رئيس التحرير
عصام كامل

المنتخبات‭ ‬الوطنية‭ ‬مع‭ ‬مجلس‭ ‬علام‭ ‬‮«‬ما‭ ‬بتعرفش‮»‬..وفضيحة‭ ‬منتخب‭ ‬الشباب‭ ‬المسمار‭ ‬الأخير‭ ‬فى‭ ‬نعش‭ ‬اتحاد‭ ‬الكرة

جمال علام، فيتو
جمال علام، فيتو

«‬يا‭ ‬رايح‭ ‬كتر‭ ‬من‭ ‬الفضايح‮» ‬‭.. ‬شعار‭ ‬رفعه‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬اتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬برئاسة‭ ‬جمال‭ ‬علام،‭ ‬والذى‭ ‬نجح‭ ‬بجدارة‭ ‬واستحقاق‭ ‬فى‭ ‬قيادة‭ ‬الكرة‭ ‬المصرية‭ ‬والمنتخبات‭ ‬الوطنية‭ ‬إلى‭ ‬نفق‭ ‬مظلم‭ ‬لا‭ ‬نعلم‭ ‬توقيت‭ ‬وآلية‭ ‬الخروج‭ ‬منه‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬ضبابية‭ ‬المشهد‭ ‬الذى‭ ‬تعانى‭ ‬منه‭ ‬الكرة‭ ‬المصرية،‭ ‬والذى‭ ‬أثبتته‭ ‬بالدليل‭ ‬القاطع‭ ‬التجربة‭ ‬الفاشلة‭ ‬لمنتخبنا‭ ‬الوطنى‭ ‬للشباب‭ ‬تحت‭ ‬20‭ ‬سنة‭ ‬فى‭ ‬بطولة‭ ‬أمم‭ ‬أفريقيا‭ ‬التى‭ ‬تنظمها‭ ‬مصر.

‬والتى‭ ‬ودعها‭ ‬الفراعنة‭ ‬الصغار‭ ‬بخسارة‭ ‬تاريخية‭ ‬مذلة‭ ‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬أن‭ ‬تعرض‭ ‬لها‭ ‬أى‭ ‬منتخب‭ ‬وطنى‭ ‬سواء‭ ‬رسميا‭ ‬أو‭ ‬وديا،‭ ‬وهى‭ ‬الرباعية‭ ‬المهينة‭ ‬من‭ ‬المنتخب‭ ‬السنغالى‭ ‬فى‭ ‬المباراة‭ ‬الثالثة‭ ‬للفريق‭ ‬فى‭ ‬مشوار‭ ‬البطولة،‭ ‬والتى‭ ‬لم‭ ‬تشهد‭ ‬نجاح‭ ‬المنتخب‭ ‬فى‭ ‬تسجيل‭ ‬هدف‭ ‬يتيم‭ ‬لحفظ‭ ‬ماء‭ ‬الوجه،‭ ‬حيث‭ ‬حصد‭ ‬أبناء‭ ‬محمود‭ ‬جابر‭ ‬نقطة‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬9‭ ‬نقاط‭ ‬فى‭ ‬مرحلة‭ ‬المجموعات‭ ‬بعد‭ ‬الخسارة‭ ‬أمام‭ ‬نيجيريا‭ ‬والسنغال‭ ‬والتعادل‭ ‬أمام‭ ‬موزمبيق‭ ‬فى‭ ‬الافتتاح‭. ‬


اتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬تنصل‭ ‬مبكرا‭ ‬من‭ ‬المسئولية‭ ‬وتحديدا‭ ‬بعد‭ ‬التعادل‭ ‬فى‭ ‬الافتتاح‭ ‬أمام‭ ‬موزمبيق‭ ‬سلبيا،‭ ‬حيث‭ ‬خرجت‭ ‬تصريحات‭ ‬رسمية‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬الجبلاية‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬المجلس‭ ‬الحالى‭ ‬بريء‭ ‬من‭ ‬اختيار‭ ‬محمود‭ ‬جابر‭ ‬لقيادة‭ ‬المنتخب،‭ ‬وأن‭ ‬الأمر‭ ‬يعود‭ ‬للمجلس‭ ‬السابق،‭ ‬وتحديدا‭ ‬اللجنة‭ ‬الثلاثية‭ ‬برئاسة‭ ‬أحمد‭ ‬مجاهد،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬المجلس‭ ‬الحالى‭ ‬قام‭ ‬بإقالة‭ ‬شوقى‭ ‬غريب،‭ ‬وأحضر‭ ‬ميكالى‭ ‬لقيادة‭ ‬المنتخب‭ ‬الأولمبى،‭ ‬ولم‭ ‬يقدم‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬الخطوة‭ ‬بإقالة‭ ‬محمود‭ ‬جابر‭ ‬واختيار‭ ‬اسم‭ ‬آخر‭ ‬لقيادة‭ ‬منتخب‭ ‬الشباب‭.‬


اتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬كان‭ ‬بإمكانه‭ ‬وفقا‭ ‬للمعلومات‭ ‬الواردة‭ ‬وقتها‭ ‬من‭ ‬الجبلاية‭ ‬منح‭ ‬الفرصة‭ ‬لمحمد‭ ‬شوقى‭ ‬أو‭ ‬وائل‭ ‬رياض‭ ‬لقيادة‭ ‬منتخبات‭ ‬الشباب‭ ‬والأولمبى،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬الثنائى‭ ‬يمتلك‭ ‬تاريخا‭ ‬كبيرا‭ ‬مع‭ ‬المنتخبات‭ ‬الوطنية،‭ ‬ولكن‭ ‬اتحاد‭ ‬علام‭ ‬ترك‭ ‬محمد‭ ‬وهبة‭ ‬مع‭ ‬الناشئين‭ ‬ومحمود‭ ‬جابر‭ ‬مع‭ ‬الشباب‭ ‬وفشل‭ ‬الثنائى‭ ‬فى‭ ‬مهمتهما،‭ ‬وقام‭ ‬بإقالة‭ ‬شوقى‭ ‬غريب‭ ‬صاحب‭ ‬التاريخ‭ ‬الكبير‭ ‬مع‭ ‬المنتخبات‭ ‬الوطنية‭ ‬فى‭ ‬واقعة‭ ‬لم‭ ‬يجد‭ ‬أحد‭ ‬تفسيرا‭ ‬لها‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬سوى‭ ‬أنها‭ ‬تصفية‭ ‬حسابات‭.‬


زلزال‭ ‬منتخب‭ ‬الشباب
فضيحة‭ ‬منتخب‭ ‬الشباب‭ ‬فى‭ ‬أمم‭ ‬أفريقيا‭ ‬الأخيرة‭ ‬كانت‭ ‬بمثابة‭ ‬المسمار‭ ‬الأخير‭ ‬فى‭ ‬نعش‭ ‬المجلس‭ ‬الحالى‭ ‬الذى‭ ‬قدم‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يدع‭ ‬مجالا‭ ‬للشك‭ ‬دلائل‭ ‬وقرائن‭ ‬فشله‭ ‬فى‭ ‬إدارة‭ ‬المنظومة‭ ‬الرياضية‭ ‬فى‭ ‬مصر،‭ ‬بدليل‭ ‬الفشل‭ ‬الذريع‭ ‬الذى‭ ‬غلف‭ ‬مشوار‭ ‬المنتخبات‭ ‬الوطنية‭ ‬طوال‭ ‬الشهور‭ ‬الماضية‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المستويات‭ ‬العمرية‭.‬


البداية‭ ‬كانت‭ ‬مع‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطنى‭ ‬الأول،‭ ‬والذى‭ ‬خسر‭ ‬بطولة‭ ‬كأس‭ ‬العرب،‭ ‬ولم‭ ‬ينجح‭ ‬فى‭ ‬الظفر‭ ‬بها‭ ‬رغم‭ ‬الإمكانات‭ ‬التى‭ ‬نمتلكها‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬مقومات‭ ‬اللاعبين‭ ‬فى‭ ‬الصف‭ ‬الأول،‭ ‬كما‭ ‬واصل‭ ‬المنتخب‭ ‬فشله‭ ‬فى‭ ‬ولاية‭ ‬مجلس‭ ‬علام‭ ‬بعد‭ ‬الإخفاق‭ ‬فى‭ ‬الفوز‭ ‬بأمم‭ ‬أفريقيا‭ ‬للكبار‭ ‬بعد‭ ‬الخسارة‭ ‬فى‭ ‬المباراة‭ ‬النهائية‭ ‬أمام‭ ‬السنغال‭ ‬وبعدها‭ ‬فشلنا‭ ‬أيضًا‭ ‬فى‭ ‬التأهل‭ ‬إلى‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬الأخير‭ ‬قطر‭ ‬2022‭ ‬أمام‭ ‬السنغال،‭ ‬وما‭ ‬تبعها‭ ‬من‭ ‬الفشل‭ ‬التام‭ ‬فى‭ ‬إدارة‭ ‬ملف‭ ‬مباراة‭ ‬العودة‭ ‬الذى‭ ‬شهد‭ ‬كوارث‭ ‬ومهازل‭ ‬إدارية‭ ‬لم‭ ‬نستعد‭ ‬فيها‭ ‬حقوقنا‭ ‬بسبب‭ ‬سلبية‭ ‬المجلس‭ ‬الحالى‭.‬


اتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬اتخذ‭ ‬قرار‭ ‬تاريخى‭ ‬بعد‭ ‬إخفاق‭ ‬التأهل‭ ‬إلى‭ ‬كأس‭ ‬العالم،‭ ‬وهو‭ ‬إقالة‭ ‬الخبير‭ ‬البرتغالى‭ ‬المحنك‭ ‬كارلوس‭ ‬كيروش‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬من‭ ‬تولوا‭ ‬قيادة‭ ‬الفراعنة‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬تاريخهم،‭ ‬وذلك‭ ‬رغم‭ ‬نجاح‭ ‬كيروش‭ ‬وقتها‭ ‬فى‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬معطيات‭ ‬المرحلة‭ ‬الزمنية‭ ‬والفنية‭ ‬ليتجه‭ ‬اتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬للتعاقد‭ ‬مع‭ ‬إيهاب‭ ‬جلال‭ ‬فى‭ ‬تجربة‭ ‬لم‭ ‬تكمل‭ ‬أسبوعين‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬قدرة‭ ‬اتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬وقتها‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬الضغوط‭ ‬الجماهيرية‭ ‬التى‭ ‬تعرض‭ ‬لها‭ ‬المجلس‭ ‬بسبب‭ ‬اختيار‭ ‬إيهاب‭ ‬جلال‭ ‬الذى‭ ‬لم‭ ‬يلعب‭ ‬دوليا‭ ‬ولم‭ ‬يحقق‭ ‬أى‭ ‬بطولة‭ ‬مع‭ ‬أى‭ ‬ناد‭ ‬تولى‭ ‬تدريبه‭.‬


إهانة‭ ‬إيهاب‭ ‬جلال‭ ‬وتدمير‭ ‬قطاع‭ ‬الناشئين
اتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬قام‭ ‬بارتكاب‭ ‬خطأ‭ ‬بشع‭ ‬بإقالة‭ ‬إيهاب‭ ‬جلال‭ ‬أثناء‭ ‬تواجده‭ ‬فى‭ ‬طائرة‭ ‬المنتخب‭ ‬المتجهة‭ ‬وقتها‭ ‬لخوض‭ ‬مباراة‭ ‬ودية‭ ‬كوريا‭ ‬فى‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬القرارات‭ ‬التاريخية‭ ‬التى‭ ‬لم‭ ‬تشهدها‭ ‬الكرة‭ ‬المصرية‭ ‬من‭ ‬قبل‭.‬
وذهب‭ ‬اتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬للتعاقد‭ ‬مع‭ ‬روى‭ ‬فيتوريا‭ ‬دون‭ ‬أى‭ ‬خطة‭ ‬واضحة‭ ‬المعالم‭ ‬أو‭ ‬استراتيجية‭ ‬تنم‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬فكر‭ ‬منظم‭ ‬لإدارة‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطنى‭ ‬الأول‭.‬


