أهلي المونديال.. مكاسب مالية وأزمات فنية.. أفشة وشريف في «خانة اليك».. وجلسة الرباط تكشف المستور
«كان بالإمكان أفضل مما كان».. شعار يجسد مشاركة الأهلى الأخيرة فى كأس العالم للأندية والذى أقيم فى المغرب وانتهى بحصول الأهلى على المركز الرابع ليفقد الأهلى مكانه المفضل فى آخر نسختين بالتتويج بالمركز الثالث والميدالية البرونزية.
وكشفت نسخة المغرب هذا العام عن أزمات بالجملة للمارد الأحمر جاء فى مقدمتها حاجة الفريق الملحة للتعاقد مع مهاجم أجنبى سوبر لترجمة فرصة الفريق إلى أهداف فى شباك المنافسين، وذلك فى ظل استمرار أزمة المهاجم مع فشل محمد شريف فى استغلال الفرص التى حصل عليها ومع عدم قدرة بيرسى تاو ومحمود كهربا على القيام بمهامهم الهجومية فى ظل عدم كون الثنائى مهاجمين بشكل صريح.
الأهلى فقد فرصة ذهبية فى نسخة كأس العالم بالمغرب فى الذهاب بعيدا بالبطولة حيث أهدر الأحمر فرصة ذهبية أمام ريال مدريد فى الشوط الأول الذى شهد إهدار 3 فرص محققة للأهلى، بالإضافة إلى عدم استغلال بعض الفرص فى الشوط الثانى لبلوغ التعادل فضلا عن ارتكاب أخطاء دفاعية ساذجة قادت الفريق المدريدى إلى إحكام قبضته على المباراة وحسمها لصالحه برباعية مقابل هدف وحيد جاء من ركلة جزاء سددها التونسى على معلول.
وواصل لاعبو الأهلى رعونتهم أيضًا أمام فلامينجو بعد التقدم بهدفين مقابل هدف وحيد، وأهدر محمد شريف فرصة ذهبية لتعزيز التقدم، وأهدر على معلول فرصة التهديف بعد إهدار ركلة جزاء لينقلب السحر على الساحر وينجح الفريق البرازيلى فى إدراك التعادل، بل تحويل المباراة إلى صالحه وإنهائها برباعية مقابل هدفين.
الأهلى لم يحقق المطلوب منه فى نسخة المغرب هذا العام ويبقى المكسب الأهم بالنسبة له فى انتعاش خزينته بـ2 مليون دولار قيمة جائزة المركز الرابع فى البطولة، بالإضافة إلى اكتساب بعض الوجوه الجديدة مثل مروان عطية وخالد عبد الفتاح ثنائى الصفقات الذين تم التعاقد معهما فى ميركاتو الشتاء الأخير.
جلسة الربــاط تكشف المستور..
قدم مسئولو النادى الأهلى اعتذارا إلى السويسرى مارسيل كولر المدير الفنى للفريق الأول لكرة القدم بالنادى الأهلى بسبب عدم التعاقد مع مهاجم أجنبى خلال انتقالات الشتاء الأخيرة، وهو الأمر الذى أثر سلبا على مشوار الفريق خلال مشاركته فى كأس العالم للأندية الأخيرة والتى أسدل الستار عليها هذا الأسبوع بخسارة الأهلى فرصة الحفاظ على الميدالية البرونزية وإنهاء مشاركته الثامنة فى التاريخ والثالثة على التوالى فى المركز الرابع للمرة الثانية فى تاريخه أيضًا.
وقالت مصادر داخل الأهلى إن مسئولى الأهلى، وتحديدا محمود الخطيب رئيس النادى وخالد مرتجى أمين الصندوق، قاموا بالحديث مع كولر خلال تواجد بعثة الأحمر فى المغرب بشأن أزمة المهاجم الأجنبى والعقم التهديفى الذى يعانى منه مهاجمو الفريق وعدم تقديم لاعبى الخط الأمامى المردود المنتظر منهم فى مونديال الأندية الأخيرة.
وفند الخطيب ومرتجى فى حديثهما مع كولر أسباب فشل الصفقات الأجنبية التى كانت مرشحة لاختيار أحدها لتدعيم هجوم الفريق، حيث ذهب ثنائى إدارة الأهلى للحديث مع السويسرى بشأن أزمة الدولار التى ظهرت مؤخرا بالإضافة إلى نقص السيولة المادية فى النادى الأهلى فضلا عن مغالاة الأندية فى مطالبها المالية، بالإضافة إلى مغالاة بعض اللاعبين أيضًا فى مطالبهم المالية مع وجود سقف فى الرواتب داخل الفريق ومن ثم تعذر إتمام صفقة المهاجم الأجنبى.
كولر كان ثائرا بشدة فى حديثه حول أزمة المهاجم الأجنبى، وأكد أن الفريق يعانى هجوميا فى الخط الأمامى، وأن بيرسى تاو لم ينجح فى تقديم أوراق اعتماده فى هذا المركز، بالإضافة إلى غموض موقف محمود كهربا لاعب الفريق الذى يبقى مهددا بالإيقاف من الوقت للآخر فضلا عن حاجته أيضًا أي كهربا لمزيد من الوقت لإعلان جاهزيته البدنية خاصة أنه يبقى معرضًا للإجهاد العضلى المستمر بسبب غيابه لفترة طويلة عن المباريات.
