المنتخبات الوطنية مع مجلس علام «ما بتعرفش»..وفضيحة منتخب الشباب المسمار الأخير فى نعش اتحاد الكرة
«يا رايح كتر من الفضايح» .. شعار رفعه مجلس إدارة اتحاد الكرة برئاسة جمال علام، والذى نجح بجدارة واستحقاق فى قيادة الكرة المصرية والمنتخبات الوطنية إلى نفق مظلم لا نعلم توقيت وآلية الخروج منه فى ظل ضبابية المشهد الذى تعانى منه الكرة المصرية، والذى أثبتته بالدليل القاطع التجربة الفاشلة لمنتخبنا الوطنى للشباب تحت 20 سنة فى بطولة أمم أفريقيا التى تنظمها مصر.
والتى ودعها الفراعنة الصغار بخسارة تاريخية مذلة لم يسبق أن تعرض لها أى منتخب وطنى سواء رسميا أو وديا، وهى الرباعية المهينة من المنتخب السنغالى فى المباراة الثالثة للفريق فى مشوار البطولة، والتى لم تشهد نجاح المنتخب فى تسجيل هدف يتيم لحفظ ماء الوجه، حيث حصد أبناء محمود جابر نقطة واحدة من 9 نقاط فى مرحلة المجموعات بعد الخسارة أمام نيجيريا والسنغال والتعادل أمام موزمبيق فى الافتتاح.
اتحاد الكرة تنصل مبكرا من المسئولية وتحديدا بعد التعادل فى الافتتاح أمام موزمبيق سلبيا، حيث خرجت تصريحات رسمية من داخل الجبلاية تؤكد أن المجلس الحالى بريء من اختيار محمود جابر لقيادة المنتخب، وأن الأمر يعود للمجلس السابق، وتحديدا اللجنة الثلاثية برئاسة أحمد مجاهد، رغم أن المجلس الحالى قام بإقالة شوقى غريب، وأحضر ميكالى لقيادة المنتخب الأولمبى، ولم يقدم على نفس الخطوة بإقالة محمود جابر واختيار اسم آخر لقيادة منتخب الشباب.
اتحاد الكرة كان بإمكانه وفقا للمعلومات الواردة وقتها من الجبلاية منح الفرصة لمحمد شوقى أو وائل رياض لقيادة منتخبات الشباب والأولمبى، خاصة أن الثنائى يمتلك تاريخا كبيرا مع المنتخبات الوطنية، ولكن اتحاد علام ترك محمد وهبة مع الناشئين ومحمود جابر مع الشباب وفشل الثنائى فى مهمتهما، وقام بإقالة شوقى غريب صاحب التاريخ الكبير مع المنتخبات الوطنية فى واقعة لم يجد أحد تفسيرا لها حتى الآن سوى أنها تصفية حسابات.
زلزال منتخب الشباب
فضيحة منتخب الشباب فى أمم أفريقيا الأخيرة كانت بمثابة المسمار الأخير فى نعش المجلس الحالى الذى قدم بما لا يدع مجالا للشك دلائل وقرائن فشله فى إدارة المنظومة الرياضية فى مصر، بدليل الفشل الذريع الذى غلف مشوار المنتخبات الوطنية طوال الشهور الماضية على كل المستويات العمرية.
البداية كانت مع المنتخب الوطنى الأول، والذى خسر بطولة كأس العرب، ولم ينجح فى الظفر بها رغم الإمكانات التى نمتلكها على صعيد مقومات اللاعبين فى الصف الأول، كما واصل المنتخب فشله فى ولاية مجلس علام بعد الإخفاق فى الفوز بأمم أفريقيا للكبار بعد الخسارة فى المباراة النهائية أمام السنغال وبعدها فشلنا أيضًا فى التأهل إلى كأس العالم الأخير قطر 2022 أمام السنغال، وما تبعها من الفشل التام فى إدارة ملف مباراة العودة الذى شهد كوارث ومهازل إدارية لم نستعد فيها حقوقنا بسبب سلبية المجلس الحالى.
اتحاد الكرة اتخذ قرار تاريخى بعد إخفاق التأهل إلى كأس العالم، وهو إقالة الخبير البرتغالى المحنك كارلوس كيروش أحد أبرز من تولوا قيادة الفراعنة على مدى تاريخهم، وذلك رغم نجاح كيروش وقتها فى التعامل مع معطيات المرحلة الزمنية والفنية ليتجه اتحاد الكرة للتعاقد مع إيهاب جلال فى تجربة لم تكمل أسبوعين بسبب عدم قدرة اتحاد الكرة وقتها على مواجهة الضغوط الجماهيرية التى تعرض لها المجلس بسبب اختيار إيهاب جلال الذى لم يلعب دوليا ولم يحقق أى بطولة مع أى ناد تولى تدريبه.
