زكريا أحمد مبدع موسيقي قدم 1600 لحن منها 65 لأم كلثوم
زكريا أحمد ..عملاق التلحين العربي فهو مُبدع موسيقى من طراز خاص، عملاق من عمالقة التلحين من الزمن الجميل، قدم خلال نصف قرن ما يقرب من 1600 لحن منها 63 لحنا لكوكب الشرق أم كلثوم وحدها، الحانه تمثل الموسيقى الشرقية الأصيلة، من أشهر ألحانه التي غناها بصوته " ياصلاة الزين ياصلاة الزين على عزيزة " و" الورد جميل " من كلمات بيرم التونسى ورحل فى مثل هذا اليوم عام 1961.
ولد الموسيقار زكريا أحمد عام 1896، لأبٍ حافظٍ للقرآن وهاوٍ لسماع التواشيح مما أكسب زكريا الحس والتذوق الموسيقي؛ ووالدته من أصل تركي، حفظ القرآن في كتاب القرية، ثم ألتحق للدراسة بالأزهر الشريف، وذاع صيته بين زملائه قارئًا ومنشدًا ذا صوت حسَن، درس زكريا الموسيقى على الشيخ درويش الحريري الذي ألحقه ببطانة إمام المنشدين الشيخ علي محمود، كما أخذ زكريا الموسيقى عن الشيخ المسلوب وإبراهيم القباني وغيرهم.
معارضة عائلية
بالرغم من معارضة والده تعلم زكريا أحمد دروب الموسيقى، وفشل في الأزهر، ترك بلدته وتنقل مع مشايخ الغناء في القرى والنجوع وقصور الأغنياء، كما ارتاد المسارح الغنائية حيث فرق علي الكسار وعزيز عيد وعكاشة، وبدأ مع هذه الفرق في تلحين الأوبريتات والغناء فيها حتى انه قدم 56 أوبريتا أشهرها " عزيزة ويونس " التي غنى فيها اغنية " ياصلاة الزين على الامرا " على مسرح الأزبكية ن وأوبريت يوم القيامة بالأوبرا وحضرها الملك بنفسه.
ارتبط زكريا أحمد ارتباطا شديدا بالشاعر الزجال بيرم التونسى الذى كتب له اغلب اغانيه وكانا صديقين لا يفترقان، حيث انطلق زكريا احمد الى عالم الاغنية السياسية فكتب يقول ( يا أرض رجى وزلزلى.. عرش الطغاة الظالمين، ويا لعنة الله انزلى نيرانا على المتغطرسين) وكان لا يمل الحديث عن أيام الصعلكة المشتركة بينهما فى حوارى القاهرة الشعبية المظلمة، ومن سخرية القدر ان يموت زكريا احمد في الذكرى الأربعين لوفاة بيرم من شدة حزنه عليه.
بدأ التلحين لأم كلثوم عام 1931 في أغنية " اللى حبك ياهناه " من كلمات أحمد رامى إضافة إلى مايزيد عن 60 أغنية أخرى منها: هوه صحيح الهوى غلاب، الورد جميل، غنى لى شوى شوى، حبيبى يسعد أوقاته، أهل الهوى، الحلم، أنا في انتظارك مليت، عن العشاق سألونى، كل الأحبة اثنين اثنين، الليلة عيد، نصرة قوية وفرحة هنية، الآهات وغيرها.
اتهمه النقاد بالإسفاف
اتهمه النقاد بـ الإسفاف وركاكة الأسلوب عندما قدم أغنية (ارخى الستارة اللى في ريحنا )، تعاون مع الزجال بيرم التونسى وقدما مونولوجات فكاهية منها “ يا أهل المغنى دماغنا وجعنا، ياحلاوة الدنيا ياحلاوة”.
قدم زكريا أحمد الموسيقى التصويرية للعديد من أفلام الثلاثينات والأربعينات، كما قام بتلحين أغنيات الأفلام مثل أفلام: نرجس، حبيبتى سوسو، قيس وليلى، مصنع الزوجات، المتهمة، الشريدة، ليلى بنت مدارس، القلب له واحد إضافة الى اغانى أم كلثوم في افلامها، وغيرها،
فيلم حكم قراقوش الذى منعه الملك
قام زكريا أحمد بالتمثيل فى فيلم واحد هو أنشودة الفؤاد عام 1932،كما قام بتلحين فيلم حكم قراقوش الذى منع الملك فاروق عرضه لأنه يحوى هجوما على القصر والملك وكان بطولة أنور وجدى وإخراج حسن الصيفى، ومن أغنيات الفيلم ( آه ياعنب ع الشجر شبع الغراب منك، وفى الطريق تترمى ياعنب ) و( خير بلادنا كله لأهلها مش نصها ولا ربعها أو خمسها أو عشرها ).
خلاف بين الموسيقار والمطربة
نشبت الخلافات بين أم كلثوم والشيخ زكريا أحمد بسبب المادة لدرجة أن الأمر بينهما وصل إلى القضاء حين طالب زكريا بمستحقاته من الإذاعة المصرية عن طبع ألحانه على أسطوانات أم كلثوم التي وصلت إلى 40 ألف جنيه، وعندما وقف أمامها وجها لوجه في المحكمة بكى وفبكت أم كلثوم وتم التصالح بينهما.