واستكمل‭ ‬اتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬قيادة‭ ‬المنتخبات‭ ‬الوطنية‭ ‬إلى‭ ‬الهاوية‭ ‬بعد‭ ‬فشل‭ ‬منتخب‭ ‬الناشئين‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬محمد‭ ‬وهبة‭ ‬فى‭ ‬التأهل‭ ‬إلى‭ ‬أمم‭ ‬أفريقيا‭ ‬الجزائر‭ ‬2023‭ ‬بعد‭ ‬خسارة‭ ‬البطاقة‭ ‬أمام‭ ‬المنتخب‭ ‬المغربى،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ترتب‭ ‬عليه‭ ‬أيضًا‭ ‬تدمير‭ ‬جيل‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬اللاعبين‭ ‬وتسريحه‭ ‬بعد‭ ‬الفشل‭ ‬من‭ ‬الأساس‭ ‬فى‭ ‬التأهل‭ ‬إلى‭ ‬البطولة‭ ‬الأفريقية‭.‬


اتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬يتبقى‭ ‬له‭ ‬سوى‭ ‬المنتخب‭ ‬الأولمبى‭ ‬الذى‭ ‬ينتظر‭ ‬مواجهتى‭ ‬زامبيا‭ ‬فى‭ ‬الشهر‭ ‬القادم‭ ‬فى‭ ‬التصفيات‭ ‬المؤهلة‭ ‬لأمم‭ ‬أفريقيا‭ ‬وحال‭ ‬تعثره‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬سيكون‭ ‬قد‭ ‬وضع‭ ‬كلمة‭ ‬النهاية‭ ‬على‭ ‬رحلة‭ ‬المنتخبات‭ ‬الوطنية‭ ‬التى‭ ‬فشلت‭ ‬فى‭ ‬تحقيق‭ ‬أى‭ ‬نجاحات‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬اتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬الحالى،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬فشل‭ ‬الجبلاية‭ ‬ومجلس‭ ‬جمال‭ ‬علام‭ ‬فى‭ ‬إدارة‭ ‬الملف‭ ‬برمته‭.‬


ملف‭ ‬القيد‭ ‬وإخفاء‭ ‬خطاب‭ ‬الكاف
اتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬واصل‭ ‬فضائحه‭ ‬الإدارية‭ ‬بعد‭ ‬أزمة‭ ‬القيد‭ ‬الشهيرة‭ ‬الخاصة‭ ‬بنادى‭ ‬الزمالك‭ ‬والمتعلقة‭ ‬بقيد‭ ‬الصفقات‭ ‬الثلاث‭ ‬الجديدة‭ ‬أحمد‭ ‬بلحاج‭ ‬وناصر‭ ‬منسى‭ ‬ومحمود‭ ‬شبانة،‭ ‬حيث‭ ‬أعلن‭ ‬اتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬إغلاق‭ ‬القيد‭ ‬رسميا‭ ‬يوم‭ ‬31‭ ‬يناير‭ ‬ومعها‭ ‬عدم‭ ‬قيد‭ ‬صفقات‭ ‬الزمالك‭ ‬وفى‭ ‬يوم‭ ‬22‭ ‬فبراير‭ ‬تم‭ ‬الإعلان‭ ‬رسميا‭ ‬عن‭ ‬قيد‭ ‬الصفقات‭ ‬الجديدة‭ ‬ولم‭ ‬يصدر‭ ‬اتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬أى‭ ‬بيان‭ ‬توضيحى‭ ‬لكيفية‭ ‬إنهاء‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة،‭ ‬وتم‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الفيفا‭ ‬أصدر‭ ‬قرارا‭ ‬إنه‭ ‬أمر‭ ‬داخلى،‭ ‬بل‭ ‬الأزمة‭ ‬الأكبر‭ ‬أن‭ ‬كارنيهات‭ ‬لاعبى‭ ‬الزمالك‭ ‬تم‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬صدورها‭ ‬بتاريخ‭ ‬22‭ ‬فبراير‭ ‬وهو‭ ‬تاريخ‭ ‬مخالف‭ ‬لمواعيد‭ ‬القيد‭ ‬الرسمية‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬والتى‭ ‬تنتهى‭ ‬يوم‭ ‬31‭ ‬يناير‭ ‬فى‭ ‬موسم‭ ‬الانتقالات‭ ‬الشتوية‭.‬


