الأدوية المهربة في العراق تزيد من أزمات الفقراء
ينتج العراق 1100 نوع من الدواء، أغلبها "نمطية"، مثلما وصفها نقيب الصيادلة في العراق، مصطفى الهيتي، بينما يفتقر إلى أنواع مهمة لعلاج الأمراض المزمنة، مما يضطره إلى إنفاق ثلاثة مليارات دولار سنويًا لاستيراد الأدوية، بحسب ما صرح به رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
وبسبب شح الدواء ومحدودية ما توفره الدولة كحصص مجانية للأمراض المزمنة أو الخطرة، تنفد هذه الأدوية بسرعة، وينعكس ذلك على سعر المنتج في الصيدليات، فيضطر الفقراء إلى البحث عن البدائل المهربة رخيصة الثمن وفاقدة الصلاحية بسبب ظروف سوء التخزين ودرجات الحرارة العالية ونسبة الرطوبة المرتفعة.
تهريب آلاف الأطنان من الأدوية عبر المنافذ الحدودية
وتدخل آلاف الأطنان من الأدوية سنويًا عبر المنافذ الحدودية من دون رقابة أو فحص، ويرجع عضو لجنة الصحة والبيئة النيابية باسم الغرابي، أسباب دخول الأدوية المهربة إلى "سوء التنظيم ووجود ثغرات في عملية الاستيراد من قبل وزارة الصحة العراقية، واستغلالها من قبل متنفذين".
يقول الغرابي: إن "الحل يكمن في الإرادة الحقيقية لتفعيل التسعيرة الدوائية الموحدة وتطبيق قانون الضمان الصحي كمرحلة أولى حتى تكون الأدوية تحت سيطرة الجهات المخولة من الدولة، وإن طبق ذلك فيمكن السيطرة على 70 في المئة من تهريب الأدوية".
وبشأن التعامل مع المافيات المسيطرة على عقود تجهيز أدوية الأمراض المزمنة، قال رئيس لجنة الصحة والبيئة النيابية ماجد شنكالي، إن "اللجنة تتعامل مع أي ملف يرد إليها بشرط أن يتضمن وثائق ومستندات حول هذه التعاقدات التي قد تشوبها حالات فساد، سواء في ما يتعلق بالأدوية السرطانية أو غيرها، ونتابع هذه الشكاوى حاليًا، كما نعمل على فتح الملفات السابقة في وزارة الصحة وبعض دوائرها بالمحافظات وبخاصة المرحلة المرافقة لجائحة كورونا".
وفيما يخص وكلاء شركات أدوية الأمراض السرطانية تابع شنكالي،: "نتعامل مع أفضل الشركات المصنعة للأدوية وبخاصة شركات إنتاج أدوية الأمراض السرطانية الذين يعمل وكلاؤهم في العراق بشكل واضح وصريح ولم يسبق أن استلمنا ملفات تحوي شبهات فساد بهذا الخصوص".
الدولة غير قادرة على توفير أدوية السرطان
وأضاف: "فضلًا عن أن الدولة غير قادرة على توفير كل ما يحتاج إليه مرضى السرطان، ولأن هذه الأدوية غالية الثمن، نعمل بشتى الطرق على توفيرها أو دعم خطوط إنتاجها في العراق، ولدينا محاولات للحصول على امتياز لفتح خطوط إنتاجية من مناشئ وشركات رصينة، لكن اللجنة مصرة على متابعة العمل على عقود شراء الأدوية من الخارج، كملفات محافظة نينوى والديوانية، وأحيل كثير منها إلى هيئة النزاهة واتخذت الإجراءات بحق بعضها وبعضها الآخر أخذ مجراه إلى القضاء".
وعن الجهود المبذولة للحد من تهريب الدواء، قال الهيتي نقيب صيادلة العراق، "اقترحنا عام 2014 وبالاتفاق مع رئاسة الوزراء حينها، تحديد سعر الدولار وأطلقنا عليه اسم (الدولار الدوائي) بمبلغ يقل عن سعر الصرف العادي بنسبة 23في المئة، سعيًا للسيطرة على سعر الدواء في السوق. وعرض المقترح على وزارتي الصحة والمالية لكن لم يتحقق شيء، ويبدو أن السياسة الدوائية لتلك المرحلة أرادت للوضع أن يبقى على حاله".
صعوبة السيطرة على المنافذ الحدودية
يؤكد الهيتي أن "الدولة لن تتكلف أكثر من ثلاثة مليارات دولار كي تؤمن دواء آمنًا وفعالًا وبسعر مقبول للمواطن"، مستدركًا "لكن هناك تشعبات لهذا الموضوع ويصعب على الدولة السيطرة عليها، كالمنافذ الحدودية، حتى من خلال الاستعانة بالجيش والشرطة، فالموضوع معقد".
وبحسب الهيتي وفي خلال سنة واحدة، نفذت نقابة الصيادلة 14 ألف زيارة تفتيشية على الصيدليات في بغداد فقط، وتشدد النقابة العقوبات على المخالفين، مثل غلق الصيدلية لثلاثة أيام إلى أسبوع، أو شهر أو حتى 90 يومًا، بحسب نوع المخالفة.
وأضاف: "نحن بحاجة إلى تعاون بين حكومة إقليم كردستان العراق وحكومة المركز في شأن إدخال الأدوية والسيطرة عليها واعتبار المنفذ الحدودي في كردستان منفذًا رسميًا، وأن تنسق الأخيرة مع بغداد عملية فحص الدواء، فحتى الآن لا تعترف وزارة الصحة العراقية بفحص لجان كردستان لبعض الأدوية".
ويوضح نقيب الصيادلة أن الدواء الرسمي الذي مر بعملية الفحص وسددت قيمته الضريبية ويروج له في وسائل الدعاية والإعلان، سيكون سعره أعلى من الأدوية المهربة مجهولة المصدر.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.