فرنسا والخليج العربي، كتاب لـ إلهام ذهني عن الهيئة
صدر حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، ضمن سلسلة تاريخ المصريين، كتاب “فرنسا والخليج العربي” للدكتورة إلهام محمد ذهني.
فرنسا والخليج العربي
رئيس تحرير السلسلة الدكتور صابر عرب ونائب رئيس التحرير الأستاذ الدكتور أحمد زكريا الشلق ومدير تحرير السلسلة الدكتورة أمل فهمى وسكرتير التحرير مرزوق عبد المحسن والإخراج الفني إيمان راشد وتصميم الغلاف الدكتورة هند سمير، والتصحيح طلعت محمد أحمد.
تقول المؤلفة إن “معظم الدراسات التي ظهرت عن منطقة الخليج على تتبع نشاط بريطانيا، خاصة وأن الأخيرة كان لها نصيب الأسد فيها، فما كاد القرن التاسع عشر يشرف على الانتهاء حتى كانت بريطانيا قد دعمت سيطرتها على البلدان الواقعة حول هذا الطريق الحيوي المهم، ولم يكن الأمر هينًا فقد اضطرت إلى إزاحة منافسيها لكي تتمكن من الانفراد بالمنطقة.
وقد تناولت بعض الدراسات النشاط الفرنسي في الخليج ومحاولات فرنسا التمركز فيه، خاصة وأن هذا النشاط قد بلغ ذروته في عهد نابليون بونابرت، وتوقفت معظم هذه الدراسات عند هذه الفترة، متناسية أن فرنسا ظلت تُولي الخليج اهتمامًا خلال القرن التاسع عشر وحتى بدايات القرن العشرين”.
وتستطرد الدكتورة إلهام ذهني، لذلك رأيت أن أكرس بحثي هذا لدراسة وتتبع محاولات فرنسا لدعم نفوذها في المنطقة، وفي الحقيقة أن النشاط الفرنسي اختلف من منطقة لأخرى، فقد بدأ مبكرًا في فارس والعراق، واتخذ طابعًا تنصيريًّا؛ فكان اهتمام فرنسا بالتنصير وإرسال البعثات الكاثوليكية إلى هذه المناطق يفوق اهتمامها بالتجارة، حتى أن هذه البعثات لقيت التأييد والدعم من بابا روما، واستمر تدفق هذه البعثات طوال القرن التاسع عشر، وإن كان قد ظهر خلال هذا القرن مجال آخر ركزت فيه فرنسا جهودها ألا وهو مجال التنقيب عن الآثار، كما شهد هذا القرن أيضًا تدفق الرحَّالة الفرنسيين على المنطقة، فألقت كتبهم الضوء على أحوال البلاد السياسية، والاقتصادية، والدينية، ولعل أخطر هذه الكتابات ما دوّنه الكونت جوبينو عن فارس، فقد اتسمت بالتعصب الشديد والكراهية للإسلام، ومع ذلك فقد تلقفتها أوربا بشغف ونهم؛ لأنها حوت العديد من الدراسات عن الشرق وعن فارس.
أما مسقط، فقد اختلف الوضع فيها لأن النشاط الفرنسي اتخذ طابعًا تجاريًّا منذ البداية نظرًا للصلات القوية التي ربطت بين حكامها وحكام الجزر التابعة لفرنسا في المحيط الهندي، ثم تزاید الاهتمام الفرنسي بعمان بعد دعم البوسعید لنفوذهم وسيطرتهم على سواحل زنجبار، التي اتخذوا منها مستودعًا للسلع الأفريقية القادمة من المناطق الداخلية، كذلك كان لمسقط أهمية سياسية أيضًا بالنسبة لفرنسا، التي ظلت تستخدم من تصريح عام 1862 ذريعة لمنع بريطانيا من الانفراد بالمنطقة.
وإذا كان النشاط الفرنسي قد انحصر بوضوح في المناطق الثلاث الرئيسة التي ذكرناها، إلا أن هذا لا يعني انعدام هذا النشاط في باقي دول المنطقة، فلا جدال أن عهد الإمبراطورية الثانية في فرنسا والتي اتسمت سياستها بالتوسع والاستعمار والنشاط التنصيري قد انعكس على الخليج، فقد جرت عدة محاولات للاتصال بالقوى السياسية فيه خاصة الدولة السعودية الثانية في نجد، التي نجحت في مد سيطرتها حتى الأحساء، فوصلت بحدودها إلى سواحل الخليج، ولعل أشهر هذه الاتصالات رحلة الجاسوس الفرنسي بالجريف إلى الرياض في عهد نابليون الثالث.
وأخيرًا، يمكننا القول إنه على الرغم من انشغال فرنسا ببناء إمبراطوريتها الاستعمارية في قارتي آسيا وأفريقيا، فإن هذا لم يمنعها من أن ترنو ببصرها نحو الخليج على أمل أن تجد لها موضع قدم فيه، ولكن استمرارية النشاط البريطاني وحرص الأخيرة على تدعيم سيطرتها وانفرادها بالمنطقة حال دون تحقيق هذه الأماني.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.