اليوم، الذكرى الـ 26 لـ "الكوميديان الفيلسوف" محمد عوض مؤلف "الجنة البائسة"
محمد عوض ظاهرة كوميدية فريدة، أسلوب متميز في الأداء، اختار طريق مدرسة الريحانى في الأداء، بدأ مشواره الفني بأداء دور عاطف الأشمونى في مسرحية “جلفدان هانم” عام 1962، إخراج عبد المنعم مدبولى ليقدم مشوارًا فنيًّا طويلًا بين السينما والمسرح والتليفزيون، لُقِّبَ بالفيلسوف، ورحل في مثل هذا اليوم 27 فبراير عام 1997 عن عمر 65 عاما.
ولد عام 1932، تخرج في كلية الآداب قسم الفلسفة، وجاء عشقه للتمثيل من إعجابه بشخصية نجيب الريحاني؛ لذلك عندما أنشأ فرقة تمثيلية بالكلية كان يقدم من خلالها مسرحيات الريحانى، وكان محمد عوض يستدعي أحد أعضاء فرقة الريحانى ليخرج له المسرحيات التي كان هو بطلها، فكانت من أنجح مسرحيات فرق الجامعة حتى أنه حصل على لقب أحسن ممثل في جامعة عين شمس.
أدوار صغيرة فى مسرح الريحانى
لقب الفنان محمد عوض بـ "الكوميديان الفيلسوف"، وكان الأعلى أجرًا في الفنانين ونجمًا للشباك، بدأ مشواره الفني بأدوار صغيرة مع فرقة مسرح الريحاني، وأحيانا كان يحل محل الفنان عادل خيرى في الفرقة بمساعدة ودعم من الفنانة مارى منيب التي آمنت بقدرات عوض التمثيلية، حيث كانت ظروف خيري الصحية تمنعه أحيانا من تقديم أدواره لينفرد بأدواره محمد عوض.
التحق بالمعهد العالى للفنون المسرحية وأثناء الدراسة انضم إلى فرقة “ساعة لقلبك” بمسرح التليفزيون وقدم أدوارا كوميدية شهيرة، وكانت أول بطولة في دور عاطف الاشمونى بمسرحية جلفدان هانم عام 1962 عن قصة علي أحمد باكثير، إخراج عبد المنعم مدبولى، بطولة نعيمة وصفى ونوال أبو الفتوح، وصولا إلى آخر مسرحية يقدمها وهى مساء الخير يا مصر عام 1996،
العبيط نمرة 2 يكسب
تألق الفنان محمد عوض فى الستينات فى مسرحيات:العبيط، نمرة 2 يكسب، مطرب العواطف، أصل وصورة في شخصية أبو المكارم، سفاح رغم أنفه، راسب مع مرتبة الشرف، المهزلة، الطرطور، الدكتور زعتر، كنت فين ياعلى، قسمتى وغيرها.،
فرقة الكوميدية المصرية
اشتهر بلزمات انفرد بها منها:أنا عاطف الاشمونى مؤلف الجنة البائسة، أعمل ايييييه،
ساهم محمد عوض في إنشاء فرقة الفنانين المتحدين، ثم حدث خلاف مع سمير خفاجى ولم يستطع الاستمرار فقام بتكوين فرقة مسرحية خاصة باسم الكوميدية المصرية عام 1969 التي استمرت حتى عام 1992 ضم فيها العديد من نجوم الكوميديا.
فاكهة الأفلام
عمل عوض فى السينما والمسرح فى وقت واحد، واتخذه المخرجون فاكهة في أفلامهم ومصدرا للضحك بخفة دمه، فهو الموظف الذى تنجب زوجته كثيرا فى فيلم "دعني والدموع "، وهو صديق الأمير فى أميرة العرب،
كانت بدايته في السينما في عام 1960 من خلال دور صغير في فيلم “شجرة العائلة” مع النجوم أحمد رمزي، وعمر الحريري، وسناء مظهر، وفي عام 1961 قدم فيلم “الأزواج والصيف”، وفي العام التالي قدم فيلم “للنساء فقط”، وآخر أفلامه في عام 1993 وهو فيلم “آي أي”.
وكانت أول بطولة مطلقة فى السينما فى فيلم "حواء والقرد" إخراج نيازى مصطفى وكانت البطلة أمامه سعاد حسنى فى دور الزوجة الغيورة على زوجها فقدم مواقف كوميدية ضاحكة.
ثم أسندت إليه البطولة المطلقة فى أفلام: آخر شقاوة، آخر جنان، المغامرون الثلاثة، جدعان حارتنا، شهر عسل بدون ازعاج، الاصدقاء الثلاثة، حارة السقايين، شقة الطلبة، شياطين البحر، أصعب جواز، البحث عن فضيحة، شهر عسل بدون ازعاج وغيرها.وبالرغم من كل ماقدمه لم يحصل إلا على جائزة واحدة فى حياته كانت عن فيلم السيرك.
فشل إنتاج شيلني واشيلك
وفى منتصف السبعينات عاد عوض للمشاركة مع نجوم بدأ معهم منهم حسن يوسف ونور الشريف فى أفلام:البنات والمرسيدس، الشياطين فى اجازة، البنات والحب،مدرسة المشاغبين، إلا أن فيلم "شيلنى واشيلك إخراج على بدرخان كان نقطة تحول كبيرة فى حياته فقد كان الفشل فى هذا الفيلم سببا فى تحول محمد عوض إلى زاهد وندرت أعماله إلا من بعض الأدوار البسيطة من أجل لقمة العيش.
عمل الفنان محمد عوض منتجا فى بعض الأفلام التى قام ببطولتها ثم وقع الصدام مع أحد المنتجين وحقق خسائر مادية كبيرة يقول فى ذلك: إن عملية الإنتاج السينمائى تتحول إلى صراع ومعركة بين المنتج الذى داخلى والفنان الذى يريد أن يقدم الفن الذى يحبه ويبحث عنه و فى كل مرة ينتصر الفنان ولذلك اتعرضت لخسائر مادية كبيرة لهذا فضلت أن أمنح المنتج إجازة مؤقتا وأعمل بحرية بعيدا عن ضغوط العملية الإنتاجية وكله فن وادى العيش لخبازه.
تكريم مهرجان الإسكندرية
اتجه محمد عوض الى التليفزيون فقدم أكثر من خمسين مسلسلا منها البرارى والحامول، بنك القلق، حواديت كل يوم، ناس ولاد ناس، ماشى يادنيا ـ، حساب السنين الطاووس، إلا أن شهرته الواسعة في التليفزيون ونجاحه الكبير جاء فى مسلسل "برج الحظ "الذى قدم فيه "شرارة "الشخصية النحس التى اعادت اكتشافه ولمع نجمه من جديد لدرجة أن الجمهور صفق له كثيرا على غير المعتاد عندما صعد لتحية الجمهور أثناء مهرجان الإسكندرية السينمائى عام 1982.