الجبلاية‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬تورطت‭ ‬أيضًا‭ ‬فى‭ ‬أزمة‭ ‬إخفاء‭ ‬خطاب‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأفريقى‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬كاف‭ ‬الخاص‭ ‬بطلب‭ ‬تنظيم‭ ‬نهائى‭ ‬دورى‭ ‬أبطال‭ ‬أفريقيا،‭ ‬وهى‭ ‬المعركة‭ ‬الأشهر‭ ‬التى‭ ‬تضرر‭ ‬منها‭ ‬النادى‭ ‬الأهلى‭ ‬الذى‭ ‬خسر‭ ‬نهائى‭ ‬دورى‭ ‬أبطال‭ ‬أفريقيا‭ ‬فى‭ ‬نسخته‭ ‬قبل‭ ‬الحالية‭ ‬بعد‭ ‬خوض‭ ‬المباراة‭ ‬النهائية‭ ‬فى‭ ‬المغرب،‭ ‬وتحديدا‭ ‬على‭ ‬مركب‭ ‬محمد‭ ‬الخامس‭ ‬أمام‭ ‬الوداد‭ ‬المغربى‭ ‬وجماهيره‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬انتهت‭ ‬المدة‭ ‬التى‭ ‬منحها‭ ‬الكاف‭ ‬للدول‭ ‬المرشحة‭ ‬لاستضافة‭ ‬النهائى‭ ‬لإرسال‭ ‬خطاب‭ ‬طلب‭ ‬التنظيم،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬حرم‭ ‬الأهلى‭ ‬من‭ ‬فرصة‭ ‬خوض‭ ‬المباراة‭ ‬النهائية‭ ‬على‭ ‬ملعبه‭.‬


اتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬أعلن‭ ‬وقتها‭ ‬أنه‭ ‬غير‭ ‬مسئول‭ ‬عن‭ ‬الأمر،‭ ‬وأنه‭ ‬لم‭ ‬يتعمد‭ ‬إخفاء‭ ‬الخطاب‭ ‬ولكنه‭ ‬خطأ‭ ‬إدارى‭ ‬بحت،‭ ‬وهو‭ ‬عذر‭ ‬أقبح‭ ‬من‭ ‬ذنب،‭ ‬ويكشف‭ ‬مدى‭ ‬العشوائية‭ ‬التى‭ ‬تدار‭ ‬بها‭ ‬منظومة‭ ‬اتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬فى‭ ‬مصر‭.‬
 

مستحقات‭ ‬كيروش‭ ‬وأزمة‭ ‬كلاتنبرج
ضبابية‭ ‬المشهد‭ ‬أيضًا‭ ‬تبقى‭ ‬علامة‭ ‬مضيئة‭ ‬فى‭ ‬رحلة‭ ‬اتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬غير‭ ‬الموفقة‭ ‬تحت‭ ‬قادة‭ ‬جمال‭ ‬علام‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬عجز‭ ‬المجلس‭ ‬الحالى‭ ‬عن‭ ‬إزاحة‭ ‬الستار‭ ‬عن‭ ‬أى‭ ‬استراتيجية‭ ‬واضحة‭ ‬المعالم‭ ‬بشأن‭ ‬مستقبل‭ ‬الكرة‭ ‬المصرية‭ ‬وكيفية‭ ‬التخطيط‭ ‬له‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المستويات‭ ‬سواء‭ ‬المنتخبات‭ ‬الوطنية‭ ‬أو‭ ‬تطوير‭ ‬المسابقات‭ ‬أو‭ ‬النهوض‭ ‬بالتحكيم‭ ‬وإنهاء‭ ‬أزمات‭ ‬الحكام‭ ‬مع‭ ‬الأندية‭.‬


اتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬لم‭ ‬يصدر‭ ‬أى‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬بشأن‭ ‬مستقبل‭ ‬المنتخبات‭ ‬الوطنية‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬آلية‭ ‬العمل‭ ‬داخل‭ ‬منظومة‭ ‬المنتخبات‭ ‬الوطنية‭ ‬والأهداف‭ ‬الموضوعة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬النهوض‭ ‬بالكرة‭ ‬المصرية‭ ‬وإعادتها‭ ‬إلى‭ ‬خريطة‭ ‬الكرة‭ ‬العالمية‭ ‬وتصدر‭ ‬المشهد‭ ‬العربى‭ ‬والأفريقى،‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬مع‭ ‬منتخبات‭ ‬أخرى‭ ‬منافسة‭ ‬كالمنتخب‭ ‬السنغالى‭ ‬الذى‭ ‬تفوق‭ ‬علينا‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬وكان‭ ‬سببا‭ ‬رئيسيا‭ ‬فى‭ ‬خسارتنا‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬البطولات‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬المستويات‭ ‬العمرية،‭ ‬بل‭ ‬امتد‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬الكرة‭ ‬الشاطئية‭ ‬أيضًا‭.‬


