أهالي الإسماعيلية يقدمون واجب العزاء في طبيب الفقراء (صور)
طبيب الفقراء بالإسماعيلية، ردا للجميل قدم المئات من أهالي محافظة الإسماعيلية، وتحديدا أهالي مركز ومدينة القصاصين، واجب العزاء في الفقيد الدكتور عصام فريد تادرس طبيب الأنف والأذن والحنجرة، والذى رحل عن عالمنا أول أمس ودفن بمثواه الأخير في مسقط رأسه بمحافظة الشرقية وتحديدا بمدينة الزقازيق.
استقبال واجب العزاء
وكانت كنيسة مارجرجس في مدينة القصاصين بدأت في استقبال المعزين من مسلمين ومسيحيين لتقديم واجب العزاء في الفقيد الراحل، وذلك في وجود زوجته الدكتورة ماجدة موريس.
وكان الدكتور عصام فريد تادرس طبيب الأنف والأذن والحنجرة، والذى عرف بين أهالى القصاصين بالإسماعيلية بطبيب الفقراء، توفي بعد رحلة طويلة مع المرض، حيث ورى الثرى بمقابر العائلة بمحافظة الشرقية.
مسيرة عطاء حافلة
ويعد الدكتور " عصام تادرس " من نماذج الأطباء المشرفة، لا يشعر به إلا المئات من مرضاه الذين يفترشون سلم البناية التي بها عيادته من الدور الأول وحتى الرابع، حيث يأتي إليه مرضاه من كل حدب، وصوب، ودرب.
ورغم كبره إلا إنه، كان يمارس مهنة الطب باحترافية، ولا يتوقف عن العطاء الإنساني الكل عنده سواسية منح المحبة فكسب القلوب وذاع صيته في ربوع الإسماعيلية بل والمحافظات الأخرى تدرج سعر كشفة من جنيه إلى ١٠ جنيهات ولم يطالب بالمزيد.
ارتباط وثيق بالإسماعيلية
ومن جانبه قال الدكتور " عصام فريد تادرس " في تصريحات خاصة ل"فيتو ": إن ارتباطه بمدينة القصاصين وأهلها جعله لا يشعر بعناء السفر، حيث كان في فترة شبابه يستقل القطار المتوجه إلى الإسماعيلية كل يوم في الفجر ليصل مبكرًا إلى العيادة، وكان يعمل بالعيادة من الساعة السادسة صباحًا وحتى الرابعة عصرًا , و يقسم عمله بين الكشف وإجراء جراحات استئصال "اللوز" و"اللحمية" , ولم ويكن يكل من خدمة أبناء القصاصين ولن يمل حتى آخر نفس في عمره.
عشرة ٤٠ عامًا
وذكر أنه لم يغير عيادته رغم أن الفرصة سنحت له أكثر من مرة وذلك لأني متعلق بأهل هذه البلد، فجدران هذه العيادة عشرة 40 عامًا، وهو يعمل هنا منذ عام 1968 فكيف له أن يغيرها وهي شاهدة علي عمره وحياته.
و لفت إلى أنه لا يسعي إلى تحقيق أيه طموحات مادية أو معنوية في الحياة , حيث إنه لم يفكر في امتلاك سيارة، ولكن كل ما يتطلع إليه هو مساعدة وإنقاذ المرضى لا يطمع في الدنيا ولا يهوى جمع المال لأن المال بالنسبة له ما هو إلا وسيلة ولكن المكسب الحقيقي بالنسبة له هي السعادة التي يراها علي وجوه المرضى وتكفيه كلمة " شكرا".
و أشار إلى إنه لم يعد يستطيع الحضور كل يوم إلى العيادة، بسبب حالتة الصحية والمرضية، إلا أنه أصبح يحضر إلى العيادة يومين في الأسبوع.
و حكى " تادرس": إنه تعرض لحادث خلال ذهابه لمحطة القطار بالزقازيق، حيث تتبعه لصان ووقاما بضربه بآلة حادة حيث نتج عن ذلك إصابته بنزيف في المخ وجلطة دماغية أفقدته الحركة لعدة أشهر حتى إن الأطباء يأسوا من حالته ولكنه مع الوقت تماثل للشفاء بدعوات المرضى وعاد إلى العمل مرة أخرى، بالرغم من أن هذا الحادث كانت له آثار مستمرة معه حتى الآن إلا أنه لم يتوقف عن العمل حتى يأخذ الله وديعته.
