلام الحكومية أفادت أيضًا بحادثة تسمم واحدة على الأقل في مدرسة للبنين، في 4 فبراير في قم.


وبحسب  شبكة CNN،  ذكرت وسائل الإعلام الحكومية أنها شهدت حادث تسمم، وهي مدرسة نور يزدانشهر في قم بالإضافة إلى معلمين ولكن لم يتم الحصول على أي رد.


 

 الصحة الإيرانية 

وقال وزير الصحة الإيراني بهرام عين الله، الذي زار الطالبات المتضررات في قم في 15 فبراير، إن الأعراض شملت ضعف العضلات والغثيان والتعب، لكن "التسمم كان خفيفا"، وفقا لتقرير في وكالة أنباء الطلاب الإيرانية الرسمية (إسنا).

وأضاف عين الله أن فريقه أخذ العديد من العينات من مريضات تم إدخالهن إلى أحد مستشفيات قم لإجراء مزيد من الاختبارات في معهد باستور الشهير في إيران، والذي أفاد بأنه لم يتم التعرف على ميكروبات أو فيروسات في العينات، وفقًا لوكالة "إسنا".

وليس من الواضح ما إذا كانت الحوادث مرتبطة وما إذا كان الطالبات قد تم استهدافهن لكن نائب وزير الصحة الإيراني المسؤول عن البحوث والتكنولوجيا، يونس بناهي، قال في 26 فبراير الماضي إن حالات التسمم كانت كيميائية  بطبيعتها، لكنها ليست مواد مركبة تستخدم في الحروب، وأضاف أن الأعراض ليست معدية، بحسب وكالة "إرنا".

وأضاف بناهي أنه يبدو أن "حالات التسمم كانت محاولات متعمدة لاستهداف وإغلاق مدارس البنات"، بحسب وكالة الأنباء.

 

 الهدف من تسميم الطالبات الإيرانيات

وذكر يونس بناهي في مؤتمر صحفي وفقا لوسائل الإعلام الإيرانية الحكومية: "بعد تسميم العديد من الطالبات في قم أصبح من الواضح أن الناس يريدون إغلاق جميع المدارس، وخاصة مدارس البنات"، وقالت وكالة "فارس" للأنباء إنه تراجع في وقت لاحق عن التصريح قائلا إنه أخطأ.

لكن والدة فتاتين في قم قالت،  ، إن ابنتيها تعرضتا للتسمم في مدرستين مختلفتين، وعانت إحداهما من مشاكل صحية كبيرة بعد تسممها الأسبوع الماضي.

وتحدثت الأم، شريطة عدم الكشف عن هويتها بسبب حساسية الموقف، ومخاوف على سلامة عائلتها، وقالت: "تعرضت إحدى بناتي للتسمم في المدرسة الأسبوع الماضي، وعانت من غثيان وضيق في التنفس وخدر في ساقها اليسرى ويدها اليمنى، ولديها الآن مشكلة في قدمها اليمنى وتجد صعوبة في المشي".

ودعا نشطاء وشخصيات سياسية الحكومة إلى بذل المزيد من الجهد في التحقيق في حوادث التسمم.

وقال محمد حبيبي، المتحدث باسم نقابة المعلمين الإيرانيين، عبر تويتر، في  "تسمم الطالبات في مدارس البنا، والذي تم التأكد من أنه فعل متعمد، لم يكن عرضيا".

وحبيبي هو من بين عدد متزايد من الأشخاص الذين يعتقدون أن التسمم قد يكون على صلة بالاحتجاجات الأخيرة في إطار حركة "المرأة-الحياة-الحرية".


 حركة "المرأة-الحياة-الحرية".

وقد اتسمت الحركة بغضب النساء والفتيات الصغيرات بشأن قضايا تتراوح من الحريات في إيران إلى حالة الاقتصاد المتردية.

وكتب على تويتر: "من أجل محو المكاسب التي تحققت بشأن حرية ارتداء الملابس، تحتاج السلطات إلى زيادة الخوف العام".

وفي منتصف فبراير، ذكرت وكالة "تسنيم" أن وزير التعليم الإيراني يوسف نوري قال إن "معظم حالات الطالبات نتجت عن شائعات أرعبت الناس، وأنه لا توجد مشكلة".

وتحدث دان كاسزيتا، الزميل المشارك في معهد رويال يونايتد للخدمات، إ حول الصعوبات التي قد تواجهها السلطات في تأكيد مثل هذه التقارير، وقال:"لسوء الحظ، قد يكون من الصعب للغاية التحقيق في مثل هذه الحوادث. وغالبًا ما يكون هذا هو السبيل الوحيد لاكتشافها العامل المسبب هو جمع العينات، وعادة ما يكون هذا صعبا أو مستحيلا".

وأضاف: "تتشابه هذه الحوادث الحالية في إيران بشكل ملحوظ مع عشرات الحوادث في المدارس في أفغانستان منذ عام 2009 تقريبا، وفي عدد قليل من هذه الحوادث، تم الاشتباه بشدة في وجود مبيدات حشرية، لكن معظم الأمراض لا تزال غير مبررة"، وذكر أن الروائح يصعب استخدامها كمؤشر، وقال: "بعض الأشياء قد أضيفت إليها رائحة لأن المادة الكيميائية الخطرة الكامنة قد تكون عديمة الرائحة".

وقالت جميلة كديور، السياسية الإيرانية البارزة والعضوة السابقة في البرلمان إنه "يُعتقد أن هناك نية خبيثة وراء عمليات التسمم"، وكتبت في مقال بصحيفة إطلاعات الحكومية أن "استمرار حالات التسمم في المدارس خلال الأشهر الثلاثة الماضية يثبت أن هذه الحوادث لا يمكن أن تكون عرضية وهي على الأرجح نتيجة لأعمال جماعية منظمة موجهة من قبل مراكز الفكر ولديها أهداف محددة".

وقال وزير التعليم الإيراني يوسف نوري بعد زيارة طالبات في مستشفى بقم، إنه تم تشكيل فريق خاص في طهران لمتابعة الأمر، بحسب "تسنيم".

وصرح رئيس الشرطة الإيرانية، أحمد رضا رادان،    بأنهم يحققون في سبب "حالات التسمم" وأنه لم يتم القبض على أي شخص ولا تزال السلطات تحاول تحديد ما إذا كانت عمليات التسمم المزعومة متعمدة أم لا، وفقًا لوكالة "إرنا".

في غضون ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس،  ، في مؤتمر صحفي، إن التقارير حول تسميم تلميذات المدارس في إيران "مقلقة للغاية".

وأضاف: "هذه تقارير مزعجة ومقلقة للغاية لأن النساء والفتيات في كل مكان، لديهن الحق في التعليم، وهو حق إنساني عالمي، وتسميم الفتيات اللواتي يحاولن التعلم ببساطة هو مجرد عمل مقيت"، وحث "السلطات الإيرانية على إجراء تحقيق شامل في حالات التسمم وبذل كل ما في وسعها لوقفها ومحاسبة مرتكبيها".

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية