كارثة أدوية التخسيس..عقاقير نحت الجسم وهم يغزو صفحات السوشيال ميديا.. وأطباء: تؤثر على الجهاز العصبي
«أسرع كورس تخسيس، الكورس الألمانى للتخسيس بأسعار محصلتش، قرص فيتامين يذوب دهون الكرش، وتخسيس دهون البطن، أدوية بديلة عن عمليات تكميم المعدة، أقوى منتج لنحت الجسم»، إعلانات مضللة ووهمية على صفحات منصات التواصل الاجتماعى، لخداع مرضى السمنة للتخسيس والحصول على جسم رشيق، وأغلب من ينخدع فى تلك الإعلانات الفتيات والسيدات ويروج لها منتحلو صفة أطباء تغذية علاجية، وهم ليسوا متخصصين سواء فى إعلانات السوشيال ميديا أو القنوات الفضائية دون ضوابط، وأغلب هذه الفيتامينات تباع أون لاين!
وكشف عدد من الصيادلة والأطباء عن مخاطر تلك الفيتامينات وأنها لا تعمل على خفض الوزن، وتؤثر على الجهاز العصبى للجسم، وتعتبر كارثة صحية خطيرة.
تأثيرات سلبية
من جانبه قال الصيدلى كريم كرم، عضو المركز المصرى للحق فى الدواء، إن فيتامينات التخسيس جميعها مهربة وغير معروفة المواد الفعالة التى تدخل فى تركيبها، مشيرًا إلى أن المادة الوحيدة المعروف هى السيبوترامين وهى من المواد المجرم استخدامها، وتؤثر على الجهاز العصبى للجسم وخلايا المخ وتعمل على إعطاء شعور كاذب بالشبع وعدم الرغبة فى الأكل، ولها مخاطر تسببها منها تدمير الجهاز العصبى للجسم وتسبب التهاب العصب البصرى وتوقف عضلة القلب وجلطات فى المخ.
كما أوضح لـ«فيتو» أن تلك الفيتامينات يشترك فى تكوينها كميات من الكافيين تزيد من معدلات الحرق فى الجسم، مؤكدا أن تلك الأدوية تنتشر فى صالات الجيم وعيادات أطباء التخسيس وأغلب الناس يستخدمونها بدون وصف طبى، وفى الغالب هى مهربة وأسعارها مبالغ فيها.
وأضاف “كريم” أن الاعتياد على تناول تلك الأدوية يسبب ألم فى الجسم مستمر، لافتا إلى أن كبار أطباء التخسيس يوفرونها للراغبين فى فقدان الوزن، بجانب أن تلك الأدوية تحتوى على نشرات داخلية مزورة، موضحا أن زيادة إقبال المرضى عليها لأنها تسبب فقدان الوزن لفترة ولكن يعود الوزن من جديد بعد التوقف عن تناول الدواء، محذرًا من تناول تلك الأدوية مع التمارين الرياضية العنيفة لأنها يمكن أن تسبب أزمات قلبية.
وبدوره أوضح أحمد حمدى، استشارى جراحة السمنة، أنه لا يوجد بديل عن جراحات السمنة لخفض الوزن خاصة فى الحالات التى تحتاج إلى خفض وزن ٥٠ كيلوجراما أو ما يزيد على ذلك، لافتًا إلى أن بعض أنواع الحقن يمكن أن تساعد فى خفض الوزن، ولكنها ليست بديلا للجراحة، بينما الأدوية والأقراص تعمل على مراكز الإحساس بالجوع داخل المخ، وهذا يتسبب فى أعراض جانبية سيئة، ولا يوجد منهم أدوية حاصلة على موافقة هيئة الدواء الأمريكية وخارج البروتوكولات العلاجية للسمنة كما تسبب التهابات المعدة وتؤثر على الحالة النفسية للشخص مؤكدا أنه لا يرشح تناول تلك الأنواع من الفيتامينات نهائيا.
وأكد «حمدي» لـ«فيتو»، أن أى شخص يرغب فى خفض وزنه بمعدل ٤٠ أو ٥٠ كيلوجراما لا ينفع معه أى أدوية بينما الرغبة فى خفض وزن ١٠ أو ٢٠ كيلو يمكن مع ممارسة الرياضة وتنظيم الطعام، وبالنسبة للفيتامينات فمعظمها غير حاصل على موافقة وزارة الصحة ولها أضرار ومشكلات صحية كما أن تلك الفيتامينات والأدوية ليس لها أى مرجعية علمية ولم تخضع لتجارب سريرية.
من جانبه قال محمود فؤاد مدير مركز الحق فى الدواء إن صفحات السوشيال ميديا ضجّت بإعلانات مضللة عن فيتامينات وأدوية تحقق حلم الرشاقة والتخسيس والسيدات لديهم هوس الرشاقة بسبب زيادة معدلات السمنة.
أدوية مهربة
وأكد لـ«فيتو» أن تلك الأدوية والفيتامينات مهربة وغير رسمية وتسبب خلل فى وظائف المخ ويتم الترويج لها أيضًا على عدد من القنوات الفضائية من خلال إعلانات خادعة لإقناع المستهلك بتلك الفيتامينات، كما يروج لها أشخاص منتحلو صفة أطباء تغذية يقنعون المريض بأنها أدوية من أمريكا وأوروبا، ويبلغ سعر الكورس العلاجى ١٠ آلاف جنيه شهريا.
وأشار إلى أن المسئولية مشتركة بين جهاز حماية المستهلك وهيئة الدواء وهيئة الغذاء ومباحث التموين فى مواجهة تلك الإعلانات والفيتامينات، مطالبا بضرورة وقف تلك الإعلانات على القنوات، ويكون أصحابها تحت طائلة القانون.
وشدد على أن أى إعلان عن منتجات طبية لا يجب تطبيقه إلا بعد حصوله على تصريح بالموافقة بالمدة المسموح بها، وفقا لقانون الإعلان عن الخدمات الطبية الصادر فى ٢٠١٧ إلا أنه لم يطبق حتى الآن، وما زالت الإعلانات الخادعة مستمرة، مشيرا إلى أن صفحات فيسبوك تبيع أدوية محظورة وممنوعة تحت مسمى الرجيم العلاجى.
نقلًا عن العدد الورقي…،