رئيس التحرير
عصام كامل

قطايف رمضان، المرأة والشيطان وصانع الخواتم أشهر نوادر الجاحظ

الجاحظ
الجاحظ

كان الجاحظ خفيف الظل، وذا عشرةٍ حسنة، ويقول النكات والنوادر، وقد كان الناس يُحبّون مجالسته لسماعها والاستمتاع بها، كما تميّز بالذكاء وسرعة الحفظ.

نوادر الجاحظ

كان الجاحظ الأديب والكاتب العربي الكبير والمعروف بين العرب قديما جالسا، عند أحد بائعة الكتب ببغداد، ولما راه أحد الأعراب اقترب منه وكان أبو العباس أحمد بن يحيى، وكان الرجل من كبار علماء النحو في تلك الفترة ببغداد والبصرة، وهنا قال له الجاحظ وهو يبتسم:
مرحبا يا أبا العباس يا ملك النحو في بغداد.
فقال له أبو العباس بخبث قل لي يا جاحظ:
هل الظبي معرفة أم نكرة، فمن غير أكبر أدباء العرب وكتابها سيخبرني 
 

وهنا فطن الجاحظ  أبو العباس الماكر وأجاب بذكاء، إن كان مشويا على مائدة يا أبو العباس فهو معرفة، وإن كان في الصحراء يركض فهو نكرة، ابتسم ابو العباس وقال للجاحظ:
ما في لك الدنيا اعرف منك بالنحو يا كاتب العرب.

 

الجاحظ والمرأة وصانع الخواتم

 

كان الجاحظ واقفًا أمام بيته، فمرّت قربه امرأة حسناء، فابتسمت له، وقالت:” لي إليك حاجة“.
فقال الجاحظ:” وما حاجتك ؟ “، قالت:” أريدك أن تذهب معي “، قال:” إلى أين ؟ “، قالت:” اتبعني دون سؤال “.
فتبعها الجاحظ، إلى أن وصلا إلى دكان صائغ، وهناك قالت المرأة للصائغ:” مثل ها ! “، ثمّ انصرفت.
عندئذ سأل الجاحظ الصائغ عن معنى ما قالته المرأة، فقال له:” لا مؤاخذة يا سيّدي ! لقد أتتني المرأة بخاتم، وطلبت منّي أن أنقش عليه صورة شيطان، فقلت لها: ما رأيت شيطانًا قطّ في حياتي، فأتت بك إلى هنا لظنّها أنّك تشبهه !”.

 

الجاحظ واليمن

 

-توجه الجاحظ الى اليمن وتجول في الاحياء والأسواق ولكن الناس كانت تنفر من بشاعة شكله ولم يقبل أحد أن يستضيفه فقرر العودة الى البصرة. وفي الطريق قابل أحد رفاقه فسأله كيف حال اليمن وأهلها؟  فأجابه:

منذأن أتيت اليمنا لم أرى وجها حسنا                        قبح الله بلدة أجمل من فيها انا
 

الجاحظ

والجاحظ هو أبو عُثْمان عُمَرُو بن بَحر بن مَحْبُوبٌ بن فَزارَة اللَّيْثِيّ الْكِنَانِيّ الْبَصَرِيّ المعروف بالْجَاحِظ (159 هـ-255 هـ) أديب عربي كان من كبار أئمة الأدب في العصر العباسي، ولد في البصرة وتوفي فيها. وفي رسالة الجاحظ التي اشتهرت عنه مدح فيها نفسه حيث قال: «أنا رجل من بني كنانة، وللخلافة قرابة، ولي فيها شفعة، وهم بعد جنس وعصبة»

كان ثمة نتوء واضحٌ في حدقتيه فلقب بالحدقي ولكنَّ اللقب الذي التصق به أكثر وبه طارت شهرته في الآفاق هو الجاحظ. عمّر الجاحظ نحو تسعين عامًا وترك كتبًا كثيرة يصعب عدها، وإن كان البيان والتبيين وكتاب الحيوان والبخلاء والمحاسن والأضداد أشهر هذه الكتب، كتب في علم الكلام والأدب والسياسة والتاريخ والأخلاق والنبات والحيوان والصناعة وغيرها.


موت الجاحظ تحت الكتب
 

ويتحدّث كتّاب السير عن وفاته في عام 868م الموافق لسنة 255 هـ وقد جاوز على التسعين سنة. وله مقالة في أصول الدين وإليه تنسب الجاحظية. وقد هدّه شلل أقعده وشيخوخة صالحة، عندما كان جالسا في مكتبته يطالع بعض الكتب المحببة إليه، فوقع عليه صف من الكتب أردته ميتًا، لقد مات الجاحظ مدفونا بالكتب والمجلدات، مخلفًا وراءه كتبًا ومقالات وأفكارًا ما زالت خالدةً حتى الآن.

 

الجريدة الرسمية