عزيز عثمان، التنمر وراء حرمانه من أدوار البطولة، وليلى فوزي تعترف بالندم من الزواج منه
عزيز عثمان مطرب خفيف الدم والروح، أشهر من قدم الغناء الساخر وأطلق الإفيهات، هو ابن الملحن والموسيقار محمد عثمان، مطرب وفنان ساخر تميز بالتلقائية والبساطة وطيبة القلب، صاحب أداء فكاهى مميز، من أشهر أغانيه “بطلوا ده واسمعونا ياما لسه نشوف وياما، الغراب يا واقعة سودة جوزوه أحلى، يمامة” وعرف باسم بلا لايكا رحل في مثل هذا اليوم 1955.
ولد عزيز عثمان في بيت فن وطرب، دفعه والده لأداء التواشيح الدينية بدلا منه بعد إصابته في الحنجرة، لكن أحب عزيز أداء المونولوجات والغناء على المسرح، وبدأ عزيز عثمان حياته مبكرا مؤديا لفن المونولوج مع فرقة على الكسار الذي كان مؤمنا بقدراته الكوميدية حتى إنه قال عنه: هو أشهر من أطلق الإفيهات، وأكثر من يضحكني بإطلاق النكات بسخرية لاذعة، وهو في نفس الوقت حزين دون أن يضحك، وأن خفة ظل عزيز عثمان جعلته محبوبا من الجميع، ورغم ذلك أنا أعلم تماما مدى الحزن الذي يسيطر على نفسه.
أول أفلامه لعبة الست
انتقل إلى تقديم المونولوج في صالة بديعة مصابني، ومنها اختاره نجيب الريحاني ليقدم معه أول أدواره السينمائية في فيلم "لعبة الست" عام 1946 مع تحية كاريوكا ومارى منيب ـ بعد أن المونولوجست محمود شكوكو مرشحا له ـ ليقدم فيه عزيز عثمان أجمل اغانيه منها: غريب وفارقتكم يالمة احبابي، تحت الشباك، بطلوا ده واسمعوده.
قدم عزيز عثمان أدوارا ثانوية وليست هي أدوار البطولة ورغم ذلك حفظها المشاهد ولاقت قبولا شديدا هي مجموعة أفلامه القليلة التي قدمها والتي لا تزيد على ثلاثين فيلما بدأها بلعبة الست وهو في عامه الخمسين خلال مسيرة فنية لا تتعد العشر سنوات من أفلامه: الستات عفاريت، ابن للإيجار، لسانك حصانك، المنتصر، المرأة كل شئ، ماتقولش لحد، على كيفك، شباك حبيبي، مشغول بغيرى، سماعة التليفون، أفراح، ساعة لقلبك، ست الحسن، مكتب الغرام، آخر كدبة، وكان آخر أفلامه فيلم "يا ظالمني" مع صباح وحسين صدقي عام 1954.
دويتو مع ليلى مراد
من أشهر أغنيات عزيز عثمان دويتو قدمه بخفة دم كبيرة فى أوبريت الحبيب المجهول (اللي يقدر على قلبي) مع ليلى مراد يقول فيه: سيبك منهم ده مفيش غيري إيمة ومركز ووظيفة ميري، مربوط ع الدرجة الرابعة والناس درجات ومرشح أخذ الخامسة غير العلاوات، ومن أشهرها أيضا: روحى يانومة، يانسمة طلى على أرض حبيبى، يافتاح من غير مفتاح، فرفش ياكبير، أيوة يافندم وغيرها.ليشكل دويتو غنائى مع شادية وتحية كاريوكا وإسماعيل يس.
تزوج عزيز عثمان جميلة جميلات السينما ليلى فوزي رغم فارق السن بينهما الذى وصل إلى 25 عاما واستمر الزواج خمس سنوات قدما خلالهما 13 فيلما منها: ابن للإيجار، الستات عفاريت، جوز الاثنين، ست الحسن حبيبتى سوسو، المرأة كل شيء، مشغول بغيري".
الاكتئاب والموت بسبب الطلاق
لكن غار عزيز عثمان من الفنان أنور وجدى العريس الأول لليلى فوزي الذي أحبته ورفضه أبوها ليقع الطلاق الذي أصرت عليه ليلي في المحكمة ويصاب عزيز عثمان بالاكتئاب ليرحل بعد الطلاق بأقل من شهرين، وتعلق ليلى فوزي على هذه الزيجة وتقول: وافقت على الزواج منه لأني واخدة عليه، وحباه، وكنت فاهمة إن الجواز شغل عيال"، موضحة أن زواجهما استمر لمدة 5 سنوات، لأني حسيت إني لازم كنت أتحمل عشان أنا اخترت الجوازة دي.
وعن سبب طلاقها وإنفصالها عن عزيز عثمان، فقالت ليلى فوزي: "لقيته حل محل والدي في كل تصرفاته، وحسيت إن بابا موجود معايا متغيرش، كان بيكون معايا في كل حتة، وكنت أناديه عمو عزيز مثلما كانت ماجدة تنادى زكى رستم في فيلم "أين عمرى".. فجأة حسيت إني استحالة أستمر بالزواج معاه، وإحساسي إني شايفاه بابا بسبب تصرفاته كان دافعًا لانفصالي عنه والطلاق منه.
ثلاثين فيلما فقط
عزيز عثمان قدم مسيرة فنية لم تتجاوز الـ 10 أعوام في الفترة من 1892 حتى 1955، قدم خلالها ما يقارب الثلاثين فيلمًا، ولم يأخذ دور البطولة مطلقًا لاعتبارات عديدة، منها دخوله مجال التمثيل وهو في سن الخمسين من العمر مما يتنافى مع مقاييس النجومية في تلك الفترة، إضافة إلى أن ملامحه لم تكن بمواصفات الوسامة التي تعتمدها السينما بتخصيص دور البطولة لنجوم بمقياس أنور وجدي ورشدي أباظة وحسين صدقي، وكانت أول أفلامه في عام 1946 من خلال فيلم لعبة الست، مع نجيب الريحاني وتحية كاريوكا، مقدمًا شخصية "محمود بلاليكا"، التي اشتهرت به ولازمته طوال مسيرته الفنية.
اشتهر بالغناء الساخر ولم ينل البطولة
بالرغم من شهرته وخفة دمه، إلا أن إنتشاره الفني لم يكن على المستوى الذي كان يطمح له الموسيقار الراحل محمد عثمان لنجله بسبب أن الغناء الساخر يحتاج لوقت طويل حتى يترسخ اسم الفنان، كما أن مداه لا يتعدى مجال السينما، وهذا ما يفسر بقاء عزيز عثمان محصورًا بالسينما الغنائية التي كانت تقدم عددًا قليلًا من الأفلام سنويًا، ولم يأخذ دور البطولة مطلقا لاعتبارات كبر سنه في بداياته إضافة إلى أن ملامحه لم تتسم بالوسامة التي تعتمدها السينما بمقاييس أنور وجدي وحسين صدقي فانحصرت شهرته الغنائية من خلال الأفلام التي شارك فيها سواء تمثيليًا أو غنائيًا.