رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. الكحاشي: مسجد عبدالسلام الأسمر بمطروح تيمنا به


"لا تعتزوا بالدنيا فإنها خائنة غدارة لاتزيد المعتز بها إلا ذلا وقلًا" من أشهر أقوال الشيخ عبد السلام الأسمر بن سليم الفيتوري الإدريسي الحسني من أهم علماء ودعاة الإسلام في القرن العاشر الهجري، وهو من فقهاء المالكية وعالم في عقيدة أهل السنة والجماعة.


ولد الشيخ عبدالسلام الأسمر في بمدينة زليتن غرب ليبيا وتوفي ودفن بها ويرجع نسبه إلى الحسن بن على بن أبي طالب وفاطمة الزهراء بنت رسول الإسلام محمد، صلى الله عليه وسلم، وسُمي الشيخ عبد السلام "بالأسمر" لأنّه كان يحيي الليالي سمرًا في طاعة الله، ورغم أن الواقع والحقائق والدلائل المادية تثبت أن الشيخ عبدالسلام الأسمر توفى ودفن في ليبيا حيث يوجد رفات جثمانه داخل زاويته الشهيرة بمدينة زليتن الليبية حيث تتضمن مسجدًا ومدرسةً لتعليم القرآن ومختلف العلوم الإسلامية ومرافق للعمل الدعوي والاجتماعي، وتعد من أهم وأكبر مراكز تحفيظ القرآن الكريم في ليبيا وتوجد حاليًا بجوارها الجامعة الإسلامية الليبية التي سميّت بالجامعة الأسمرية للعلوم الإسلامية في محاولة لمواصلة مسيرة الشيخ عبد السلام الأسمر.

مسجد وضريح عبدالسلام الأسمر بمطروح تيمنا به وليس لدفنه:

في نفس الوقت يوجد في مطروح مسجد عبدالسلام الأسمر في قلب منطقة العزبة السودانية، ويوجد فيه "ضريح" يحتوى على قبر ومن المعروف أن دائما المسجد الذي كان في الأصل زاوية يضم جثمان من أطلق عليه اسمه، وهنا يحدثنا الشيخ زكريا عبدالله الكحاشى إمام مسجد عمر بن الخطاب والذي تربى وترعرع في مسجد "عبد السلام الأسمر" نظرا لأن والده عبدالله الكحاشى رحمة الله عليه كان المسئول عن المسجد لعدة عقود ماضية ومؤذنه إلى أن وافته المنية.

ويقول "الكحاشى" إنه لا علاقة من قريب أو بعيد بين الشيخ عبد السلام الأسمر وأهل مصر إلا من خلال بعض العلماء والمشايخ المصريين الذين تتلمذوا على يديه، موضحا أن زاوية عبدالسلام الأسمر الموجودة في مطروح والتي تحولت إلى مسجد عبد السلام الأسمر الآن يوجد منها بنفس الأسم في محافظات الفيوم والشرقية 3 جثامين مجهولة داخل ضريح عبدالسلام الأسمر بمطروح.

وأكد " زكريا" أن الضريح الموجود شمال شرق المسجد الآن يحتوى على رفات 3 جثماين كان شاهدا عيان وهو في سن المراهقة عندما تم إخراج الرفات من 3 توابيت خشبية عام 1979 م ووضعها في كفن أبيض ودفنها في الضريح أو المقبرة الموجودة الآن.

مضيفا أن وجود 3 جثماين في توابيت يدل على أن الموتى لم يدفنوا بالطريقة الإسلامية المعروفة وقد يكونوا على غير ديانه الإسلام ولم يتمكن أحد من معرفة هوية أصحاب الجثامين حتى الآن.

وأشار إلى أن الناس قديما كانوا حريصين على احترام الأولياء ولم يستطيعوا الخوض أو البحث عن الحقيقة، خوفا من كرامات الأولياء تبعا للثقافة التي كانت منتشرة في ذلك الوقت والتي لم تقتصر على مطروح فقط بل كانت موجودة في كافة محافظات مصر ولازالت مستمرة في بعض المناطق "كالاحتفال بمولد السيد البدوى في طنطا "

مسجد عبدالسلام الأسمر بناؤه ومولده:

وقال " زكريا" إن مسجد عبد السلام الأسمر بنى في فترة الستينيات على يد " الشيخ عبدالله الهفاى " والذي ظل مسئولا عن المسجد وحريص على إقامة الاحتفال بذكرى المولد لوقت قريب ثم نقلت المقابر في السبعينيات إلى المنطقة الشرقية من المسجد ليكون موقعها عكس القبلة وآخر تعديل كان في عام 1995 م حيث تم عمل تعديلات في بناء المسجد ليكون بشكله الحالى وبنى على مستويين أحدهما وهو السفلى والموجود به الضريح ويعلوه بارتفاع أعلى قليلا المصلى لأداء الصلاة.

ويصف الكحاشى أنه كان يتم قديما عمل مولد واحتفالية ولكنها مصغره مقارنة بمولد العوام وكانت جميعها في فصل الصيف خلال شهرى يوليو وأغسطس من كل عام حيث يقوم " عبدالله الهفاى " رحمة الله علية بذبح " جمل" أي ناقة ولم نعرف السبب أنه لا يذبح أبقارا أو أغناما فكان دائما يذبح جملا ويقطع لحمه ويوزعه على المساكين والمحتاجين في المولد، وأيضا كانت تنشط حالة البيع والشراء بين زائرى الزاوية والبائعين القادمين من محافظات أخرى لكسب الرزق في المولد.

ويذكر "الكحاشى" أنه كان هناك بائعي الحلويات والألعاب الأطفال بالإضافة إلى شخصية "الحاوى" وكان يدعى " عمى حناطة" والمدة الزمنية للمولد هي يوم واحد وقد تمتد إلى يومين أو ثلاثة.

ويؤكد " الكحاشى" أنه توقف الاحتفال بمولد عبدالسلام الأسمر في عام 1981 مع بداية ظهور الجماعات الإسلامية ولكن ليست بسببها كما يدعى البعض فلم يكن للدعوة السلفية مطلقا تأثير على الموالد وانتهاء الاحتفال بها ولكن كان دور الدعوة في التأثير العقائدي، ولكن توقف المولد بسبب الضعف المادى وعدم إمكانية الصرف على الاحتفال بالإضافة إلى كبر سن المسئولين عن تنظيمه ومن عام لعام بدأت مظاهر الاحتفال بالمولد تتقلص حتى اختفت تماما وأصبحت في إطار الذكريات التي لا تدركها الأجيال الحديثة من مواليد الثمانينات والتسعينيات بمطروح الآن.
الجريدة الرسمية