غراب البين يكتب: بنت الشرقية والحكايات الخُزعبلية
بعد يوم طويل من اللف والدوران والمرازية فى خلق الله قررت أريح جتتى ساعتين قبل ان يطلع النهار وتبدأ دوشة تلاميذ المدارس اللى رايحين الامتحانات
وقفت على فرع الشجرة بإحدى شوارع عين شمس القديمة وانكمشت بين أجنحتى وأغمضت عينى وقبل أن أروح فى النوم سمعت صوت قادم من المقهى أسفل الشجرة
الحاج سعيد الفرارجى يخرج خرطوم الشيشة من فمه مصحوبا بالأدخنة وينفخها فى وجه الشاب الذى يجلس أمامه قائلا: والله البنت اللى إسمها أمانى بتاعت الشرقية تستحق التكريم بعد إنقاذها لأربعة أطفال وسيدتين من الغرق
فيرد عليه الشاب فى إنبهار قائلا: طبعا عندك حق.. دى نزلت الترعة وكسرت زجاج السيارة وأخرجتهم واحدا تلو الآخر ثم أسعفتهم ثم حملتهم للمستشفى ووالد الأطفال عرض عليها مكافأة مالية لكنها رفضتها.. دى ست بمائة رجل
فيقول له الحاج سعيد: هى الرجالة بتاعة الشرقية جرالهم إيه.. واقفين بيتفرجوا على العربية وهى بتغرق؟!.. أنا مكنتش مصدق الحكاية بس لما شوفت المواقع ناشرة حوار مع البنت صدقت علطول
وهنا لم أستطع أن أكمل سماع باقى الحوار الممل فوقفت على قدمى ونفشت ريشى وأخذت أنعق بأعلى صوتى "قاق قاق" فراح الحاج سعيد والشاب ومعهم باقى زبائن المقهى يهشوننى ويقولون لى: غور من هنا يا غراب البين جبتلنا النكد والفقر.. فهربت مسرعا قبل أن يحدفوننى بأحجرة الشيشة ولسان حالى يقول:
بقا أنا اللى جبتلكم النكد والفقر أم أدمغتكم التى تصدق هذه الحكايات الخزعبلية هى اللتى تنكد عليكم وتجلب لكم الفقر؟!
يعنى فيه بنى آدم عاقل ممكن يصدق إن فتاة تفعل كل هذا بينما الرجال والشباب متفرغين لتصوير الواقعة دون أن يهتز لهم ضمير أو تتحرك داخلهم نخوة وخاصة إذا كانوا من محافظة مثل الشرقية؟!
دا أنا كغراب لو شفت حادثه زى كدا هفضل أنعق وألف حولها حتى يجتمع الناس لإنقاذ الاطفال
ياخى جاتها ستين ألف نيله اللى عايزه تخلف بنى آدمين زيكم بيصدقوا أى هرى يسمعوه على السوشيال ميديا دون تدبر أو تفكير!