مجلس‭ ‬الجبلاية‭ ‬الحالى‭ ‬أيضًا‭ ‬تورط‭ ‬فى‭ ‬فضيحة‭ ‬التخبط‭ ‬التى‭ ‬عاشتها‭ ‬أسرة‭ ‬التحكيم‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الموسم‭ ‬الحالى‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬أزماته‭ ‬مع‭ ‬عصام‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬قبل‭ ‬إجباره‭ ‬على‭ ‬الرحيل‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬فضيحة‭ ‬كلاتنبرج‭ ‬التى‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬العالمية‭ ‬وباتت‭ ‬محور‭ ‬حديث‭ ‬الصحف‭ ‬ووسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الأجنبية‭ ‬بسبب‭ ‬الأحداث‭ ‬التى‭ ‬شهدتها‭ ‬استقالته‭ ‬بجانب‭ ‬خلافاته‭ ‬مع‭ ‬لجنة‭ ‬الحكام‭ ‬واتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬بشكل‭ ‬دفع‭ ‬الأخير‭ ‬إلى‭ ‬الهروب‭ ‬من‭ ‬جحيم‭ ‬اتحاد‭ ‬الكرة‭.‬


اتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬دخل‭ ‬فى‭ ‬أزمة‭ ‬كارثية‭ ‬أيضًا‭ ‬امتدت‭ ‬إلى‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الأجنبية‭ ‬متعلقة‭ ‬بمستحقات‭ ‬كيروش‭ ‬المتأخرة‭ ‬حيث‭ ‬ندد‭ ‬المدرب‭ ‬البرتغالى‭ ‬العجوز‭ ‬بما‭ ‬حدث‭ ‬له‭ ‬وكشف‭ ‬المستور‭ ‬فى‭ ‬علاقته‭ ‬المتصدعة‭ ‬مع‭ ‬اتحاد‭ ‬الكرة،‭ ‬بل‭ ‬أنه‭ ‬خرج‭ ‬وهاجم‭ ‬أعضاء‭ ‬الجبلاية‭ ‬مرارا‭ ‬وتكرارا‭ ‬فى‭ ‬مشهد‭ ‬عبثى‭ ‬انتهى‭ ‬ببيان‭ ‬رسمى‭ ‬من‭ ‬اتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬بشأن‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تسوية‭ ‬مستحقات‭ ‬كيروش‭ ‬المتأخرة‭ ‬التى‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬تسديدها‭ ‬وإغلاق‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬الدخول‭ ‬فى‭ ‬أزمات‭ ‬عالمية‭ ‬مع‭ ‬البرتغالى‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬المختلفة‭ ‬خارج‭ ‬مصر‭.‬


اتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬تجاهل‭ ‬أيضًا‭ ‬أزمة‭ ‬الدولار‭ ‬وارتفاع‭ ‬سعره‭ ‬والأزمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬وذهب‭ ‬لاستقدام‭ ‬عدد‭ ‬خبراء‭ ‬أجانب‭ ‬“العدد‭ ‬فى‭ ‬اللمون”‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬روى‭ ‬فيتوريا‭ ‬وجهازه‭ ‬المعاون‭ ‬الأجنبى‭ ‬فى‭ ‬المنتخب‭ ‬الأول،‭ ‬وأيضًا‭ ‬ميكالى‭ ‬وجهازه‭ ‬المعاون‭ ‬فى‭ ‬المنتخب‭ ‬الأولمبى‭ ‬وقبلهما‭ ‬كلاتنبرج‭ ‬الخبير‭ ‬التحكيمى،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬التفاوض‭ ‬مع‭ ‬خبير‭ ‬أجنبى‭ ‬جديد‭ ‬لتولى‭ ‬رئاسة‭ ‬الحكام‭ ‬فى‭ ‬الوقت‭ ‬الذى‭ ‬نعانى‭ ‬منه‭ ‬من‭ ‬أزمة‭ ‬الدولار‭.‬


