جدل “أزمة منتصف العمر”.. انتقادات للمسلسل لتشابه نهايته مع فيلم «موعد على العشاء»
أسدل الستار على مسلسل أزمة منتصف العمر والذى شارك فى بطولته مجموعة من النجوم على رأسهم الفنانة ريهام عبد الغفور والفنان كريم فهمى، حيث أثار منذ انطلاق حلقاته الأولى جدلًا واسعًا بسبب جرأة أحداثه والقضية غير المألوفة التى يناقشها.
وتدور أحداث المسلسل حول علاقة تربط بين زوجة الأب (فيروز) وزوج ابنة زوجها (عمر) تنتهى بحمل زوجة الأب من زوج ابنة زوجها وهى علاقة رآها البعض لا فائدة تذكر من تقديمها فى الدراما المصرية وأن المسلسل برمته غير أخلاقى، حيث إنه يناقش قضايا لا يجوز تقديمها على الشاشة فى صورة مسلسل، وتواصل الجدل المثار حول المسلسل بعد عرض نهايته.
الحلقة الأخيرة
وفى الحلقة الأخيرة فوجئ الجمهور بالنهاية التى دعت فيها البطلة زوجة الأب) عشيقها (زوج ابنة زوجها) إلى عشاء رومانسى على أضواء الشموع، وبينما يتبادلان الحديث عن مشاعرهما حول ما حدث وما مرا به سويًا، يشعر البطل بوعكة صحية مفاجئة ويدرك أن عشيقته وضعت له سمًا فى الطعام ويسقط على الأرض ميتًا فتتناول هى الأخرى الطعام المسموم وتسقط إلى جواره لتنتهى قصتهما.
ورأى الكثير من متابعى مسلسل أزمة منتصف العمر أن هذه النهاية شبيهة بتلك التى انتهى بها فيلم موعد على العشاء (١٩٨١) للمخرج محمد خان والذى كان من بطولة الراحلة سعاد حسنى والفنان حسين فهمى والراحل أحمد زكى، فضلًا عن وجود ثمة تشابه جزئى بين نهاية المسلسل ونهاية فيلم غرام الأفاعى (١٩٨٨) من إخراج حسام الدين مصطفى وبطولة ليلى علوى وهشام عبد الحميد، ومنذ عرض نهاية المسلسل وحديث الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعى لم ينته حيث اتهم البعض صناع العمل بأن اعتمادهم على هذه النهاية التى سبق وتم تقديمها من قبل فى عمل آخر ما هو إلا إفلاس فنى وعدم القدرة على تقديم أفكار جديدة لنهاية مسلسل أثار الجدل منذ الإعلان عنه.
وفى هذا السياق أكدت الناقدة ماجدة خير الله أن الاعتماد على إعادة تقديم نهاية فيلم موعد على العشاء من جديد ليختم صناع مسلسل أزمة منتصف العمر أحداثه بها مقصودة، حتى أن صناع المسلسل كتبوا قبل عرض الحلقة الأخيرة عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعى إهداء إلى الراحل محمد خان مخرج فيلم موعد على العشاء.
وأشارت إلى أن هناك عددا من صناع الأعمال السينمائية والتليفزيونية فى العالم أجمع يفضلون تقديم تحية إلى عمل فنى آخر ناجح عن طريق تقديم مشهد أو نهاية أو موقف يحاكى العمل الأول ويقومون بالإعلان عن ذلك، ونفت أن يكون هذا نوع من أنواع الإفلاس الفنى، وأشارت إلى أن هذا الأمر معروف عالميًا وتم تقديمه من قبل فى أعمال فنية مصرية.
وتابعت الناقدة ماجدة خير الله أن كثيرا من الجمهور هاجم مسلسل «أزمة منتصف العمر» منذ الكشف عن أفيش المسلسل الذى جمع بين ريهام عبد الغفور وكريم فهمى، وكان الهجوم يزداد مع عرض كل حلقة دون انتظار المصير الذى ستؤول إليه قصة المسلسل فى الأخير، وهذا الهجوم كان بدون فهم أن الهدف الأساسى من المسلسل هو توضيح أن الخطيئة لا يمكن أن تمر بسلام وستؤدى حتمًا إلى المزيد من الكوارث على أصحابها وعلى المحيطين بهم، لذا فإن كان الجمهور يبحث عن قيمة أخلاقية فالمسلسل قدمها بالنهاية السوداء لهذه الشخصيات التى ارتكبت الفحش، وتساءلت خير الله: ماذا يريد الجمهور أكثر من ذلك؟
خطوط متوازية
وأشارت إلى أن سيناريو المسلسل به كثير من الخطوط المتوازية، فبجانب علاقة البطل والبطلة، هناك التآمر من قبل زوج البطلة عليها عن طريق تعمده عدم الإنجاب منها وإيهامها أنها لا تنجب فقتل بداخلها الأمومة والأنوثة، فضلًا عن استيلائه على ميراث شقيقته، فيدبر ابن شقيقته المؤامرات ضده لاستعادة إرث والدته، إذن فالأحداث كثيرة ويفعلها الآخرون وكل شخص كان يرى أن هذا حقه، وفى الأخير لقى كل شخص جزاءه فزوج البطلة الذى فعل من الشرور الكثير توفيت ابنته وألقى فى السجن بعد تحريضه على قتل ابن شقيقته وهكذا، فالمسلسل يريد توصيل رسالة أن لكل مخطئ جزاء بالرغم أن هذا لا يحدث بالضرورة فى الحياة الطبيعية، وأكدت ماجدة خير الله أنه لا بد دومًا من انتظار نهاية العمل لمعرفة المعنى الأخير الذى يرغب سيناريو المسلسل قوله.
وتساءلت الناقدة ماجدة خير الله: “لماذا يعيش الناس فى غيبوبة؟”، فى تعليقها على الهجوم على قصة مسلسل أزمة منتصف العمر، فهى ترى أنه لا يوجد أى مجتمع مثالى ولا يوجد بلد فى العالم خلق الله سكانه من الملائكة، وأشارت إلى أن قصة مسلسل أزمة منتصف العمر لها أكثر من شبيه فى الواقع بل أكثر بشاعة مما تم تقديمه فى المسلسل.
وأضافت الكارثة أن أحدًا لم ينظر إلى المستوى الفنى للعمل، بل تم التركيز بصورة أكبر على أخلاقيات الشخصيات الدرامية، ولم يتحدث أحد عن عناصر العمل الفنى الأخرى كالتصوير والإخراج وأداء الممثلين.
نقلًا عن العدد الورقي…،