رئيس التحرير
عصام كامل

الفرق بين الهزات الأرضية والزلزال ومتى يكون مدمرا

زلزال تركيا وسوريا،
زلزال تركيا وسوريا، فيتو

ضرب زلزال بقوة 7.6 على مقياس ريختر  جنوبي تركيا في ساعة مبكرة من صباح الإثنين وشعر به سكان قبرص ولبنان وسوريا والأردن والعراق ومصر، مما أدى إلى انهيار مباني وخروج السكان إلى الشوارع المغطاة بالثلوج.

وأودى الزلزال  بحياة مئات الأشخاص وآلاف المصابين في مدن تركية وسورية جراء الزلزال البالغ قوته 7.6 درجة بمقياس ريختر  والذي ضرب محافظة كهرمان مرعش جنوبي تركيا.

ودفعت قوة ذلك الزلزال والأثار المدمرة له العديد للبحث  والتساؤل عن كيفية حدوث  الزلازل ومدى قوتها ومتى تكون مدمرة وما الفرق بينها وبين الهزات الأرضية.

مقياس ريختر من 1 لـ 10 درجات 

 يتدرج مقياس ريختر من درجة واحدة إلى عشر درجات من الناحية النظرية، لكنه من الناحية العملية يمكن أن يصل إلى أكثر من ذلك فهو عبارة عن سلم مفتوح، رغم أنه لم تسجل عشر درجات على هذا المقياس في تاريخ الزلازل.

ويتفاوت إحساس البشر بدرجات الزلازل طبقا لمستواها على مقياس ريختر، فبينما لا يشعر الإنسان عادة بالدرجتين الأولى والثانية، فإنه يحس بالزلازل وتأثيرها إذا وصلت إلى درجة ثلاثة فما فوق، أما الزلازل التي تفوق الدرجة السابعة فهي غالبا زلازل مدمرة.

الزلزال والهزة الأرضية


الزلزال هو نفسه الهزة الأرضية، وهو أي اهتزاز مفاجئ للأرض ناتج عن مرور الموجات الزلزالية عبر صخور الأرض، وتنتج هذه الموجات الزلزالية عندما يتمّ إطلاق شكل من أشكال الطاقة المخزنة في قشرة الأرض فجأة.

تحدث الزلازل غالبًا على طول الصدوع -مناطق ضيقة تتحرك فيها كتل الصخور بالنسبة لبعضها البعض- وتقع خطوط الصدع الرئيسة في العالم على أطراف الصفائح التكتونية الضخمة التي تُشكل قشرة الأرض.

ويختلف سبب حدوث الزلزال تبعًا لنوعه:

الزلازل التكتونية


تُمثّل الزلازل التكتونية معظم الزلازل في العالم، إذ تتكون الأرض من ثلاث طبقات، وهي: القشرة، والستار، واللب، وتتكون القشرة من أجزاء صخرية تُسمى الصفائح التكتونيّة.

عندما يحدث احتكاك لهذه الصفائح عند الحواف، هذا يمنعها من الحركة لكن تستمر الصفائح الأخرى بالحركة؛ مما يولد مزيدًا من الضغط على الصخور، وعندما يتغلب الضغط على الاحتكاك بين الصفائح، تتحرك الصخور فجأة وتتحرر طاقة على شكل موجات زلزاليّة تنتشر في جميع الاتجاهات.

حينها تتصادم الصفائح التكتونية مع بعضها البعض وتغوص إحداها تحت الأخرى، فتتولّد طاقة هائلة، تؤدي إلى حدوث اهتزازات وتشوّه في القشرة الأرضية.

الزلازل البركانية

تحدث الزلازل البركانية تبعًا للنشاط البركاني في المنطقة، وتُعد الزلازل البركانية من الزلازل غير القوية، أي ليست بقوة الزلازل التكتونية، وعادةً ما تحدث قريبًا من سطح الأرض.

في المنطقة المجاورة للبركان، تتحرك الصهارة البركانية أو ما تُسمّى الماغما تحت البركان بفعل الحرارة، مما يُحدث حركة أو انزلاقًا بشكل مفاجئ للكتل الصخرية، وهذا يؤدي إلى تغيّر الضغط على الصخور المحيطة؛ مما يترتب عليه إطلاق الطاقة المخزنة فيها، وفي النهاية يحدث الزلزال.

