رئيس التحرير
عصام كامل

اليوم ذكرى الاحتفال بانتهاء العمل فى مشروع السد العالى.. حجمه يساوى 17 مرة هرم خوفو.. وبه أكبر ستارة أنشئت بجسم أى سد فى العالم

السد العالي
السد العالي

فى الخامس عشر من شهر يناير عام 1971 احتفلت مصر بانتهاء العمل رسميا بمشروع السد العالى، حيث بدأ العمل فى مشروع السد يوم 9 يناير 1960، عندما فجر الرئيس جمال عبدالناصر الشـحنة الأولى من الدينـاميت بحضور بعض الرؤساء والملوك العرب فى أسوان، وقد نسفت هذه الشحنة ما يزيد على 200 ألف طن من الصخور بمجرى قناة التحويل وكان هذا يمثل إشارة البدء فى المشروع.


وفى 9 يناير 1963 صب عبد الناصر أول متر مكعب من الخرسانة المسلحة فى أساسات محطة الكهرباء معلنًا بدء البناء فيها، وفى تمام الساعة الثانية عشرة والنصف من ظهر يوم 14مايو 1964، دخلت مياه النيل فى قناة التحويل لتنتهى بذلك المرحلة الأولى من المشروع، وفى 15 مايو 1964 تم سد المجرى القديم للنهر، وبدأ العمل فى المرحلة الثانيـة من المشـروع، الذى انتهى العمل فيه تمامًا فى مثل هذا اليوم عام 1971.

ويعتبرالسد العالى هو أكبر سد ركامى فى العالم، حجمه يساوى 17 مرة حجم هرم خوفو، كما أن الستارة الرأسـية القاطعة التى أنشئت بالحقن تحت نواة السد لتخترق الطبقة الرسوبية فى قاع النيل حتى تصل إلى قاعه الصخرى بعمق 255 مترًا هى أكبر ستارة من نوعها أنشئت فى جسم أى سد فى العالم.

كذلك فإن محطة توليد الكهرباء الملحقة بالسد تعد من أكبر محطات توليد الطاقة فى العالم فى وقتها، إذ تبلغ قدرتها 3 ملايين كيلو وات، ولأجل مد الطاقة المتولدة منها استلزم ذلك إنشاء خطين من خطوط الجهـد الفائـق بقوة 500 كيلو فولت، وكانت مثل هذه الخطـوط لا يوجد لها مثيل فى الكثير من الدول المتقدمة فى ذلك الحين، وتم مد هذين الخطين بطول 1580 كيلو متر لتصل محطة التوليد الرئيسية بسائر محطات التقوية التى تم إنشاؤها فى حينها بسائر أنحاء الجمهورية، وتم عمل خطوط فرعية أخرى بجهد 132 كيلو فولت، بطول 505 كيلو مترات.

أصدر مجلس قيادة الثورة قرار البدء فى دراسة مشروع السد العالى فى 8 أكتوبر عام 1952، أى بعد 75 يومًا فقط من قيامها، رغم جسامة المهام التى حطت على كاهلها وصعوبة ما كانت تقوم به من إزالة للعفن والصدأ الذى تراكم على مر القرون السابقة فوق كل شىء بمصر، سياسيًا، واقتصاديًا، واجتماعيًا، ونفسيًا.

وفى 14 ديسمبر 1954 قدمت لجنة مشكلة من المهندسين والخبراء المصريين ومعهم خمسة من كبار الخبراء العالميين المتخصصين فى تصميم وتنفيذ السدود تقريرًا أجمعت فيه على سلامة المشروع من جميع الوجوه، وانتهت الدراسات إلى حتمية تنفيذ مشروع السد العالى لزيادة مساحة الأرض الزراعية وتحويل الأراضى التى تزرع مرة واحدة فى العام (رى الحياض) إلى أراض تزرع على مدار العام، عن طريق البحيرة التى سيتم إنشاؤها خلف السد، والتى ستكون مخزونًا استراتيجيًا لمصر من المياه تستفيد به فى سـنوات الجفـاف، يضاف إلى ذلك القـوى الكهربائية التى سيتم توليدها من المشروع، والتى ستشغل المصانع، وتنير ظلام الشوارع والمنازل، وتنشر المدنية والرقى فى ربوع مصر.
الجريدة الرسمية