إهانة إيهاب جلال وتدمير قطاع الناشئين
اتحاد الكرة قام بارتكاب خطأ بشع بإقالة إيهاب جلال أثناء تواجده فى طائرة المنتخب المتجهة وقتها لخوض مباراة ودية كوريا فى واحدة من القرارات التاريخية التى لم تشهدها الكرة المصرية من قبل.
وذهب اتحاد الكرة للتعاقد مع روى فيتوريا دون أى خطة واضحة المعالم أو استراتيجية تنم عن وجود فكر منظم لإدارة المنتخب الوطنى الأول.
واستكمل اتحاد الكرة قيادة المنتخبات الوطنية إلى الهاوية بعد فشل منتخب الناشئين تحت قيادة محمد وهبة فى التأهل إلى أمم أفريقيا الجزائر 2023 بعد خسارة البطاقة أمام المنتخب المغربى، وهو ما ترتب عليه أيضًا تدمير جيل جديد من اللاعبين وتسريحه بعد الفشل من الأساس فى التأهل إلى البطولة الأفريقية.
اتحاد الكرة لم يعد يتبقى له سوى المنتخب الأولمبى الذى ينتظر مواجهتى زامبيا فى الشهر القادم فى التصفيات المؤهلة لأمم أفريقيا وحال تعثره هو الآخر سيكون قد وضع كلمة النهاية على رحلة المنتخبات الوطنية التى فشلت فى تحقيق أى نجاحات تحت قيادة اتحاد الكرة الحالى، وهو ما يعكس فشل الجبلاية ومجلس جمال علام فى إدارة الملف برمته.
ملف القيد وإخفاء خطاب الكاف
اتحاد الكرة واصل فضائحه الإدارية بعد أزمة القيد الشهيرة الخاصة بنادى الزمالك والمتعلقة بقيد الصفقات الثلاث الجديدة أحمد بلحاج وناصر منسى ومحمود شبانة، حيث أعلن اتحاد الكرة إغلاق القيد رسميا يوم 31 يناير ومعها عدم قيد صفقات الزمالك وفى يوم 22 فبراير تم الإعلان رسميا عن قيد الصفقات الجديدة ولم يصدر اتحاد الكرة أى بيان توضيحى لكيفية إنهاء هذه الأزمة، وتم التأكيد على أن الفيفا أصدر قرارا إنه أمر داخلى، بل الأزمة الأكبر أن كارنيهات لاعبى الزمالك تم الإعلان عن صدورها بتاريخ 22 فبراير وهو تاريخ مخالف لمواعيد القيد الرسمية فى كل دول العالم والتى تنتهى يوم 31 يناير فى موسم الانتقالات الشتوية.
الجبلاية سبق أن تورطت أيضًا فى أزمة إخفاء خطاب الاتحاد الأفريقى لكرة القدم كاف الخاص بطلب تنظيم نهائى دورى أبطال أفريقيا، وهى المعركة الأشهر التى تضرر منها النادى الأهلى الذى خسر نهائى دورى أبطال أفريقيا فى نسخته قبل الحالية بعد خوض المباراة النهائية فى المغرب، وتحديدا على مركب محمد الخامس أمام الوداد المغربى وجماهيره بعد أن انتهت المدة التى منحها الكاف للدول المرشحة لاستضافة النهائى لإرسال خطاب طلب التنظيم، وهو الأمر الذى حرم الأهلى من فرصة خوض المباراة النهائية على ملعبه.
اتحاد الكرة أعلن وقتها أنه غير مسئول عن الأمر، وأنه لم يتعمد إخفاء الخطاب ولكنه خطأ إدارى بحت، وهو عذر أقبح من ذنب، ويكشف مدى العشوائية التى تدار بها منظومة اتحاد الكرة فى مصر.
مستحقات كيروش وأزمة كلاتنبرج
ضبابية المشهد أيضًا تبقى علامة مضيئة فى رحلة اتحاد الكرة غير الموفقة تحت قادة جمال علام بعد أن عجز المجلس الحالى عن إزاحة الستار عن أى استراتيجية واضحة المعالم بشأن مستقبل الكرة المصرية وكيفية التخطيط له على كل المستويات سواء المنتخبات الوطنية أو تطوير المسابقات أو النهوض بالتحكيم وإنهاء أزمات الحكام مع الأندية.
