رئيس التحرير
عصام كامل

زغلول صيام يكتب: شوقي غريب الذي أعرفه وكواليس تنشر لأول مرة !

شوقي غريب،فيتو
شوقي غريب،فيتو

شوقي غريب.. اسم كبير في عالم كرة القدم المصرية ومسيرة حافلة من الجهد والعرق وعاشق منصات التتويج …يعمل في صمت …يترك عمله يتحدث عنه …. وفي زخم المحللين أصحاب السلاسل وضفيرة الشعر ينظرون للنظريات الورقية دون أن يكلف  أحد منهم نفسه عناء البحث عما يقدمه شوقي غريب في الملاعب المصرية …

شوقي غريب هو إنسان مصري بسيط بكل ما تحمله الكلمة من معني، قد تراه في لحظة إنسانا طيبا إلي أقصي الدرجات وفي نفس اللحظة تجده حاسما قاطعا ، صاحب قرار ويتحمل المسئولية بشجاعة وهنا أبدأ مع شوقي غريب لاعبا في البداية لأن الأساس أمر مهم في الحياة …

.

مسيرة ناجحة ….

ابن مدينة المحلة إحدى القلاع الصناعية في مصر، ولد شوقي غريب في مثل هذا اليوم مثله مثل الملايين، وعشق كرة القدم وبرز فيها، في وقت كانت النجوم اللامعة في الكرة المصرية وكونك تأتي من الأقاليم، وتحجز مكان وسط الكبار فإن الأمر يحتاج إلي الكثير والكثير …حجز شوقي غريب مكانا أساسيا في منتخب مصر طوال سنوات لعبه التي خاض خلالها أكثر من 80 مباراة دولية، ونجح في إحراز العديد من الأهداف المؤثرة، توج خلالها بالصعود لدورتين أوليمبيتين 80 و84، وذهبية الألعاب الأفريقية في نيروبي 87، وكأس الأمم الأفريقية 86، التي استضافتها مصر ، وعلي الصعيد المحلي وصل مع فريق غزل المحلة إلي نهائي كأس مصر أربع مرات، وكان له دور بارز في تصعيد بلدية المحلة للدوري الممتاز في أول سنة دوري ممتاز ….

ثلاثة رؤساء جمهورية ….

يكاد يكون شوقي غريب هو الرياضي الوحيد في مصر الذي نال تقدير ثلاثة رؤساء جمهورية، وحصل علي وسام الجمهورية أكثر من أربع مرات ….نال تكريم الرئيس الراحل محمد أنور السادات عام 80 عندما تأهل منتخب مصر لأولمبياد موسكو 80، ولم تشارك فيها مصر لأسباب سياسية تتعلق بغزو الاتحاد السوفيتي لأفغانستان،وتم تكريمه  لاعبا من الرئيس الراحل محمد حسني مبارك عندما شارك مع المنتخب الوطني في الفوز بالأمم الأفريقية 86 ،  ثم ثلاث تكريمات وهو مدرب المنتخب الوطني في ثلاث بطولات أمم أفريقية 2006 و2008 و2010 ، كما كرمه من الرئيس السيسي في ديسمير 2019 عندما قاد المنتخب الأوليمبي للفوز بالأمم الأفريقية والتأهل لطوكيو 2020، وحصد خمسة أوسمة من الطبقة الأولي من ثلاثة رؤساء جمهورية وهو ما يؤكد أننا أمام شخص كبير في مجاله.

 

المهندس شوقي غريب …

قد لايعرف الكثيرون أن شوقي غريب اهتم بالتعليم ولم يقصر فيه رغم مشاغل كرة القدم، وكان حريصا علي ان يحصل علي شهادة عليا، وبالفعل نجح في استغلال المنحة التي قدمتها الدولة للنجوم الدوليين في الالتحاق بمعهد الكفاية الإنتاجية بالزقازيق ، ولكنه لم يكتف حتي حصل علي بكالوريوس الهندسة وعلي عضوية نقابة المهندسين ، ليؤكد أن العقل السليم في الجسم السليم …..

مسيرة تدريبية …

المسيرة التدريبية التي حققها شوقي غريب لم يحققها مدرب آخر، وكذلك الأرقام التي سجلت باسمه، ويكفي أنه المدرب المصري الوحيد الذي سجل اسمه بحروف من نور علي منصات التتويج بالفيفا، عندما قاد منتخب الشباب للفوز بالميدالية البرونزية في مونديال الأرجنتين 2001 وهي الميدالية الوحيدة في تاريخ مصر …..وقدم جيلا أكثر من رائع للكرة المصرية خدم المنتخبات الوطنية والأندية المصرية سنوات طويله ….

