رسم خريطة الطاقة العالمية.. 2022 عام غير مسار صناعة الذهب الأسود.. والحرب الروسية الأوكرانية دعمت حلم أوروبا الأخضر
مر عام عصيب على عالم الطاقة خلال 2022، بعد الازدهار الذي عاشته وقتها الدول المستوردة نتيجة تراجع الأسعار مع نهاية عام 2021، مما جعل الكثير من الخبراء يصفون العام الماضي بأنه الأسوأ في النفط وصناعة الطاقة العالمية، بسبب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، وتداعياتها على جميع دول العالم.
استمرت روسيا حتى نهاية عام 2021، في صدارة أكبر الدول المصدرة للغاز الطبيعي عالميا، حيث وصل وقتها حجم التصدير إلى أكثر من 350 مليار متر مكعب، بالإضافة إلى أنها كانت من المنتجين الرئيسيين له، بأكثر من 639 مليار متر مكعب سنويا، وثالث أكبر منتج للنفط بـ 11 مليون برميل يوميا.
وبالتزامن مع الحرب الروسية الأوكرانية التي اندلعت في بداية 2022، ساهمت في مضاعفة التضخم وارتفاع الأسعار بشكل كبير بجميع دول العالم، مما تسبب في العديد من الأضرار بالعلاقات التجارية التي كانت مزدهرة بين روسيا والغرب.
وعلى إثرها تمت إعادة تشكيل خريطة الطاقة العالمية، وهذا ما جعل الخبراء يصفونها بأنها تتفوق على أزمة النفط التي حدثت في سبعينيات القرن الماضي إبان حرب 6 أكتوبر 1973 بين مصر وإسرائيل.
مصدر موثوق ومستدام للطاقة حول العالم
وقبل الحرب، كانت روسيا تمضي قدما في بناء اسمها كمصدر موثوق ومستدام للطاقة حول العالم، خاصة لدول الاتحاد الأوروبي، الذي ساعد موسكو في بناء خط نورد ستريم 1 ونورد ستريم 2.
واتهمت الدول الأوروبية، روسيا بدورها في تسليح صادرات الطاقة التقليدية (النفط، الغاز الطبيعي، الفحم)، وهذا ما جعلها تلجأ إلى تغيير أنماط الاستهلاك، وتسريع التحول الأخضر العالمي بشكل كبير؛ فيما يؤكد الغرب أن نفوذ روسيا في الطاقة لن يعود كما كان.
وشهد العام الماضي، ترشيدا غير مسبوق في استهلاك الكهرباء في معظم أنحاء أوروبا، لدرجة أن تعليمات صدرت بإطفاء الأنوار عن أبرز المعالم السياحية ليلا، إلى جانب واجهات المحال التجارية.
اليوم، تعد التغييرات في صورة الطاقة مقياسا حاسما لمدى جودة أداء الغرب في الجهود المبذولة للضغط على بوتين للمطالبة بالسلام، بحسب ما تورده وكالة بلومبرج.
عائدات النفط والغاز تمولان آلة الكرملين الحربية
يقول الغرب إن عائدات النفط والغاز تمولان آلة الكرملين الحربية ويحددان قدرتها على إحداث تأثيرات على الأرض في أوكرانيا، في وقت كان الاتحاد الأوروبي في 2022 يستورد بمتوسط مليار دولار يوميا من مشتقات الطاقة الروسية.
يبدو أن تأثير عقوبات النفط الغربية على موسكو ملموسة، إذ انخفضت عائدات موسكو من النفط والغاز لشهر يناير الماضي بنسبة 46% مقارنة بالعام السابق بحسب بلومبرج، وكذلك ترى الوكالة أن هناك القليل من الدلائل على أن رحيل الشركات الغربية الكبرى يؤثر على عمليات الحفر في الوقت الحالي.
حلم أوروبا الأخضر
قد يكون قرار روسيا -أحد المصدرين الرئيسيين للمواد الهيدروكربونية- تسليح هيمنتها على الطاقة وتهديد جيرانها هو الحافز الذي يحتاجه العالم للتخلص من إدمان الكربون.
وبحسب بيانات لشركة Rystad Energy، ستبلغ انبعاثات الوقود الأحفوري ذروتها بحلول عام 2025، ثم تبدأ بالتراجع التدريجي.
وأحد أكثر الأمور إثارة للقلق اليوم هو الغموض المتزايد في التعاملات الروسية، حيث أصبح تتبع تدفق الهيدروكربونات وتدفق الأموال النقدية أكثر صعوبة من أي وقت مضى.
كما أصبح من الصعب تتبع عائدات النفط، وأساطيل الظل تسيطر على الأمواج؛ الظاهرة ليست جديدة لكن حجمها غير مسبوق، ما يعني أن الغرب قد يقوم فعلا بشراء النفط والغاز الروسي من خلال طرف ثالث.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.