الكشف من جنيه إلى ١٠
و أضاف إن قيمة الكشف في السابق كانت جنيه واحد، ثم 5 جنيهات، ثم 7 جنيهات، ثم 10 جنيهات للقادرين على الدفع أما غير القادرين من الفقراء فلا يتقاضي منهم أجرا لأن الفقير يحتاج إلى من يرحمه لا من يظلمه، وأكد أنه لا يرغب في رفع كشفه لأن رسم الكشف يكفيه ويكفي المساعدين، فكل مساعد يأخذ جنيها على الكشف الواحد وهم في غاية الرضا والسعادة.
ووجه " تادرس " رسالة للأطباء مفادها لا ترفعوا قيمة الكشف واستوصوا بالمرضى خيرا فلا تجمعوا الأموال لأن الدنيا فانية، واليوم أنت تجمع المال وغدًا سوف يأتي غيرك ليتمتع به، ابحث عن الإنسانية داخل عملك لأنها هي السعادة، أقيموا حب الفقراء في قلوبكم فالمال يفنى والدنيا عليها السلام أما حب الناس فهو سيد البقاء.
براعة في التعامل مع الحالات الطارئة
ومن جهة أخرى كشفت سيدة تفاصيل مثيرة حول تعاملها مع الدكتور عصام فريد تادرس طبيب أنف وأذن وحنجرة الفقراء والشهير بـ"طبيب الفقراء" في محافظة الإسماعيلية
وقالت السيدة إنها جاءت من محافظة الشرقية للكشف على أبيها والذي يعاني من ورم شديد وذلك بعد أن طافت على العديد من الأطباء والمستشفيات بعدد من المحافظات.
وأشارت إلى أنها حضرت إلى عيادة الدكتور "عصام" بسبب صيته الذي ذاع وانتشر في المحافظات المجاورة لمحافظة الإسماعيلية، كما أن قيمة كشفة قليلة وليست مرتفعة كما يفعل معظم الأطباء.
وقالت إنها كانت تتعالج عند طبيب الفقراء منذ أن كانت طفلة تحضر مع والدتها لأنها تعاني من ألم مزمن في الأذن، ومنذ أن كانت قيمة الكشف في ذلك الوقت جنيه واحد، وأشارت إلى أن هذا الطبيب يعد مثالا للإخلاص والتفاني في العمل والصدق.
يذكر أن الدكتور عصام فريد تادروس يعمل طبيب أنف وأذن وحنجرة شغل منصب مدير مستشفى القصاصين المركزي ثم تقدم باستقالته من عمله ليتفرغ للعمل في عيادته التي قضى فيها 40 عامًا، دون أن يحاول تغييرها وشارك في العديد من الأعمال الخيرية منها التبرع بمبلغ من المال لبناء مسجد بالرغم من أنه قبطي.
قالت إحدى المريضات المتواجدات بعيادة الدكتورة "عصام فريد تادروس"، والملقب بطبيب الفقراء خلال تواجدها بالعيادة بمدينة القصاصين التابعة لمحافظة الإسماعيلية، إنها تتردد على العيادة لأن الدكتور "عصام " طيب القلب، ومتواضع، وسعر كشفه بسيط ومناسب للجميع.
وأشارت السيدة إلى أن طبيب الفقراء تمكن من إنقاذ زوجة أخيها بعد معاناتها من ألم عضال أصابها في الأذن، حتى أنها كانت لا تتوقف عن الصراخ، وقام الدكتور "عصام" بالكشف عليها واستخرج من إحدى أذنيها "صُرصُورين " كانا قد علقا بالطبقة الشمعية بأُذنيها.
وأضافت أنه عقب ذلك أعاد قيمة الكشف لها ولم يأخذه، وذلك علي سبيل المكافأة لها علي تحملها الألم الشديد الذي كانت تعاني منه جراء دخول " الصُرصُورين " في أذنيها، مما يشير إلى براعة واحترافية هذا الطبيب العظيم صاحب الخبرة الكبيرة.
ويذكر إن الدكتور عصام فريد تادرس، ولد بأحد أحياء محافظة القاهرة في 4 من يونيو عام 1939 , بين أسرة متوسطة الحال , تخرجت من كلية الطب بجامعة عين شمس عام 1962.
وانطلق عقب انتهاء دراسته إلى الحياة العملية حيث عمل في عدد من المستشفيات بمحافظة الشرقية، حتى شغلت منصب مدير مستشفى القصاصين المركزي وذلك قبل أن يتقدم باستقالته من العمل الحكومي بالمستشفى، ويتفرغ للعمل في عيادته المتواضعة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، القسم الثاني، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.