الجبلاية‭ ‬تركت‭ ‬الحبل‭ ‬على‭ ‬الغارب‭ ‬فى‭ ‬ملف‭ ‬الدولارات‭ ‬واستقدام‭ ‬الأجانب‭ ‬رغم‭ ‬امتلاك‭ ‬الكرة‭ ‬المصرية‭ ‬والرياضة‭ ‬لدينا‭ ‬بكوادر‭ ‬مميزة‭ ‬فى‭ ‬جميع‭ ‬المجالات‭ ‬التربوية‭ ‬والفنية‭ ‬والإدارية،‭ ‬ولكن‭ ‬عقدة‭ ‬الخواجة‭ ‬ظهرت‭ ‬بقوة‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬كالعادة،‭ ‬وكبدت‭ ‬خزينة‭ ‬الاتحاد‭ ‬ملايين‭ ‬الدولارات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التعاقد‭ ‬مع‭ ‬أجانب‭ ‬لقيادة‭ ‬لجان‭ ‬المنظومة‭ ‬والمنتخبات‭ ‬الوطنية‭ ‬رغم‭ ‬الأزمة‭ ‬المالية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالعملة‭ ‬الصعبة‭.‬


ملف‭ ‬التحكيم
اتحاد‭ ‬الكرة‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬متمسكا‭ ‬أيضًا‭ ‬باستقدام‭ ‬خبير‭ ‬أجنبى‭ ‬لتولى‭ ‬ملف‭ ‬التحكيم‭ ‬رغم‭ ‬امتلاك‭ ‬أسرة‭ ‬التحكيم‭ ‬أسماء‭ ‬بارزة‭ ‬تبقى‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬قيادة‭ ‬سفينة‭ ‬التحكيم‭ ‬المصرى،‭ ‬بشرط‭ ‬توفير‭ ‬سبل‭ ‬الدعم‭ ‬والمساندة‭ ‬لها‭ ‬رغم‭ ‬أزمة‭ ‬الدولار‭.‬


وفى‭ ‬الوقت‭ ‬الذى‭ ‬تتم‭ ‬الاستعانة‭ ‬ببعض‭ ‬الحكام‭ ‬المصريين‭ ‬فى‭ ‬المباريات‭ ‬الخارجية‭ ‬نجد‭ ‬غياب‭ ‬الثقة‭ ‬تماما‭ ‬فى‭ ‬التحكيم‭ ‬المصرى‭ ‬وقدرة‭ ‬حكامه‭ ‬السابقين‭ ‬على‭ ‬قيادة‭ ‬المهمة،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬خبراء‭ ‬أجانب‭ ‬يتعاملون‭ ‬معنا‭ ‬بمنطق‭ ‬القطعة‭ ‬كما‭ ‬فعلها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬كلاتنبرج‭ ‬الذى‭ ‬لم‭ ‬يتواجد‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬سوى‭ ‬فى‭ ‬فترات‭ ‬متباعدة‭ ‬بسبب‭ ‬انشغاله‭ ‬بأعمال‭ ‬التحليل‭ ‬فى‭ ‬كأس‭ ‬العالم،‭ ‬وأيضًا‭ ‬سفرياته‭ ‬المتكررة‭ ‬لبلاده‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬إجازات‭ ‬خاصة‭ ‬غير‭ ‬مدفوعة‭ ‬الأجر،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تلك‭ ‬هى‭ ‬الجزئية‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬يحتاج‭ ‬التحكيم‭ ‬المصرى‭ ‬إلى‭ ‬خبراء‭ ‬تحكيم‭ ‬مصريين‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬التركيز‭ ‬مع‭ ‬حكامنا‭ ‬وتطوير‭ ‬مستواهم‭ ‬الفنى‭ ‬والبدنى،‭ ‬بما‭ ‬يحقق‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬بات‭ ‬فى‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬مشرط‭ ‬جراح‭ ‬خبير‭ ‬للتعامل‭ ‬بحكمة‭ ‬مع‭ ‬كوارث‭ ‬التحكيم‭ ‬التى‭ ‬يعانى‭ ‬منها‭ ‬الدورى‭ ‬المصرى‭ ‬فى‭ ‬المواسم‭ ‬الأخيرة‭.‬
 

نقلًا عن العدد الورقي…،

الجريدة الرسمية