رئيس التحرير
عصام كامل

الصحف الأجنبية: مصر على حافة الهاوية بسبب العنف.. "الإخوان" تستغل ضحاياها لإحراز مكاسب سياسية.. "كيرى" يدعو مصر لتجنب حافة الهاوية.. ضحايا "رابعة" قتلوا برصاص فى وجوههم إلا واحدًا


احتل الشأن المصري، العديد من افتتاحيات الصحف الأجنبية الصادرة صباح اليوم الأحد، وذكرت صحيفة "جلوبال أند ميل الكندية"، أن أعمال العنف ارتفعت في مصر بشكل كبير خلال الفترة الماضية، الأمر الذي جعل البلاد على "حافة الهاوية".


واعتبرت أن ما شهدته البلاد أمس السبت، بعد مقتل 65 من جماعة الإخوان المسلمين ينذر بفتح مرحلة جديدة وخطيرة في المواجهة القائمة بين الجيش وأعضاء هذه الجماعة.

وأشارت إلى أن أعمال العنف هذه عمقت قلق الغرب بشأن الأحداث التي يمر بها هذا البلد البالغ عدد سكانه 84 مليون شخص، ويعتبر جسرا حيويا بين الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

أضافت أن واشنطن التي تمنح مصر مليار دولار مساعدات عسكرية، حثت قوات الأمن المصرية على احترام الحق في الاحتجاج السلمي، وأن وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيجل تحدث هاتفيا مع نظيره المصري قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح السيسي الذي قاد الإطاحة بمحمد مرسي، كما تحدث وزير الخارجية الأمريكية جون كيري مع اثنين من كبار أعضاء مجلس الوزراء المؤقت في مصر، معربا عن "قلقه العميق".

وأوضحت أن الاتحاد الأوربي والدول الأوربية الكبرى أدانت أيضا إراقة الدماء، وأعربت عن أسفها لسقوط قتلى، وقالت كاثرين آشتون، الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوربي: "نتابع بقلق التطورات الأخيرة في مصر ونأسف بشدة لإزهاق أرواح خلال التظاهرات كما ندعو جميع الأطراف للإحجام عن العنف واحترام مبادئ الاحتجاج السلمي".

وذكرت صحيفة "جلوبال تايمز"، أن التصعيد الأخير لأعمال العنف في مصر يعوق جهود المصالحة، في ظل الاضطراب الذي تعاني منه البلاد عقب الإطاحة بالرئيس محمد مرسي.

وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من أن الحكومة الانتقالية التي تشكلت حديثا أنشأت وزارة جديدة للعدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية، فإن المراقبين والمحللين يعتقدون أن العنف المتصاعد يضيق من الفرص الضئيلة بالفعل للتقارب المطلوب.

ونقلت عن مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة قوله: "حتى قبل اندلاع العنف مؤخرا، كانت فرص المصالحة الوطنية بعد الإطاحة بمرسي هشة بسبب اشتراط جماعة الإخوان المسلمين عودة الرئيس المعزول" قبل الدخول في أية حوارات.

أضاف: "من المتوقع أن أبواب المصالحة ستبقى مغلقة حتى يقدم أحد الطرفين حلا وسطا، موضحا أن المشكلة الرئيسية هي أن جماعة الإخوان المسلمين لا تدرك أنهم في ورطة حقيقية، هم يواجهون الرفض من الكثير من المصريين فضلا عن مؤسسات الدولة الرئيسية بما في ذلك القوات المسلحة والشرطة والقضاء والكثير من وسائل الإعلام".

وأوضح أن "الجماعة تسعى لاستخدام ضحاياها في الاحتجاجات من أجل تحقيق مكاسب سياسية وتعاطف المصريين والحصول على الدعم الدولي للضغط وإحراج الحكومة المؤقتة الحالية"، مستبعدا احتمال أن تكون الجماعة على استعداد لتقديم أي تنازل للمصالحة.

وقالت صحيفة الجارديان البريطانية، إن الولايات المتحدة تراقب بقلق الأحداث في مصر بعد مقتل العشرات من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، وأنها تحث مصر على ضرورة تجنب حافة الهاوية بعد قتل العشرات أمس.

وأشارت الصحيفة إلى أن جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي تحدث مع كبار أعضاء الجيش المصري ومجلس الوزراء المؤقت معربًا عن قلقه العميق، وأكد أن مصر تمر بمرحلة محورية، والولايات المتحدة تدعو جميع القادة في مصر بمختلف الانتماءات السياسية للعمل فورًا لمساعدة بلدهم، للابتعاد عن حافة الهاوية.

أضافت الصحيفة أن عدد القتلى في أحداث أمس بلغ 65 شخصا وفقًا لوزارة الصحة، بينما جماعة الإخوان قالت إنهم 61 شخصا قتلوا على يد رجال يرتدون الخوذات وبزات الشرطة السوداء، وقالت خدمة الإسعاف أن 72 شخصا لقوا حتفهم.

وتري الصحيفة أن واشنطن تمشي على خط رفيع مع حليفتها المهمة في الشرق الأوسط - مصر- البلد الذي يتلقي مساعدات عسكرية بمليار دولار سنويًا.

ونوهت الصحيفة بأن الاتحاد الأوربي أدان إراقة الدماء، وأن حادث أمس كان الحادث الثاني لعمليات القتل الجماعي منذ الإطاحة بـ "مرسي"، وتوفي في الحادث الأول يوم 8 يوليو 50 من أنصار الإخوان عندما فتحت قوات الأمن النار عليهم خارج الحرس الجمهوري.

ونشر الكاتب البريطاني "روبرت فيسك"، في مقال له بصحيفة الإندبندنت البريطانية، بعنوان "شاهد عيان: جميع القتلي قتلوا بالرصاص في وجوههم إلا واحدا في ظهره".

وأشار فيسك إلى حادث إطلاق النار أمس الذي وقع بالقرب من مسجد رابعة العدوية، وأن معظم القتلي أصيبوا في وجوههم وأعينهم، وجميعهم من جماعة الإخوان المسلمين ولم يقتل شرطي واحد.

ووصف فيسك حالات القتلي ورؤيته لـ 37 جثة غارقة في دمائها، وكان أحد المحتجين ملقيا بجوار الجدار وكتب اسم خالد عبد الناصر بالحبر الأسود على كفنه، وكان المستشفى الملحق بمسجد رابعة العدوية مكتظا بالنساء والرجال المنتحبين، وكان الكثير منهم يتحدث عن الله، حيث قال أحدهم وهو يكفكف دموعه "كان الله في عون الواقفين في الخارج في الشمس، نحن هنا في الظل" في إشارة إلى المعتصمين منذ الإطاحة بمحمد مرسي في 3 يوليو.

ونقل فيسك أقوال بعض أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، الذين يصرون على أن رجالها غير مسلحين، وهو ما يكون صحيحا، على الرغم من أن الرجل الذي يحرس مرآبا للسيارات الذي رافقني إلى المستشفى كان يحمل كلاشنيكوف، فلقد صدمت عند رؤيته لأن من الطبيعي أري ذلك المشهد في بيروت ولكن في مصر فكان صدمة لي.

أضاف فيسك: "لا أحد يمكن أن ينحي الجيش أو وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي من المسئولية، فهو كان قائد هذا الانقلاب الذي أطاح بـ "مرسي"، كما أنه طلب تفويضا من الشعب المصري في حربه ضد الإرهاب، السيسي لديه بنت واحدة وثلاثة أبناء، والقتلي 37 فهم أيضًا أبناء مصر ويستحقون التعاطف".

وقالت صحيفة معاريف الإسرائيلية، إن متظاهرين فلسطينيين تابعين لحركة فتح في رام الله خرجوا للشوارع تأييدًا لوزير الدفاع المصرى الفريق أول "عبد الفتاح السيسي" كما طالبوا رئيس السلطة الفلسطينية "عباس أبو مازن" بدعم النظام المصري الجديد.

ونقلت الصحيفة عن المتظاهرين برام الله قولهم: "نحن ندعم الشعب المصري الذي قام بتصحيح ثورة 25 يناير، ونرفض عنف جماعة الإخوان الذي يقود مصر إلى الحرب الأهلية".

ولفتت الصحيفة أن تظاهرات رام الله جاءت كرد على قيام متظاهرين تابعين لحركة حماس في غزة بالدعوة لعودة المعزول "محمد مرسي"، مدعين أن ما قام به الجيش المصرى هو انقلاب عسكري.

أضافت الصحيفة أن حماس أصبحت هدفا مهما في الحرب التي يديرها الجيش المصرى ضد المنظمات الإرهابية في سيناء، حيث إن الجيش يرى أنها تقف وراء الهجمات التي تجرى هناك.
الجريدة الرسمية