النفايات الطبية بؤرة مرض في مستشفيات الغربية.. مخلفات مجمع طنطا على بعد خطوات من مديرية الصحة
فوضى وعشوائية في إدارة النفايات الطبية بمستشفيات الغربية، سواء حكومية أو خاصة وسط في ظل غياب الرقابة على المستشفيات إلى تحولت نفاياتها إلى بؤرة تنشر الأمراض.
ولا خلاف أن النفايات الطبية خطر يلاحق المترددين على المستشفيات والعاملين، وينذر بمخاطر صحية وبيئية فهي بقايا أعضاء بشرية ومخلفات عمليات جراحية مثل عمليات الولادة وحقن ودماء وعبوات محاليل وأدوية تلك مخلفات طبية تجمع في أكياس كان من المفترض إرسالها إلى المعالجة لكن مصيرها كان حاويات القمامة مختلطة مع النفايات العادية.
المشاهد السابقة يمكن في مجمع طبي طنطا الذي يقع على بعد بضعة أمتار عن مقر مديرية الصحة، الجهة المسئولة عن الرقابة على إدارة النفايات الطبية في المستشفيات والمراكز الطبية سواء العامة أو الخاصة.
في هذا المجمع الذي يخدم آلاف المواطنين يوميا تتكدس النفايات داخل حاويات في إحدى زوايا المجمع والمشهد يبدو فوضويا فالنفايات تملأ الحاويات بل وتملأ الأرض المحيطة به.
ولا يوجد فرز واضح للنفايات الطبية عن غيرها في مشهد نراه طوال اليوم يبقى على حاله لحين قدوم سيارة النفايات في اليوم التالي، وفي الليل تصبح الحاوية نقطة جذب للقطط الباحثة عن الطعام وأرضية المكان تتحول تدريجيا إلى اللون الأسود بسبب عصارة النفايات المتسربة والروائح تزكم الأنوف خصوصا في الأيام التي يشهد فيها المجمع إقبالا أكثر من قبل المرضى.
يقول عادل النويهي أحد أهالي مدينة طنطا: العشوائية والفوضى في إدارة النفايات الطبية ليست مقتصرة على مجمع طنطا الطبي بل تحدث في جميع المستشفيات الحكومية والخاصة في ظل رقابة "هشة" من قبل وزارة الصحة.
بينما يقول الدكتور محمد السيد أحد أهالي المحلة أن الغربية عموما تعاني من أزمة إلقاء النفايات الطبية في شوارع المدن بجانب المنشآت الطبية نتيجة لتعطيل المحارق الخاصة بالمستشفيات بعد إنشاء محرقتين بمدينتي المحلة الكبرى وبسيون بتكلفة تجاوزت 10 ملايين جنيه غير أنهما جرى إيقافهما بعد شكوى الأهالي المحيطين من الأدخنة الضارة الصادرة منهما.
وأضاف أن المحافظة بها أربع محارق فى المحلة وبسيون وقطور وزفتى ومحرقتين محدودتين الإمكانيات فى السنطة وكفر الزيات تهدف جميعها إلى حرق نفايات 22 مستشفى حكوميًا و263 وحدة صحية و59 مستشفى تكامل وعيادات طب الأسرة وعيادات ومستشفيات التأمين الصحى ومستشفيات الشرطة والعيادات الخاصة وعددها 3000 عيادة وأكثر من 400 مستشفى خاص.
فيما يقول سيد جمعة رئيس جمعية حماية البيئة بالغربية: إن أزمة التخلص من النفايات الطبية لا تقتصر فقط على المنشآت الطبية الخاصة بل شملت المستشفيات الحكومية بعد تعطيل المحارق التي أنشئت في بؤر سكنية منذ 5 أعوام ولم يجر العمل بها سوى أيام قليلة نتيجة للأدخنة الضارة بعد تقديم الأهالي العديد من الشكاوى والبلاغات.
وأضاف جمعة أنه تقدم لمديرية الصحة بمشروع جديد لتطوير المحارق المعطلة ونقلها لأماكن خالية من السكان حفاظًا على صحة المواطنين ورغم أن المشروع لقي استحسانًا إلا أنه لم يتم اتخاذ إجراء قانوني تجاه المشروع.
بينما يقول إبراهيم عارف أحد أهالي طنطا إن هناك مستشفيات خاصة تلقي بأطفال السقاط بمقالب القمامة في الشوارع ما يسبب العديد من الأمراض للسكان المحيطين فضلًا عن عدم إجازة إلقاء بعض مستأصلات من جسم الإنسان في القمامة مناشدًا دفنها بطريقة شرعية وآمنة.
ومن جانبه قال الدكتور أسامة أحمد بلبل وكيل وزارة الصحة بالغربية إنه تم اختيار محافظة الغربية لتطبيق المشروع التجريبي لإنشاء محطة للنفايات الطبية لحل مشكلة عدم وجود ظهير صحراوي للمحافظة الأمر الذي يستدعي نقل النفايات الطبية حوالي 120 كم يوميًا لمعالجتها والتخلص منها تخلص آمن كمشروع استرشادي يهدف إلى التوسع في استخدام التكنولوجيا بمنشآت الرعاية الصحية فـي محافظات الجمهورية، فضلًا عن أن المشروع يدعم وضع الهيكل التنظيمي لتشغيل المحطة والمتطلبات الفنية والمؤهلات ومسئوليات العناصر الوظيفية ومؤشرات الأداء لفريق العمل إلى جانب تدريب فريق الإشراف والعمال القائمين على تشغيل المحطة المعالجة المركزية.
وأضاف وكيل صحة الغربية أن تكنولوجيا الفرم والتعقيم تعتبر من أكثر تكنولوجيات معالجة النفايات الطبية أمانًا وانتشارًا وتساعد في تحسين جودة الهواء عن طريق الحد من الانبعاثات الغازية الناتجة من المعالجة بالترميد ووفقا للمواصفات العالمية التي تحددها الاتفاقيات البيئية الدولية التي وقعت عليها الحكومة المصرية.
وأكد أيضا محافظ الغربية الدكتور طارق رحمي أنه سيتم إنشاء محطة بسيون لمعالجة النفايات الطبية بالفرم والتعقيم والمقامة بتكلفة إجمالية 20 مليون جنيه حيث أوضح مدير المحطة إنها تعمل بطاقة استيعابية 4 أطنان يوميا وهى إجمالي نصف المتولد من المخلفات الطبية الناتجة من جميع مستشفيات الغربية، مشيرا إلى أن هذه المحطات تستخدم أحدث الطرق التكنولوجية القائمة على عدم خروج أي انبعاثات وهى البديل الآمن لمجمع المحارق الموجود بمدينة السادات.