اتحاد الكرة لم يصدر أى خارطة طريق بشأن مستقبل المنتخبات الوطنية أو حتى آلية العمل داخل منظومة المنتخبات الوطنية والأهداف الموضوعة من أجل النهوض بالكرة المصرية وإعادتها إلى خريطة الكرة العالمية وتصدر المشهد العربى والأفريقى، كما حدث مع منتخبات أخرى منافسة كالمنتخب السنغالى الذى تفوق علينا فى كل شيء وكان سببا رئيسيا فى خسارتنا للعديد من البطولات على كافة المستويات العمرية، بل امتد الأمر إلى الكرة الشاطئية أيضًا.
مجلس الجبلاية الحالى أيضًا تورط فى فضيحة التخبط التى عاشتها أسرة التحكيم على مدار الموسم الحالى بداية من أزماته مع عصام عبد الفتاح قبل إجباره على الرحيل وصولا إلى فضيحة كلاتنبرج التى وصلت إلى العالمية وباتت محور حديث الصحف ووسائل الإعلام الأجنبية بسبب الأحداث التى شهدتها استقالته بجانب خلافاته مع لجنة الحكام واتحاد الكرة بشكل دفع الأخير إلى الهروب من جحيم اتحاد الكرة.
اتحاد الكرة دخل فى أزمة كارثية أيضًا امتدت إلى وسائل الإعلام الأجنبية متعلقة بمستحقات كيروش المتأخرة حيث ندد المدرب البرتغالى العجوز بما حدث له وكشف المستور فى علاقته المتصدعة مع اتحاد الكرة، بل أنه خرج وهاجم أعضاء الجبلاية مرارا وتكرارا فى مشهد عبثى انتهى ببيان رسمى من اتحاد الكرة بشأن العمل على تسوية مستحقات كيروش المتأخرة التى كان من الممكن تسديدها وإغلاق هذا الملف بدلا من الدخول فى أزمات عالمية مع البرتغالى عبر وسائل الإعلام المختلفة خارج مصر.
اتحاد الكرة تجاهل أيضًا أزمة الدولار وارتفاع سعره والأزمة الاقتصادية فى هذا الملف وذهب لاستقدام عدد خبراء أجانب “العدد فى اللمون” بداية من روى فيتوريا وجهازه المعاون الأجنبى فى المنتخب الأول، وأيضًا ميكالى وجهازه المعاون فى المنتخب الأولمبى وقبلهما كلاتنبرج الخبير التحكيمى، بالإضافة إلى التفاوض مع خبير أجنبى جديد لتولى رئاسة الحكام فى الوقت الذى نعانى منه من أزمة الدولار.
الجبلاية تركت الحبل على الغارب فى ملف الدولارات واستقدام الأجانب رغم امتلاك الكرة المصرية والرياضة لدينا بكوادر مميزة فى جميع المجالات التربوية والفنية والإدارية، ولكن عقدة الخواجة ظهرت بقوة فى هذا الصدد كالعادة، وكبدت خزينة الاتحاد ملايين الدولارات من أجل التعاقد مع أجانب لقيادة لجان المنظومة والمنتخبات الوطنية رغم الأزمة المالية المتعلقة بالعملة الصعبة.
ملف التحكيم
اتحاد الكرة ما زال متمسكا أيضًا باستقدام خبير أجنبى لتولى ملف التحكيم رغم امتلاك أسرة التحكيم أسماء بارزة تبقى قادرة على قيادة سفينة التحكيم المصرى، بشرط توفير سبل الدعم والمساندة لها رغم أزمة الدولار.
وفى الوقت الذى تتم الاستعانة ببعض الحكام المصريين فى المباريات الخارجية نجد غياب الثقة تماما فى التحكيم المصرى وقدرة حكامه السابقين على قيادة المهمة، ومن ثم اللجوء إلى خبراء أجانب يتعاملون معنا بمنطق القطعة كما فعلها من قبل كلاتنبرج الذى لم يتواجد فى مصر سوى فى فترات متباعدة بسبب انشغاله بأعمال التحليل فى كأس العالم، وأيضًا سفرياته المتكررة لبلاده للحصول على إجازات خاصة غير مدفوعة الأجر، حيث لم تكن تلك هى الجزئية فى هذا الأمر بقدر ما يحتاج التحكيم المصرى إلى خبراء تحكيم مصريين قادرين على التركيز مع حكامنا وتطوير مستواهم الفنى والبدنى، بما يحقق المصلحة العامة فى هذا الأمر الذى بات فى حاجة إلى مشرط جراح خبير للتعامل بحكمة مع كوارث التحكيم التى يعانى منها الدورى المصرى فى المواسم الأخيرة.
نقلًا عن العدد الورقي…،