زغلول صيام يكتب: نهلة رمضان ضحية.. ولتذهب الميدالية الذهبية للجحيم!
شاءت الأقدار أن أكون قريبا من رفع الأثقال خلال النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي وعشر سنوات من الألفية الثالثة وباتت هي اللعبة المحببة لقلبي بعد كرة القدم.. اقتربت من كل منظومة اللعبة وشرفت برئاسة اللجنة الإعلامية عربيا وأفريقيا وبالتالي كنت شاهدا على الأحداث وكنت موجودا في بدايات إدخال رفع الأثقال النسائي خلال التجارب غير الرسمية وقبل أن يتم الاعتراف بها في البطولات.
مع البدايات كانت هناك أسماء صاعدة واعدة منها نغم رمضان الشقيقة الكبرى لنهلة ومعها جيل كامل صنع البدايات إلى أن ظهرت نهلة وهي في سن الـ13 لفتت أنظار الجميع والكل أكد على أنها بطلة بلا منازع ومعها عصمت منصور وجيل جديد يبشر بالخير في مصر.
ومع بداية الألفية تألقت نهلة ومع حلم الميدالية الأولمبية الغائب عن مصر من عام 84 كان لا بد من البحث عن وسيلة لتحقيق ميدالية وكل الخبراء أجمعوا على أن الأمل الوحيد هو نهلة رمضان ويا ليتهم ما توقعوا!
في تلك الآونة جلب الاتحاد المصري لرفع الأثقال برئاسة الراحل الدكتور محمود شكري مديرا فنيا بلغاريا اسمه إيفانوف له سجل حافل بكل مشبوه في عالم المنشطات وأجمع كل الخبراء علي أن مفعول تلك المنشطات لن يظهر إلا بعد سنوات على الرياضي.
جريمة إيفانوف
وقتها قمت بعمل حملة صحفية من أجل ما يحدث وخطورة الأمر ولكن مع حلم الميدالية لم يستمع أحد مثلما هو الآن نقول ولا أحد يسمع وفي النهاية نتلقى الكوارث الرياضية الواحدة تلو الأخرى.. مصر كلها تابعت نهلة رمضان في أولمبياد أثينا 2004 وكأنها مباراة كرة قدم ولكن فشلت في رفع الثقل مما كان له آثار عظيمة.
تعاملوا مع الملاك البريء والوردة الساطعة في سماء الرياضة المصرية معاملة خيل الحكومة.. وكان إيفانوف لا يبحث إلا عن مصلحته والاتحاد يبحث عن الشهرة ووزارة الرياضة تريد إثباتا أنها تسير وفق الخطط العلمية ولكن نسوا وتناسوا الإنسانة نهلة رمضان.
نهلة تم إعطاؤها منشطات محرمة دوليا وقد يرد علي البعض على أن زملاءها تعاطوا ولم تحدث لهم مشاكل وأقول لك إن نهلة كانت تحصل على جرعات مضاعفة من المنشطات التي تحتوي على هرمونات النمو من أجل الفوز بالميدالية ولم يعرف أحد أن الاتحاد الدولي للعبة شطب إيفانوف من سجلاته لأنه أجرم في حق الإنسانية وحق الأبطال الرياضيين وكان يهدد استمرار رفع الأثقال في البرنامج الأولمبي.
كل ما تعاني منه نهلة والآلام التي لا يتحملها بشر مسئولية مدير فني معدوم الضمير واتحاد لم يكن يبحث إلا عن مصلحته والشهرة ووزارة شباب حركتها الأهواء حتى تحولت البطلة إلى ضحية ترقد طريحة الفراش.
زيارة الوزير
ورغم أن الواقعة لم تكن في عهد الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة إلا أنه كان سباقا لتلبية نداء الواجب وزار البطلة في المستشفى وأعلن استعداد الوزارة لتحمل كافة نفقات علاجها كواجب تجاه الأبطال ولكن.
من وجهة نظري أن هذا الأمر ليس كافيا بل يجب أن يكون هناك دخل ثابت لتلك البطلة التي رفعت علم مصر في المحافل الدولية ومرضها لهذا السبب.. ونهلة رمضان لا تقل عن النجم مؤمن زكريا …. نهلة رمضان ضحية جريمة مكتملة الأركان وأنا على ثقة أن الوزير لن يقصر في تذليل كل العقبات حتى تعود البطلة إلى حياتها الطبيعية كإنسانة في المقام الأول.
ادعو الله بالشفاء العاجل للبطلة نهلة رمضان وليتعظ هؤلاء ويعلموا أن الرياضة خلقت للصحة وملعون أي مجد يأتي بطرق مشبوهة تكون على حساب صحة إنسان.. ويبقى للحديث بقية في هذا الملف الشائك.