تفاصيل أزمة مناطيد التجسس وتأثيرها على العلاقات الصينية الأمريكية
على ارتفاع يتراوح بين 12 و60 ميلا من سطح الأرض في طبقة رقيقة من الغلاف الجوي تقع أحدث معركة للقوي العظمي (أمريكا والصين) بشأن المناطيد التي نشرتها الصين مؤخرًا بزعم استخدامها في الأغراض البحثية، الأمر الذي أشعلت فتيل غضب الولايات المتحدة ودفعها لتوجيه اتهامات مباشرة للصين بأن تلك المناطيد نشرتها بكين كجزء من برنامج مراقبة وتجسس صيني واسع النطاق لذا عملت الولايات المتحدة الأمريكية على إسقاطه الأسبوع الماضي، ومن ثم قال مسؤول كبير بوزارة الدفاع الأمريكية تزامنًا مع تحليل الأجزاء التي تم استعادتها من المنطاد الذي تم اسقاطه أنه كان قادرًا علي إجراء عمليات جمع الإشارات الاستخباراتية، وأنه جزء من برنامج مراقبة عسكري صيني واسع النطاق يشتمل على أسطول من المناطيد نفذ عشرات المهام علي الأقل بعدما تم تسييره فوق أكثر من 40 بلدًا عبر 5 قارات، وهو الإدعاء الذي قابلته الصين بالرفض القطعي، وقالت أن هذا التقييم من المحتمل أن يكون جزءًا من حرب المعلومات الأمريكية ضد الصين، وأن المنطاد الذي تم تحديده فوق الولايات المتحدة هو مدني بطبيعته، وربطته بـ الشركات، رغم رفضها تقديم مزيد من المعلومات حول الجهة التي صنعت المنطاد.
حرب المناطيد
ويعمل فريق من مكتب التحقيقات الفيدرالي على فهم المزيد حول المعدات المستعادة من المنطاد الذي أُسقط فوق المحيط، بما في ذلك نوع البيانات التي يمكنه جمعها وما إذا كان بإمكانه نقلها في الوقت الفعلي.
ومن ناحية أخرى أعلنت الحكومة الأسترالية هي الأخري بعد تلك الواقعة أن وزارة الدفاع ستسحب جميع كاميرات المراقبة الصينية الصنع من مبانيها للتأكد من أنها باتت أمنه تمامًا وتحديدا في المواقع التابعة لوزارة الدفاع، فمن المعروف أن هناك ما لا يقل عن 913 كاميرا مراقبة صينية الصنع في أكثر من 250 مؤسسة حكومية من بينها وزارتي الخارجية والمالية وكذلك مكتب النائب العام، وذلك حسبما أكد النائب المعارض جيمس باترسون، والذي قال ايضًا إن برامج التجسس تغزو هذه الأماكن، واضافة إلي ذلك أعلنت إدارة النصب التذكاري للحرب الأسترالية أنها ستسحب عددًا صغيرًا من الكاميرات الصينية الصنع، وتحديدًا الكاميرات المصنعة لشركتي "هيكفيجن" و"داهوا" المدرجتين على اللائحة السوداء للولايات المتحدة الأمريكية بزعم أن وجودها يشكل مخاطر علي الأمن القومي، وذلك علي الرغم من نفي "هيكفيجن" تلك الاتهامات مؤكدة أن منتجاتها تتوافق مع جميع القوانين والأنظمة الأسترالية المعمول بها، كما تخضع لالتزامات الأمن الصارمة.
واعترفت كل من جزيرة تايوان التي تتمتع بالحكم الذاتي، واليابان بوقوع أحداث مماثلة في الماضي، رغم أنه ليس من الواضح ما إذا كانت مرتبطة بحادث المنطاد فوق الولايات المتحدة.
ومن جانبها وردًا علي تلك الاتهامات المتداولة كشفت دراسات بحثية علمية صينية أن الصين تولي اهتمامًا متزايدًا بالمناطيد كونها تعد المركبات الأخف للاستخدام بمجموعة من واسعة الأغراض كالاتصالات والاستطلاع والمراقبة، وأن تلك البالونات / المناطيد تعود إلى السبعينيات لكن علي مدار العقد الماضي أصبح التركيز على استخدام التكنولوجيا القديمة بعد تزويدها بمعدات جديدة في وقت زادت فيه القوى الكبرى حول العالم من قدراتهم في السماء.
مناطيد التجسس
وبشأن التساؤلات المتزايدة حول الأزمة الدائرة في الوقت الحالي بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية بشأن مناطيد التجسس المزعومة وإمكانية تأجيج الصراع بين القوتين في الفترة المقبلة، قال نادر رونج ووهان، الإعلامي الصيني والمحلل السياسي، في تصريحات خاصة لـ "فيتو"، حول أزمة المنطاد أن الصين أكدت مرارًا وتكرارًا أن هذا المنطاد المزعوم ذو طبيعة مدنية وأنه تم نشره من أجل الأرصاد الجوية والبحوث العلمية فقط، مشيرا إلى أن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية سبق وأكد أن المنطاد لا يشكل خطرًا وتحديدًا علي المنشآت العسكرية السكان في الولايات المتحدة الأمريكية، لكن إصرار الولايات المتحدة الأمريكية على إسقاطه هو ما أدى إلى الغضب الصيني، ودفعها للإعراب عن أسفها لهذه الحادثة الغير متوقعة والتي تعد خارج ارادة الصين، وكذلك أعربت الصين عن معارضتها لإصرار الولايات المتحدة علي اسقاطها للمنطاد بالقوة، فالصين لم تنتهك اي دولة ذات سيادة، وأنها كانت تأمل فقط من الولايات المتحدة التعامل بحذر وهدوء تام في هذا الأمر، لكن ما حدث من قبل واشنطن بشأن المنطاد واسقاطة عنوة يعد مبالغة إضافة إلى توجيهها عدد من الاتهامات الغير صحيحة لبكين.
وتابع الإعلامي الصيني والمحلل السياسي أن الصين لا تريد أي مواجهة وتصعيد مع الولايات المتحدة ولا العودة إلى أيام الحرب الباردة، كما ترى بكين أن التنافس والسباق الصيني الأمريكي يجب أن يكون شريفا للتقدم وليس سباق لضرب الآخر، فالصين تريد تهدئة الأوضاع مع الولايات المتحدة لكنها في الوقت ذاته ستدافع عن مصالحها الجوهرية والمشروعة للشركات الصينية، فهي تريد أن تنتهي هذه الأزمة، ولكن ذلك يتوقف علي سلوك الولايات المتحدة حيث يجب عليها عدم التصعيد والمبالغة في ذلك الأمر، مشيرا إلى أن رفض وزارة الدفاع الصينية الاقتراح الأمريكي بإجراء مكالمات معها جاء في ظل هذه المبالغة والتصعيد من قبل أمريكا حتى تهدأ الأوضاع.
ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل: الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.