كولر اعترف أيضًا بصعوبة الاعتماد على محمد شريف واستشهد بالفرصة التى قام بإهدارها أمام فلامينجو البرازيلى مؤخرا مؤكدا أيضًا أن شريف لا يمكنه قيادة هجوم الفريق بمفرده فى المباريات المقبلة محليا وقاريا فضلا عن عدم قناعته أيضًا بشادى حسين الذى قام باستبعاده من قائمة المونديال الأخيرة.
إدارة الأهلى جددت اعتذارها إلى كولر وأكدت أن العمل يجرى على قدم وساق وما زالت المفاوضات مستمرة مع الكونغولى جاكسون موليكا مهاجم بشتكاش التركى على أمل حسم التعاقد معه فى ميركاتو الصيف المقبل من أجل تدعيم هجوم الفريق.
شهادة ميلاد الصفقات الجديدة
شهدت بطولة كأس العالم للأندية الأخيرة ظهور العديد من النجوم البارزين فى صفوف الأهلى وتحديدا الصفقات الجديدة التى قدمت عروضا قوية وتحديدا أثناء مشاركتها فى مباراة فلامينجو الأخيرة فى لقاء تحديد المركزين الثالث والرابع.
مونديال الأندية شهد كتابة ميلاد مروان عطية الذى قدم أوراق اعتماده فى قيادة خط الوسط بعد أن تواجد أساسيا أمام بطل البرازيل مستغلا غياب عمرو السولية للإصابة فى عضلة السمانة.
مروان عطية حصل على ثقة السويسرى مارسيل كولر المدير الفنى للأهلى بعد أن دفع به أساسيا أمام فلامينجو ليقدم اللاعب عرضا قويا يرسل به رسالة اطمئنان إلى جماهير الأهلى بشأن مستقبل خط وسط الفريق.
كما نجح خالد عبد الفتاح أيضًا فى الظهور بشكل أكثر من رائع فى مباراة فلامينجو رغم حصوله على الكارت الأحمر إلا أنه نجح بشدة فى تقديم أوراق اعتماده فى الجبهة اليمنى ليكون خير بديل لمحمد هانى الذى يتواجد أساسيا فى هذه الجبهة منذ إصابة أكرم توفيق بالرباط الصليبى.
وعلى النقيض وضعت البطولة بعض لاعبى الأهلى فى «خانة اليك» تجاه إدارة النادى وجماهير الفريق فى ظل تراجع مستواهم ومع فشلهم فى استغلال الفرص التى يحصلون عليها وأبرزهم محمد شريف الذى أهدر فرصة سهلة للغاية خلال انفراده بحارس مرمى فلامينجو فى الكرة التى كادت أن تحول مسار المباراة والتى تحدث عنها كولر بشكل قوى عقب انتهاء المباراة فى تصريحاته الصحفية، والتى ألمح فيها إلى أن فرصة شريف كانت محققة بنسبة كبيرة لولا رعونة اللاعب وقلة تركيزه.
وقال كولر باستفاضة تعليقا على فرصة محمد شريف: «كانت لدينا فرصة بنسبة 1000% يجب أن تنتهى بهدف وتقتل المباراة لكنها ضاعت وبعدها اللقاء تغير تماما».
وأكمل: «الأخطاء فى هذا المستوى صعب تعويضها، وعندما ترتكب هذه الأخطاء فهذا يعنى ما تقدمه غير كاف للعب فى هذا المستوى».
ولم يكن محمد شريف بمفرده فى «خانة اليك» بعد انتهاء منافسات كأس العالم للأندية، ولكن يتواجد معه أيضًا الجنوب أفريقى بيرسى تاو الذى لم يقدم مردود جيد سوى فى مباراة سياتل ساوندرز، حيث غاب اللاعب عن تركيزه أمام ريال مدريد، ولم يظهر بشكل طيب أيضًا أمام فلامينجو ليقترب اللاعب من الرحيل عن الأهلى بنهاية الموسم الحالى خاصة فى ظل مستوى الإصابات العضلية المتلاحقة التى يعانى منها اللاعب، والتى حرمت الفريق من جهوده خلال الشهور المالية.
الأمر يبقى قريبا أيضًا من محمد مجدى أفشة الذى نال انتقادات كبيرة بعد إهداره فرصة التسجيل والتعادل أمام ريال مدريد الإسبانى وجاء مستواه المتراجع أيضًا فى البطولة ليؤكد أن أفشة فى طريق اللاعودة خاصة أنه فشل فى استغلال الدعم الذى حصل عليه طوال الموسم المنقضى.
وترك أفشة بصمة وحيدة فى مونديال الأندية بعد أن قاد الأهلى للفوز على سياتل ساوندرز الأمريكى بهدفه القاتل فى الدقيقة 87، حيث جاء هذا الهدف فقط ليحفظ ماء وجه اللاعب الذى يواجه انتقادات بالجملة بسبب تراجع مستواه.
وعلى الرغم من نجاح أحمد عبد القادر فى التسجيل مرتين أمام فلامينجو البرازيلى إلا أن مستوى اللاعب فى البطولة أيضًا لم يكن مقنعا لجماهير الأهلى التى سجلت اعتراضها بشدة على رعونة اللاعب فى كثير من المواقف الهجومية، فضلا عن عدم تحويل موهبته لخدمة الفريق ومع إصراره على اللعب بشكل فردى لا يحقق المصلحة العامة للفريق.
جماهير الأهلى تبقى غاضبة من مستوى أحمد عبد القادر وترى أن الفريق فى حاجة إلى جناح سوبر ليكون قادرا على تنشيط هجوم الفريق وخلق الفرص إلى زملائه المهاجمين.
فيما قال وليد صلاح الدين نجم منتخب مصر والأهلى السابق: إن السويسرى مارسيل كولر قدم واحدة من أسوأ مباريات أمام فلامينجو البرازيلى.
وأضاف وليد صلاح الدين: كان يجب على كولر أن يتدخل بعد هدف الأهلى الثانى، كان لا بد أن يلعب بثلاثى فى الوسط ليغلق الملعب أمام فلامنجو.
وأوضح أن لاعبى الأهلى بذلوا أقصى ما لديهم، متابعا: لا أريد أن يغضب الجمهور منهم.
وقال: هناك بعض اللاعبين لا يتطور مستواهم، الأخطاء تتكرر، ديانج ومعلول يخطئان، تاو وشريف يهدران الفرص، وهذه أخطاء متكررة دائمًا.
وأضاف: الأهلى يحتاج إلى مهاجم عالمى حتى لو دفع 4 أو 5 ملايين دولار، لا بد من التعاقد مع مهاجم بأى طريقة لأنه سيأتى لإحراز البطولات.
وتابع: هل كولر لم يرَ المستوى السيئ لمحمد شريف وبيرسى تاو فى لقاء فلامينجو؟ لماذا لم يتدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟
درس كبير
أكد عماد متعب نجم منتخب مصر والأهلى السابق أن مشاركة النادى الأهلى فى بطولة كأس العالم للأندية شهدت العديد من الإيجابيات للمارد الأحمر.
أضاف متعب أن الأهلى بأدائه أعطانا أملًا كبيرًا فى الفوز على الريال وفلامنجو، وكنا نتمنى ذلك.
وأوضح: كنا ننتظر فوز الأهلى فى أي وقت خلال مباراتى الريال وفلامنجو، مؤكدا أن كثرة الاحتكاكات مع الفرق الكبيرة ستذيل رهبة مواجهتهم.
وتابع: الأهلى ينقصه فقط خوض الكثير من المباريات أمام الأندية الأكبر فى العالم، مشيرا إلى أن مستوى الأهلى يتطور باستمرار، وهو الجدير بتمثيل أفريقيا لأنه حقق البرونزية ثلاث مرات.
وشدد مهاجم الأهلى الأسبق إلى أنه فخور بأهلاويته التى تبقى شرفا كبيرا بالنسبة له نظرًا لما يمتلكه المارد الأحمر من سمعة طيبة على الصعيد الدولى فى ظل التاريخ المشرف للنادى على مدار تاريخه على كافة المستويات.
أرقام أهلاوية من المشاركة المونديالية
أرقام بالجملة كانت فى انتظار الفريق الأول لكرة القدم بالنادى الأهلى بعد مشاركته الأخيرة فى كأس العالم للأندية والتى شهدت تحقيق الأحمر المركز الرابع بعد الخسارة أمام فلامينجو 2-4 فى لقاء تحديد المركزين الثالث والرابع.
وتستعرض «فيتو» فى السطور التالية مكاسب رقمية حققها الأهلى بعد مشاركته فى مونديال العالم للأندية فى المغرب.
الأهلى أصبح أكثر فريق خوضا للمباريات برصيد 22 مباراة بعد أن خاض 4 مباريات قوية فى النسخة الحالية أمام أوكلاند سيتى النيوزيلندى فى الدور التمهيدى، ثم سياتل ساوندرز الأمريكى فى الدور التالى، ثم ريال مدريد الإسبانى قبل الخسارة أمام فلامينجو البرازلى. كما أصبح النادى الأهلى بعد مشاركته الأخيرة فى كأس العالم للأندية بالمغرب فى المركز الثالث فى قائمة الأكثر تهديفًا فى تاريخ البطولة برصيد 24 هدفا متفوقًا على برشلونة بـ23 هدفًا، ولأول مرة يخسر الأهلى مباراتين متتاليتين فى كأس العالم للأندية منذ نسخة 2013.
أصبح أحمد عبد القادر خامس لاعب يسجل للأهلى فى كأس العالم للأندية خلال نسختين مختلفتين وثانى لاعب يسجل فى نسختين متتاليتين بعد فلافيو، كما أصبح محمد الشناوى أكثر حارس استقبالًا للأهداف فى تاريخ مشاركة الأهلى بالبطولة 10 أهداف.
نقلًا عن العدد الورقي…،