زغلول صيام يكتب: الأهلي والهلال وكفاية نفخ في النار
طلعت.. نزلت.. هي مباراة كرة قدم يفوز من يفوز وأبدا لن تكون سببا في توتر العلاقة بين بلدين شقيقين وأنا هنا أتحدث عن الأحداث التي شابت لقاء الأهلي المصري والهلال السوداني في الجولة الأولى لأبناء القلعة الحمراء في دوري رابطة الأبطال الأفريقي.
أحداث ممكن أن تحدث في أي مباراة وأعتقد أن الكاف لن يصمت على أي خروج عن النص ولكن لا يجب أن نحملها أكثر مما تحتمل وعلى الجميع استيعاب درس مباراة مصر والجزائر لأن الجميع اكتشف في النهاية أنها كانت محاولة للوقيعة بين شعبين شقيقين.
لا ندافع عن أي خروج عن النص ولكن هناك لوائح وقانونا يحكم العملية وهناك تقارير مراقبين وبالتالي فإن النفخ في النار لا محل له من الإعراب.
يكفي ما فعلته فضائيات الفتنة أثناء مباراة مصر والجزائر وتحول الأمر إلى ما يشبه معركة حربية رغم أنها مباراة في كرة القدم.
لا يجب أن ينجرف الإعلام إلى تعصب المتعصبين بل عليه دور كبير في تنقية الأجواء بين بلدين بينهم روابط وثيقة على مر الزمان والعصور.
أهلا بأشقائنا السودانيين في بلدهم وعلى الرحب والسعة لأنهم في بلدهم وإذا كان هناك من خرج على النص فمن المؤكد أنه سينال العقوبة المناسبة.
كفانا ما فعله إعلامنا الرياضي في بطولاتنا المحلية بعد أن حول الأمر إلى قمة التعصب وزرع بذور الفتنة بين أبناء الوطن الواحد وبين المدن المصرية للدرجة التي جعلت أمر إقامة مباراة بين فريقين في غاية الصعوبة فالأهلي لا يلعب في الإسماعيلية ولا مدن أخرى وهذا ما جنيناه من فضائيات الفتنة.
علينا استيعاب الدرس لأن جميعنا كعرب وطن واحد وقلب واحد ومصر هي أم العرب وبالتالي فإنه لا يجب أن تؤثر مباراة على علاقة بلدين وعلى الإعلام أن يقوم بدوره في تهيئة الأجواء وعدم سكب النار على البنزين وعدم الانسياق وراء المتعصبين الذين أعمتهم انتماءاتهم الضيقة عن النظر للصالح العام.
ما حدث في لقاء الأهلي والهلال وارد جدا أن يحدث في أي لقاء بين فريقين في الدوري المصري ولا يجب أن نحمل الأمور أكثر مما تحتمل.
وعلى الكبار أن يقوموا بدورهم وأعتقد أن إدارة النادي الأهلي بما تملكه من حكمة وفطنة قادرة على وأد الفتنة في مهدها وعدم الاستجابة لتعصب أهل السوشيال وسواء رضينا أم لم نرض فإن لقاءات الأهلي والأندية المصرية لن تتوقف على الأرض السودانية الشقيقة وستستمر بإذن الله أبد الدهر.
أما عن هواة الاصطياد في الماء العكر وهم يعرفون أنفسهم عليهم الابتعاد لأنهم يشعلون النار وهم لا يدركون كما حدث في لقاء الذهاب.
وأنا إذا طالبت النادي الأهلي بغلق الملف والنظر للمصلحة العامة فإني كنت أتمنى من إدارة نادي الهلال هي الأخرى أن تتحمل مسئوليتها وأن تبادر إلى الاتصال بإدارة النادي الأهلي للاعتذار عن أي خروج عن النص لبعض المحسوبين على النادي السوداني الشقيق وهنا كانت ستفشل مؤامرة الفتنة بين البلدين.
أعتقد أن كلامي واضح ولا يحمل التأويل وبالتالي فإن فضائيات الفتنة لا بد أن تتوقف فورا عن تغذية نيران التعصب التي لن نجني من ورائها سوى الخراب أو الدمار.
الحياة ليست رياضة فقط والرياضة لم تخلق إلا للتقارب وليس للضغينة والفتن والتباعد كما يحدث في عالمنا العربي.
اللهم بلغت.. اللهم فاشهد