جنون الدواجن.. فيتو تحقق في أسباب الأزمة.. والسيدات المعيلات تتصدى لارتفاع الأسعار في قنا
ارتفاع أسعار الدواجن بشكل جنونى أزمة حقيقية تعكر حياة المصريين وترفع حرارة معاناتهم، ويزيد المشكلة ويعقدها النقص الحاد فى الدولار، ما ينعكس على تقييد الواردات ونقص الأعلاف -المسئول الأول عن تضخم المشكلة- التى أجبرت مربى الدواجن على إعدام عشرات الآلاف من الكتاكيت فى مشهد أدمى القلوب والعقول قبل أسابيع.
وتطرح أزمة الدواجن عشرات الأسئلة سعيا لمعرفة الحل، خاصة بعد أن خففت الدولة مؤخرا من قيودها الصارمة على الواردات، وأفرجت عن بعض شحنات الذرة وفول الصويا المحتجزة فى الموانئ. ما الذى يجعل تربية الدجاج مكلفة بهذه الدرجة، وإلى متى سيكمل مربو الدواجن فى إعدامها؟، ولأى مدى سينعكس ذلك على إمدادات الثروة الداجنة فى جميع محافطات مصر؟، تجيب «فيتو» من كل محافظات مصر عن الأسئلة التى تشغل بال الملايين، فى سياق الملف التالي.
تفكير خارج الصندوق
في البداية يمكن القول إنه لا خوف على قنا من أزمة ارتفاع أسعار الدواجن، إذ بدأت المحافظة منذ سنوات التفكير خارج الصندوق من خلال تبنى مشروعات الدواجن الخاصة ضمتها إلى مشروعات السيدات المعيلات فى البيوت، وتعاونت مع عدد من مؤسسات المجتمع المدنى، فضلا عن مشروعات الاستفادة من مخلفات الدواجن فى الزراعة.
يقول اللواء أشرف الداودى، محافظ قنا: استثمرنا فى مشروع تسمين الدواجن، بالإضافة إلى مصنع للعلف ومحطة تسمين العجول بقرية المراشدة بمركز الوقف.
وأضاف محافظ قنا، أن المحافظة تحرص على توفير غذاء صحى وآمن للمواطنين وبأسعار مناسبة، لافتا إلى أنه دائمًا ما يقدم الدعم من أجل استمرار دورة الإنتاج، حيث يتم شراء كتاكيت صغيرة لتربيتها وتسمينها عقب انتهاء كل دورة تسمين لضمان ضخ منتجات اللحوم البيضاء إلى السوق المحلى بما يسهم فى الحد من ارتفاع الأسعار.
من ناحيتها، قالت الدكتورة وردة بدوى مدير عام مشروعات الأمن الغذائى، أن الدواجن ومنتجاتها صحية للغاية، وتخضع لإشراف بيطرى كامل طوال دورة التربية والتسمين، كما يتم استخدام علف نظيف وآمن وذى قيمة غذائية عالية لتسمين تلك الدواجن.
وأضافت أن الدواجن ومنتجاتها تشمل «دواجن مجمدة وفريش طازج، وراك صافى، صدور بالأجنحة، صدور سوبر، دبوس وراك، أجنحة، رقاب وهياكل»، بالإضافة إلى طرح أطباق معبأة وزن ٥٠٠ جرام للمنتجات التالية: (فيليه، مفروم دواجن، كبده صافى، قوانص وقلوب
.
وأشارت وردة إلى أن تربيتها تتم فى عنابر التسمين بمشروعات الأمن الغذائى بمنطقة المعنا، بجانب طرح الدواجن ومنتجاتها بمنافذ بيع المحافظة المنتشرة بكافة مراكز ومدن المحافظة بأسعار مخفضة عن مثيلتها فى السوق المحلى.
أسعار مخفضة
كما أكد المهندس أسعد محمد، عضو لجنة الإعلام بجهاز شئون البيئة بقنا، أن المحافظة تعمل فى عدة مشروعات من أجل توفير الدواجن بأسعار مخفضة كما تستفيد المحافظة من المخلفات العضوية للدواجن فى الزراعة.
من ناحيته، شدد على ماهر المسئول بأحد مؤسسات المجتمع المدنى فى قنا، على أنهم يقدمون الكتاكيت الصغيرة للسيدات فى المنازل مع تقديم الرعاية الطبية لها وتقديم الأطعمة اللازمة كى يتم تربية فى نظام صحى كامل.
وأشار إلى أن عددا من الجمعيات الأهلية تقوم بذلك من خلال توزيع الكتاكيت الصغيرة فى عمر التربية وتوفير البيئة اللازمة للتربية عبر دوريات طبية بيطرية كل فترة وأخرى.
من ناحيتها، أكدت سناء محمود فريد، ربة منزل أنها اشتركت فى هذا المشروع، ولم تشعر كثيرا بأزمة الدواجن بسبب تربية الكتاكيت الصغيرة منذ عدة أشهر، لافتة إلى أن هذا المشروع إذا طبق فى بيوت كثيرة لن يشعروا بأى أزمات خاصة بالدواجن أو البيض، موضحة أنها استفادت من خلال الجمعيات التى توزع هذا المشروع منذ فترة طويلة.
جدير بالذكر أن محافظة قنا تمتلك 31 مزرعة دواجن، واستخرجت 1847 ترخيصا لمحال الاتجار فى الأعلاف، إذ تولى المحافظة قطاع الأمن الغذائى أولوية كبيرة باعتباره أحد أهم الأوليات للمواطن القنائى من سلع وغذاء بأسعار مخفضة لكافة شرائح المجتمع من أبناء المراكز والقرى، منوهًا إلى أن المحافظة تنفذ خططا حالية ومستقبلية لتوفير غذاء آمن.
نقلًا عن العدد الورقي…،