عادةً تكون الفتحات البركانية على بعد مئات الكيلومترات من بؤر الزلازل، لذلك لا توجد علاقة مباشرة بين كل من النشاطين البركاني والزلزالي، ولكن كلاهما ناتج عن نفس السبب وهي العمليّات التكتونية.

الزلازل المُستحثة

تحدث الزلازل المُستحثة بسبب بعض الأنشطة البشرية، بما في ذلك حفر المناجم أثناء عمليات التعدين، وإنشاء الأنفاق، أو حقن السوائل في الآبار العميقة، أو الانفجارات النوويّة التي تحدث في باطن الأرض.

الهزة الأرضية

تمثل الهزة الأرضية سلسلة من الاهتزازات الارتجاجية التي تحدث للأرض، والتي تنتج عن حركة الصفائح الصخرية، ويسمى مركز الهزة الأرضية بالبؤرة، والذي يتبعه ارتدادات تسمى أمواجًا زلزالية.

يرجع سبب حدوث الهزة الأرضية إلى تكسر الصخور وإزاحتها من مكانها؛ بسبب حدوث الإجهادات الداخلية التي تحدث نتيجة المؤثرات الجيولوجية التي ينتج عنها في النهاية تحرك الصفائح الأرضية.

وقد تكون الأنشطة الزلزالية موجودة على مستوى حدود الصفائح الصخرية، وتنتج الهزة الأرضية بفعل الأنشطة البركانية، أو بفعل وجود انزلاقات تحدث في طبقات الأرض.

ينتج عن الهزة الأرضية حدوث تشقق الأرض، وتفجر الينابيع، وربما تظهر ينابيع جديدة، أو يحدث ارتفاعات وانخفاضات في القشرة الأرضية، وقد تحدث أمواج عالية تحت سطح البحر تسمى تسونامي، وما قد ينتج عنها من آثار تخريبية تحدث في المباني، والمنشآت، والمواصلات.

درجة الزلزال ومخاطرها علي مقياس ريختر 

عادة ما يتم حساب درجة الزلزال بمؤشر يقدر مقياسه من (1-10)، فعندما تبلغ درجة الزلزال من (1-4) لا يحدث أي شيء فقط سوى الشعور به.

لكن في حال تراوح مقياس الزلزال من (4-6) فيعد زلزال متوسطًا يسبب أضرارًا في المنازل والإقامات، في حين يكون الزلزال قويًا ويسبب ضررًا كبيرًا إذ ينتج عند تدمير مدينة بأكملها عندما يبلغ مقياسه من (7-10).

الهزات الارتدادية

هي سلسلة من الزلازل الصغيرة التي تحدث بعد حدوث الزلزال الكبير على حدود الصدوع، ويُمكن أن تستمر الهزات الارتدادية على مدار أسابيع، أو شهور، أو سنوات أحيانا، وتصبح أقل تواترًا وتتناقص مع مرور الوقت.

وتكون مصاحبة للزلازل الضحلة أكثر من الزلازل العميقة، أي التي يزيد عمقها على 30 كم.

وقد تستمر بعضها قرونًا كما هو الحال في زلزال نيو مدريد الذي حصل بين عامي 1811-1812م، إذ ما زالت الهزات الارتدادية تحدث حتى يومنا هذا.

كيفية حدوث الهزات الارتدادية

تنتج الهزة الارتدادية عن التغيير المفاجئ في الإجهاد الذي يحدث داخل وبين الصخور، أو بسبب التحرير السابق للضغط الناجم عن الزلزال الرئيس.

تحدث في الصخور الواقعة بالقرب من مركز الزلزال أو على طول الصدع الذي كان حدث فيه الزلزال الرئيس.

وعلى الرغم من أنّ شدة الاهتزاز المرتبطة بمعظم الهزات الارتدادية صغيرة مقارنة بتلك التي حدثت في الزلزال الرئيس؛ إلّا أنّ العديد منها كبير بما يكفي لعرقلة جهود الإنقاذ من خلال المزيد من زعزعة استقرار المباني.

كما يُمكن أن تكون مزعجة للسكان المحليين الذين يتعاملون مع الأضرار والخسائر في الأرواح التي سببها الزلزال الرئيسي.

نقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدا مستمرا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل: الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. 

الجريدة الرسمية