رئيس التحرير
عصام كامل

العوا ينطق كفرًا!


سكت دهرًا ثم نطق كفرًا!.. إنه د.سليم العوا الذي صمت طوال الفترة الماضية ولم يسمع أحدا صوته خلال الأزمة السياسية التي سبقت ٣٠ يونيو، ولا بعد الاحتشاد الشعبى الضخم الهائل في هذا اليوم، وصمت على تهديدات الإخوان بإطلاق عمليات العنف في ربوع البلاد بل وتنفيذ هذه التهديدات عمليًا في أماكن شتى من ربوع البلاد.. ولم يرتفع صوت د.العوا بالكلام إلا بعد أن ذكره الفريق السيسى في كلمته الأخيرة كحامل رسالة أخيرة ناصحة من الجيش إلى الرئيس السابق محمد مرسي بالاستجابة للمطالب الشعبية.

لكن عندما تحدث د.العوا نطق بالفعل كفرًا.. كفرًا بما اتفقت عليه الملايين في الشوارع والميادين يوم ٣٠ يونيو ثم يوم ٢٦ يوليو وهو التخلص من حكم الإخوان الاستبدادى.. تحدث د.العوا أولًا عبر بيان ثم من خلال مؤتمر صحفى مقدما ما أسماه بمبادرة أقل ما توصف به أنها تعادى كل هذه الملايين وتتحدى إرادتها وتجهض تنفيذ مطالبها بإسقاط الرئيس السابق وإعادة تأسيس دولتنا على أسس ديمقراطية سليمة من خلال دستور جديد سليم ثم انتخابات برلمانية تليها انتخابات رئاسية جديدة.

فلماذا عاد د.العوا ليطل بجديد علينا بعد أن جمع حوله عددًا من الشخصيات الإخوانية الهوى؟.. لماذا لم يستمر في الصمت كما فعل من قبل؟.. ولماذا قرر أن يتحدى مطالب جموع الشعب المصرى؟

الإجابة بوضوح أنه ينفذ مطالب السفيرة الأمريكية باترسون، التي تريد إنقاذ الإخوان وإجهاض ثورة ٣٠ يونيو والالتفاف عليها ورشحته لينال دعم أمريكا في الانتخابات الرئاسية القادمة في مصر.. وهكذا إذا عرف السبب بطل العجب.. لكن الشعب سيقول لهم جميعًا د.العوا وباترسون وكل من يؤيدها أو يجاريها إلعبوا غيرها.
الجريدة الرسمية