…كانت البداية مدربا عاما في جهاز الدكتور محمد علي، ولم يتافف باعتباره نجما كبيرا يعمل تحت قيادة رجل أكاديمي في منتخب الناشئين في منتصف تسعينيات القرن الماضي، وكان الإنجاز الوحيد لهذا الجيل هو الفوز بالبطولة الأفريقية في بوتسوانا 97 (آخر بطولة لمصر في تلك المرحلة العمرية) رغم أن الفريق كان متأهلا للمونديال الذي استضافته مصر في هذا العام ….ثم قاد بمفرده منتخب الشباب ليحقق المعجزة، وبعد أن خسر بالسبعة في المباراة الافتتاحية أمام الأرجنتين صاحب الأرض يعود للفوز بالبرونزية …

وتتوالي الإنجازات بعد العمل مع المعلم حسن شحاتة والفوز ببطولات الأمم الأفريقية ثلاث مرات متتالية في انجاز غير مسبوق قاريا، ووصل منتخب مصر للتصنيف التاسع عالميا، ثم كانت تجربة لها ظروفها الخاصة مع المنتخب الأول لم يكتب لها النجاح بعد اعتزال معظم نجوم الجيل الذهبي ….ويعود مرة أخري علي حصان أبيض -بعد إخفاق المنتخب الأول في 2019 بعد الخروج من الدور الأول للأمم الأفريقية التي استضافتها مصر- لقيادة المنتخب الأوليمبي للفوز أول مرة بالأمم الأفريقية علي ستاد القاهرة مكتمل العدد ويقود أبناءه للأولمبياد ليصبح المصري الوحيد الذي فاز بالأمم الأفريقية لاعبا ومدربا والمصري الوحيد الذي شارك في الأولمبياد لاعبا ومديرا فنيا …

معجزة المقاولون العرب … 

عندما جاء مجلس جمال علام إلي قيادة الجبلاية كان أول قرار هو توجيه الشكر للكابتن شوقي غريب -ترشيدا للنفقات -بعدما أسند إليه قيادة المنتخب الأوليمبي خرج دون أن يتكلم أو يدلي بحديث واحد حتي طلبه مسئولو المقاولون العرب لإنقاذ مسيرة الفريق صاحب التاريخ والمرشح للهبوط للمظاليم …الفريق في المركز الـ17 وأمامه 6 مباريات حاسمة منها مباراة في اليوم التالي لتوليه …قبل المهمة دون أن يفكر في العواقب رغم نصائح المقربين بأنها مهمة انتحارية ، ولكن كان التوفيق حليفه، وقاد الفريق لتحقيق 13 نقطة من خمس مباريات، وهو الفريق الذي لم يحقق انتصارات في الدوري كله سوي أربع مباريات يستمر المقاولون وتستمر الدفعة ليؤكد الخبراء أن المقاولون العرب هو حصان أسود المسابقة هذا الموسم ….

مدرب بالواسطة !!

بعد كل هذه الإنجازات والتاريخ المشرف يأتي واحد من إياهم ليقول إن شوقي غريب يتم تعيينه بالواسطة وهو كذب وافتراء لأن تاريخه المشرف يرد عنه وصداقته لهذا او ذاك لا تقلل منه خاصة وأن الموضوع ليس فهلوة وإنما علم ودراسة، وهو أحد النابهين الذي حصل علي دورة لايبزج عندما كان هناك اهتمام بالمدربين ، وحصل علي جميع الشهادات التدريبية بما فيها الرخصه A وكل الأندية التي عمل بها وضع بصمة فيها 

أنا وشوقي غريب …

أزعم أن صداقتي علي مدار قرابة ال30 عاما في الصحافا الرياضيا وصداقتي بالموجودين فيه لاتزيد على اصابع اليدين، ويأتي في مقدمتهم الكابتن شوقي غريب وهي صداقة بعيدة عن العمل، وربما المرة الأولي التي أعمل فيها رسميا معه بعد بطولة الأمم الأفريقية للمنتخبات الأولمبية بمصر، عندما تم تعديل موقفي لأصبح رسميا المنسق الإعلامي للفريق ….وأستطيع أن أقول إنه رجل محب للخير لجميع فريق عمله ويعطي كل فرد في جهازه العمل بحرية في مجال تخصصه، ولكن هو صاحب القرار في النهاية …

إنسان (بيتوتي ) يعطي كل وقته لبيته وأسرته وليس له شلة أو حاشية، ولا من رواد كافيهات ولا بتاع استديوهات، إنما هو شخص عادي جدا مجامل لأقصي درجات المجاملة طالما أنه يستطيع ويملك …يتعامل مع الإعلام بحساب شديد جدا، وليس لديه نهم في التعامل، لأنه يعرف حدود نفسه جيدا ….

متع الله الكابتن شوقي غريب بالصحة والعافية وابعد عن أسرته كل شر ….وهي أسرة وطنية خالصة مثلها مثل كل المصريين الذين يقدمون العطاء بدون مقابل، وبعيدا عن ضوضاء الإعلام …..اتشرف بصداقة كابتن كباتن مصر 

….شوقي غريب …..كل سنة وأنت طيب 

 

الجريدة الرسمية