رئيس التحرير
عصام كامل

الحرب القادمة، باحث يكشف سيناريو مخطط بولندا للسيطرة على أراضي أوكرانيا

الجيش البولندي، فيتو
الجيش البولندي، فيتو

تمر  العلاقات الروسية – البولندية حاليًا بأسوأ حالاتها منذ الحرب العالمية الثانية، الأمر الذي انعكس على كافة المجالات السياسة والاقتصادية وغيرها، ومن الممكن القول إن هذا الفتور بدأ عمليًا منذ العام 2014، خاصة بعد أن انتهجت وارسو خطابًا معاديًا ضد موسكو.


أزمة العلاقات الروسية البولندية

وبحسب الدكتور عمرو الديب، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة لوباتشيفسكي الروسية، أن بولندا تنطلق وفق نظرتها التي أعلن عنها الكثير من المسؤولين البولنديين أن روسيا بقيادة فلاديمير بوتين تطمح إلى استعادة الإمبراطورية الروسية، انطلاقًا من الحدود الشرقية، نتيجة لذلك ومع بدء العملية العسكرية الخاصة، تعمل وارسو الآن على شراء أحدث الأسلحة، ما قد يحول هذا البلد إلى تهديد عسكري خطير للاتحاد الروسي وكبش مباشر مناهض لروسيا، فقد تم توقيع عقود لتوريد 250 دبابة أمريكية من طراز أبرامز في أحدث تعديل، إضافة إلى 32 مقاتلة من الجيل الخامس من طراز F-35 يمكنها حمل أسلحة نووية، أيضًا صواريخ مضادة للسفن، لضبط الأوضاع في بحر البلطيق ونظام الدفاع الجوي باتريوت PAC-3.

 

دعم أمريكي لا محدود لـ “بولندا”

كل القوة البولندية التي تتظاهر بها تنطلق من الدعم الأمريكي اللامحدود لها، وكما هو معروف هناك، منشأة الدفاع الصاروخي الأمريكية على أراضي بولندا، والتي بالإضافة إلى الصواريخ الاعتراضية، يمكنها أيضًا استخدام صواريخ توماهوك كروز من قاذفات عادية، بما في ذلك تلك التي لديها رأس نووي.

 

تحرك بولندي للسيطرة على الأراضي الأوكرانية

وبحسب تصريحات الدكتور عمرو الديب لـ “ فيتو” أن  السيناريو الأسوأ في هذه العلاقات هو كشف روسيا لمخطط بولندا الخطير الذي تطمح من خلاله إلى السيطرة على أراضي أوكرانيا الغربية، وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هذا الصدد، إن "فكرة ابتلاع أوكرانيا، لم تختف في بولندا"، كما حذر سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف من أن "بولندا تتحرك للسيطرة على الأراضي الأوكرانية الغربية"، وهذا ينطلق حقيقةً من اعتقاد وارسو بفشل وخسارة أوكرانيا لصراع الدائر مع الجانب الروسي.

ولفت إلى أن هذا المخطط زاد من استعار الحملة المضادة التي تشنها بولندا ضد روسيا، وهو بطبيعة الحال ما يفسر دعوة بولندا لمهمة ما أسمتها "مهمة السلام" لكن برعاية حلف الناتو الذي لا يمكن ان تسمح به روسيا على حدودها بأي شكل من الأشكال، خاصة مع قناعة موسكو بأنها الضامن الوحيد لأمن ووحدة أراضي أوكرانيا، لأن مخطط بولندا وفقًا لما ذكره بوتين في وقت سابق أن فكرة السلطات البولندية لاستيعاب أراضي أوكرانيا لم تختف، والكرملين على دراية بأفكار إنشاء ما يسمى بالدولة العظيمة "من البحر إلى البحر"، أي من بحر البلطيق إلى البحر الأسود، ومن جزء من المنطقة السياسية لبولندا.


سيناريو ضم أراضي أوكرانية لـ  “بولندا”

نظريًا يبدو هذا السيناريو ضعيفًا، ليس لأن الغرب أي الولايات المتحدة وحلف الناتو لا يقفون مع وراسو، لكن لجهة صمتهم حيال هذا المخطط، فمباركتهم أو رفضهم تنطلق من واقع تطور مسار العملية العسكرية  الروسية في أوكرانيا، وسط إنشاء تحالف الدبابات لدعم كييف والذي وفق اعتقادهم أنه من الممكن أن يغير خارطة الميدان لصالح أوكرانيا.. 

بالتالي، إن تحقق هذا الأمر ستصطدم الأحلام البولندية بعوائق كثيرة، خاصة وأن قبول مخططها سيفتح بابًا واسعًا لرومانيا والمجر وجورجيا وغيرهم للمطالبات بحدودهم الأصلية والتي تجزأت بفعل حروب قديمة سابقة، بالتالي، تعتقد القيادة البولندية أنها كلما شدت العداء ضد روسيا تكسب ولاء الغرب وربما تعتقد أنها قد تحصل على حقوق جغرافيتها من أوكرانيا بالسياسة وليس بالقتال، نحن نتحدث عن مناطق لفيف وإيفانو فرانكيفسك ومعظم منطقة ترنوبل، والتي تنوي وارسو حول ذلك إجراء استفتاء واعتماد نتائجه كذريعة للمطالبة بالأراضي الأوكرانية.


كسر التحالف الروسي  البيلاروسي

وهذا ليس الأمر الوحيد، اليوم تحاول بولندا كسر التحالف الروسي – البيلاروسي، وتحضر لانقلاب في بيلاروسيا من خلال إنشاء معارضة بيلاروسية على أراضيها، لزعزعة استقرار بيلاروسيا والتي ستؤثر حتمًا على الجانب الروسي خاصة في سياق العملية العسكرية الخاصة،  فالمسافة من الحدود البيلاروسية الروسية إلى موسكو 400 كم، والمسافة من وارسو إلى الحدود البيلاروسية 200 كيلومتر، من مينسك إلى موسكو – حوالي 800 كيلومتر فقط، يُفسَّر تركيز جهود الناتو، وبولندا على وجه الخصوص، حول موضوع التغيير العنيف للسلطة في مينسك، بالرغبة في خلق مواقف انطلاق مفيدة استراتيجيًا للضغط العسكري في عمق دولة اتحاد روسيا وبيلاروسيا تجاه روسيا.

تغيير الخارطة الجيوسياسية في أوروبا الشرقية

وخلص إلى أن العملية العسكرية  الروسية في أوكرانيا  أفرزت، عشرات السيناريوهات التي تطمح لتغيير الخارطة الجيوسياسية في أوروبا الشرقية انطلاقًا من إضعاف روسيا وإنهاكها على جميع الأصعدة، لكن ومع استخدام موسكو لجزء صغير من قدراتها إن كان عسكريًا أو وسياسيًا، ففي جعبتها الكثير من الأوراق التي قد تقلب بها الطاولة على مكائد الغرب، وباعتراف بولندا التي لا تنوي دعم حليفتها كييف بطائرات F-16، يبدو من المنطقي والطبيعي أن تمتد رقعة الحرب وتتوسع إلى خارج أسوار دونباس، وسط معلومات تتحدث عن نوايا روسيا استعادة جزيرة زميني لاستعادة زمام التحكم ببحر المنطقة وربما بولندا ضمن المحاذير الروسية التي يجب وضع حد لها.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية، مثل: الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية