رئيس التحرير
عصام كامل

الوفد ينظم حلقة نقاشية حول حادث 4 فبراير 1942

الوفد ينظم حلقة نقاشية
الوفد ينظم حلقة نقاشية حول حادث 4 فبراير 1942

حزب الوفد، نظم معهد الوفد للدراسات السياسية حلقة نقاشية متخصصة، تحت عنوان: "الوفد وحادث ٤ فبراير" ضمن أنشطة المعهد التثقيفية، تحت إشراف الدكتور عبد السند يمامة رئيس الوفد وعميد المعهد.


شارك في الحلقة النقاشية خبراء متخصصون بجانب عدد كبير من قادة الوفد وجمهور المهتمين بهذا الحدث التاريخي وفي بداية النقاش رحب شريف عارف المستشار الإعلامي لحزب الوفد ومدير النقاش بالحضور الكريم من المتخصصين وأبناء الوفد.
 

وقال عارف: نسعد بالجلوس معا في حلقة نقاشية ينظمها معهد الوفد للدراسات السياسية حول قضية من أهم قضايا الجدل التاريخي في تاريخ مصر الحديث وهي حادثة ٤ فبراير عام 1942، موضحًا أن الحلقة النقاشية هي جزء من مشروع ثقافي تنويري يقدمه المعهد بإشراف من الأستاذ الدكتور عبد السند يمامة رئيس الوفد وعميد المعهد.

حادث ٤ فبراير عام ١٩٤٢


وأكد عارف، أن حادث ٤ فبراير عام ١٩٤٢ سيظل الحادث المثير للجدل في تاريخ مصر الحديث، بما يحمله من مقدمات، وما نتج عنه من تبعات في الواقع السياسي المصري ويظل هذا الحادث أيضا هو محور الصراع خلال الحرب العالمية الثانية بين القوتين المتحاربتين.

وهما دول الحلفاء ودول المحور، موضحًا أنه حينما كانت تتقدم قوات المحور نحو القاهرة كانت مصر تتعرض لأعنف أزمة اقتصادية ناتجة عن الحرب وصلت إلى حد أن الجماهير لم تجد لقمة العيش، وذكرت الصحف في ذلك الوقت أن المعارك على الخبز كانت تحدث بصورة شبه يومية أمام الافران.


وتابع عارف: وعلى المستوى الداخلي، كانت هناك قوى سياسية رئيسية يتقدمها حزب الوفد صاحب الأغلبية العظمى بزعامته التاريخية المتمثلة في مصطفى النحاس باشا خليفة سعد وزعيم الامة المصرية ورئيس الوفد المصري أقدم هيئة شعبية صنعتها أمجد ثورات القرن العشرين وهي ثورة ١٩١٩، كما جاء الحدث بعد سنوات قليلة من خروج مجموعة السعديين من تشكيل الوفد وتشكيل الهيئة السعدية، التي كان لها تأثير كبير في تبعات ذلك الحادث، ففي دائرة الحكم، كان هناك القصر يتقدمه عاهل المملكة المصرية الملك فاروق، الذي جاء في مقدمة المحركين للوضع العام.
وأوضح عارف أنه في التوقيت كانت هناك قوى اخرى لها تأثير في عمليات التحريض وتحريك التظاهرات في الشارع المصري ومنها جماعة الإخوان الإرهابية التي شكلت اذرع عسكريه تمثلت في فرق الجوالة والتي وصلت أعدادها قبل نهاية الحرب العالمية الثانية الى قرابة 45 ألف مقاتل تحت مسمى " الجوالة"، والتي اثبتت الوثائق الألمانية فيما بعد ان هذه الفرق قد قاتلت.

 إلى جانب قوات المحور التي تقترب من العاصمة المصرية القاهرة بقيادة روميل، كذلك كانت هناك جماعة مصر الفتاة وزعيمها أحمد حسين وهي التي أعلنت تأييدها المباشر لدول المحور، اضافة الى بعض الجماعات السرية التي تزعمها شباب الجامعات والتي تهدف إلى مقاومة الاستعمار.


وتابع عارف: في الساعة 7:00 من مساء يوم 3 فبراير عام 1942 استدعى السفير السير مايلز لامبسون أحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكي في ذلك التوقيت وطلب إليه أن يبلغ الملك فاروق بضرورة أن يطلب من مصطفى النحاس باشا تأليف وزارة، وفي اليوم التالي عقد السير مايلز لامبسون ما يشبه مجلس الحرب. وفي تمام الساعة 12:30 من بعد ظهر نفس اليوم سلم السفير لامبسون لحسنين باشا انذارا هذا نصه: " إذا لم أعلم قبل الساعة 6:00 مساء أن النحاس باشا قد دعي لتأليف وزارة.. فان الملك فاروق يجب أن يتحمل تبعات ذلك".


وفي مذكراته الشخصية حول الحادث قال السفير مايلز لامبسون إنه كانت هناك نية فعلا لدى بريطانيا لخلع الملك فاروق عن عرش مصر في ذلك اليوم.
وأكد عارف، أنه في يوم 6 فبراير عام 1942 تألفت وزارة الوفد المشهورة وأراد زعيم الوفد وزعيم الامة المصرية مصطفى النحاس باشا أن يحدد نقطتين هامتين في خطاب التأليف اولا أن القبول جاء لإنقاذ الموقف وإنقاذ البلاد من تطورات جلبتها عليها أعمال خصوم الوفد، وأن خطورة الموقف دفعته إلى عدم الاكتفاء بمعالجته بالكلمات او الصيحات أو الوعود وأن القبول كان هدفه الحفاظ على الوطن واستقلاله وحقوقه.
 

تاريخ حزب الوفد


حزب الوفد، ورحب الدكتور عبد السند يمامة رئيس حزب الوفد، بجميع الحضور في هذه الحلقة النقاشية، الخاصة بحادث من أهم الأحداث في تاريخ الوفد، وهو حادث 4 فبراير 1942.
وقال رئيس الوفد: لقد قرأت عن هذه الحادثة مؤلفًا هامًا للدكتور محمد أنيس عن تلك الحادثة خاصة أن مثل تلك الأحداث كانت في خضم الحرب العالمية الثانية بين المحور والحلفاء، وكان الملك فاروق والقوى الوطنية تدعم دول المحور أما بالنسبة لبريطانيا فكانت مسألة حياة أو موت داخل مصر وجاء هذا الإنذار إلى الملك بتشكيل حكومة، ولم يحسن الملك التقدير.
وأكد رئيس الوفد رفضه للمقولة الشعبية التي كانت سائدة " لو رشح الوفد حجرًا لانتخبناه".
وأضاف "يمامة" أنه كان يرى من وجهة نظره أن الزعيم مصطفى النحاس كان يجب أن يقبل بحكومة ائتلافية وليست وفدية فقط، حتى لايكون هناك انحيازًا للوفد، ومن أهم الكتاب التي رصدت تلك الحادثة والمقالات هو كتابات الدكتور محمد عبده، خاصة في المؤلف المهم عن تاريخ الوفد، والذي قدمه للمكتبة العربية المؤرخ والكاتب الراحل جمال بدوي.
 

عراك سياسي
وقال الدكتور محمد عفيفي أستاذ التاريخ المعاصر بكلية الأداب بجامعة القاهرة، أتحدث اليوم بعد مرور أكثر من 80 عامًا على  حادث 4 فبراير، وهو حادث ينتمي إلى العراك السياسي، ولذلك لابد من دراسته خارج مصر ثم العودة إليه، وظروف الحادث جاءت أثناء الحرب العالمية الثانية وهو مرتبط بها وكان الحلفاء يريدون وعلى رأسها بريطانيا الإستقرار الداخلي.


وأضاف "عفيفي" أن حادث 4 فبراير يرتبط بالدول المجاورة ونفس الحادث مع الملك فاروق تكرر في إيران عندما تعاون الشاه رضا بهلوي مع ألمانيا، وهنا تدخلت بريطانيا ووجهت إنذار له بتنحيته عن الحكم لصالح أبنه محمد رضا بهلوي وهددته إذا لم ينفذ ذلك ستنهي الملكية الإيرانية وعند الدول الكبرى وقت الزمات لايوجد هناك مفر من التنفيذ.
أما بالنسبة للوضع الداخلي في مصر فقد كان ملتهبًا جدًا وهناك صراعات داخلية داخل مصر مثل جماعة مصر الفتاة والتحالف مع دول المحور، والملك فاروق كان يراوغ الإنجليز وهو ما استفز البريطانيين وأستدعى ذلك الإنجليز توجيه إنذارًا إلى الملك فاروق وهددته بتنحيته عن الحكم، وكل الوثائق تؤكد أن الملك فاروق كان يريد على ماهر رئيسًا للوزراء، لكن بريطانيا رفضت لأنها أتهمته بأنه عميلًا للمحور وطالبت بمجيء وزارة برئاسة النحاس باشا مع رفضهم للإنذار الإنجليزي لأنه إهانة وهنا تم استخدام حادث 4 فبراير في صراع سياسي، وهو تاريخ يسمى "تاريخ الأزمة" أي كل طرف يرى الأزمة من وجهة نظره.
حادث معقد
وأكد الدكتور محمد عبده عضو الهيئة العليا حزب الوفد، أن حادث 4 فبراير هو حادث معقد جدًا وظروفه شديدة التعقيد في الحرب العالمية الثانية، خاصة أن الجيش الثاني الإنجليزي كان في العلمين يخوض حربًا في العلمين بعد اكتساح روميل، ولذلك فالإنجليز كانوا يريدون الانتصار في الحرب وتأمين الجبهة الداخلية، ولذلك رغبوا في السيطرة على الجبهة الداخلية عبر حزب الوفد وعبر النحاس باشا رغم كره كل طرف للأخر ولكن المصلحة تحكم.
وأضاف عبده أن الملك فاروق كان شابًا صغيرًا وقتها (22 عامًا) وهو مايبرهن قلة خبرته السياسية بالإضافة لوفاة والده وهو في سن صغيرة ومأساته مع والدته الملكة نازلي، ولذلك كانت تريد بريطانيا أن يكون النحاس باشا في رئاسة الوزراء للسيطرة داخليًا، وقبل حادث 4 فبراير كانت هناك أحداث سبقتها مثل استقالة حسين سري باشا من الوزارة، ودعى الملك الوزراء من أجل بحث مطالب انجلترا بتشكيل وزارة برئاسة النحاس باشا ووافق الجميع مع الملك بتشكيل حكومة ائتلافية، ولكن رفض النحاس الدخول في حكومة ائتلافية، وطالب بحكومة وفدية خالصة حتى لايكون هناك مضايقات من أطراف أخرى.

وقال المهندس حسين منصور نائب رئيس حزب الوفد، أن حادث 4 فبراير استخدم سياسيًا بشكل سيء خاصة بعد ثورة 23 يوليو 1952 مع الإعلام الناصري والساداتي ومبارك وتشكيكهم في وطنية الوفد والزعيم الخالد مصطفى باشا النحاس، وهناك أحداث تبين وطنية الوفد مثل رفض سعد زغلول لمطالب الإنجليز سابقًا وغيرها من الأحداث وهناك قوى سياسية كانت تريد مصلحتها، خاصة أن الحادث كانت في وسط أزمة عالمية وهي الحرب العالمية الثانية،
وأضاف "منصور" أن الوضع  داخليًا كان متشابكًا خاصة أن الملك فؤاد تورث من أبيه على ماهر وعزيز المصري طالبوا بحفلة دينية لحلف اليمين ولكن انتصر الوفد وحلف اليمين الملك دستوريًا، وكان هناك حالة من الفوضى الدستورية منذ عام 1936 وعام 1937 وحدث تغيير بين وزارات محمد محمود وعلي ماهر باشا، والأحوال الداخلية ساءت كثيرًا على رأسهم الملك فاروق الذي كان يتحكم به احمد حسنين باشا، وتحدث أزمة دبلوماسية بين الملك ووزير خارجيته ولذلك الوضع كان صعب وحسين سري قدم استقالته وهناك مظاهرات خبز ومظاهرات روميل.


وأشار نائب رئيس حزب الوفد، أن النحاس باشا رفض الدخول في وزارة ائتلافية وطالب بوزارة وفدية خالصة لأنه لايريد أي مشاكل داخلها وكان هناك تخبط بين الأراء وهذا القرار كان تنفيذي وليس تهديد وهو مايفسر ضخامة الحدث في ظل الحرب العالمية الثانية.
 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعاراليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصريةلجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوريأبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية