المصري للتأمين يرصد أنواع الوثائق ضد مخاطر السمعة الأكثر شيوعًا
رصد الاتخاد المصرى للتأمين فى نشرته الأسبوعية، مفهوم التأمين ضد مخاطر السمعة منذ سنوات عديدة، ولكنه كان يقتصر تاريخيًا على آلية دفع تعويضات ثابتة مقابل أقساط التأمين. ثم تطور هذا المفهوم ليغطي تعرض الشركة لمستوى معين من التغطية الإعلامية السلبية، وتم تصميم التغطية التأمينية بحيث تغطي تكلفة حملة إعلامية مضادة من قبل استشاري العلاقات العامة لمناقشة جوانب المشكلة بدقة ومحاولة الخروج منها. ويمكن وصف مثل هذه الترتيبات بشكل أكثر صحة بأنها تأمين إدارة الأزمات، وهي خطوة تغيير بعيدًا عن إدارة المخاطر المحسوبة والبعيدة التفكير.
وقامت إحدي شركات الوساطة العالمية في عام 2011 بابتكار غطاء تأميني لمخاطر السمعة، من خلال شركة إعادة تأمين كبرى بقيمة 100 مليون دولار. وعملت مع منظمة Oxford Metrica لجمع البيانات وتحليلها لهيكلة إطار عمل تستند إليه التغطية.
وبعد ذلك توسع في سوق التأمين عالميًا، حيث تقدم شركة التأمين تغطية شاملة تعكس بدقة الآثار الكارثية المحتملة للخسارة أو الضرر الذي يلحق بسمعة الشركة. وتحولت الصناعة نحو قياس الضرر الأوّلي الناجم عن حدث سلبي وتأثيره المستمر، ثم تعويض حاملي وثائق التأمين كأي تأمين "تقليدي".
وتابع: يقدر التأمين أن التكاليف المرتبطة بإصلاح السمعة بشكل عام يمكن أن تكون أعلى بما يتراوح بين 2-7 مرات من التكاليف التشغيلية وتؤدي الطبيعة النوعية لمخاطر السمعة إلى صعوبة تقدير الخسائر، وبالتالي تحديد قيمة القسط ومبلغ التأمين.
كيفية عمل التأمين ضد مخاطر السمعة
قد يكون تأمين السمعة بندًا مُدمجًا في وثيقة أوسع، مثل وثائق المسئولية العامة. ومن المحتمل أن يكون هذا في حده الأدنى حيث يركز على حوادث القذف أو التشهيرslander and libel insurance أو الدعاية الكاذبة أو قد يشكل جزءًا من وثيقة التهديد الإلكتروني Cyber threat insurance، التي تغطي عواقب الاختراق الإلكتروني، مثل نشر بيانات العملاء الحساسة. ويغطي التأمين في هذه الحالة التكاليف - مثل الرسوم القانونية – التي تتكبدها الشركة عندما تتضرر سمعتها.
وفي الوقت نفسه، أصبح تأمين السمعة المستقل، على الرغم من كونه في طور التطور نسبيًا، ذا أهمية متزايدة للمؤسسات الكبيرة. وتكمن قيمته في تغطية تكلفة الدخل المفقود بسبب الإضرار بالعلامة التجارية.
وعادة ما يكون عبارة عن وثيقة قائمة بذاتها تتطلب اكتتابًا متخصصًا لفهم المخاطر المرتبطة باسم العلامة التجارية وسمعتها بشكل كامل.
من يحتاج إلى التأمين ضد مخاطر السمعة؟
المستهدفون بوثائق تأمين السمعة
يجب أن يؤخذ التأمين ضد مخاطر السمعة في الاعتبار من جانب الكيانات التالية:
الأعمال التجارية ذات العلامات التجارية عالية القيمة التي يمكن أن تكون عرضة للضرر إذا ما حدث تحول في الإدراك العام.
الشركات العاملة في الصناعات التي تعرضها عملياتها لمخاطر عالية تتعلق بسمعتها.
المنظمات التي لديها بيانات حساسة من المحتمل أن تكون مستهدفة من قبل مجرمي الإنترنت أو التي عانت من انتهاكات في الماضي.
أي عمل تكون تكلفة الإضرار بسمعته أكبر من تكلفة أقساط التأمين.
أنواع التأمين ضد مخاطر السمعة الأكثر شيوعًا
- تأمين مسؤولية العامة
الخيار الأكثر شمولًا من بين كل هذه الفئات الفرعية هو تأمين مسؤولية أرباب العمل. عادةً ما يكون هذا اختيارًا واسعًا للتغطية يوفر الحد الأدنى من الحماية في حالة تعرض الشركة لدعوى قضائية بسبب إعلانات كاذبة أو مسيئة أو قضايا تتعلق بالقذف أو التشهير.
- التأمين من التهديدات الإلكترونية
يركز التأمين من التهديدات الإلكترونية بشكل خاص على تهديد قواعد البيانات الموجودة على شبكة الشركة. وتتعلق تغطية مخاطر السمعة المدرجة في هذا النوع من الوثائق عمومًا بالنشاط على وسائل التواصل الاجتماعي وبيانات العملاء الحساسة التي يمكن أن تتعرض للخطر،و قد يكون مفيدًا أيضًا للشركات التي تشهد نشر آراء خاطئة أو سلبية عبر الإنترنت، مما يؤدي إلى انخفاض مبيعاتها الإجمالية وبالتالي الإضرار بسمعة علامتها التجارية.
- تأمين إدارة الأزمات
يغطي تأمين إدارة الأزمات الاستخدام الطارئ لفريق من خبراء العلاقات العامة للتخفيف من الضرر الذي قد يحدث لسمعة الشركة مستقبلًانتيجة لوقوع حدث عام. على سبيل المثال، إذا كان عمل الشركة يعاني من خرق للبيانات، فهنا يبدأ دور تأمين إدارة الأزمات ويتدخل نيابة عن الشركة لمعالجة المشكلة بشكل استباقي.
- التأمين على السمعة
عادةً ما يكون تأمين السمعة المحدد مقتصرًا على الشركات الكبيرة جدًا وهو أقل شيوعًا من أشكال تغطية مخاطر السمعة الموجودة ضمنيًا في الوثائق الشائعة. وتغطي هذه الوثائق الخسارة الفعلية في مبيعات الشركة الناتجة عن حادث يضر بالعلامة التجارية.
- التحديات التي تواجه مكتتبي تأمين السمعة
يواجه المتخصصون في إدارة المخاطر خمسة تحديات رئيسية عندما يتعلق الأمر بفهم ومعالجة المخاطر التي تهدد السمعة، وفقًا لتقرير "سد الثغرات في إدارة مخاطر السمعة" الذي نشرته Airmicو RIMSو RepTrak.
تتمثل التحديات في:
1. التعريف غير الواضح للسمعة. ما هي السمعة وكيف ترتبط بالعلامة التجارية والثقة؟
2. الارتباك في تصنيف مخاطر الإضرار بالسمعة. هل هي مخاطر بحد ذاتها أم أنها عامل مسبب لمخاطر أخرى؟
3. لا يوجد قياس متفق عليه ومتسق لمدى تأثر سمعة الأعمال نتيجة التعرض لمخاطر محددة. كيف تقوم المنظمات بقياس وتحديد تأثير القضايا على السمعة؟ كيف تأخذ المنظمات في الحسبان تأثير الأعمال المحتمل في التقييم المالي لقضية ما ؟
4. لا يوجد إطار لربط الجوانب الاستراتيجية والتشغيلية والتكتيكية لإدارة مخاطر السمعة. كيف تحصل المنظمات على البيانات لدعم المستويات الثلاث؟
5. التطور البطيء لحلول نقل المخاطر.
ما يزال التحدي الذي يواجه الصناعة يتمثل في القياس الكمي.. في أي مرحلة تم التأكد من حدوث مخاطر تتعلق بالسمعة؟ كم من الوقت انقضى قبل الموافقة على التعويض؟ في أي مرحلة يمكن القول إن "الحياة الطبيعية" قد استؤنفت؟
و تعتمد الأساليب الحالية عادةً على الأخبار السلبية عن الشركة أو تحرك سعر سهمها في البورصة. ومع ذلك، لا يُعد أي من هذه الأمور كافيًا، وكلها تحتوي على مخاطر حدوث نزاعات بين شركة التأمين والمؤمن عليه بشأن المطالبات.
وضع إطار لقياس مخاطر السمعة
يحتاج وضع إطار لقياس مخاطر السمعة إلى سلسلة من التقنيات التحليلية المتقدمة بالاشتراك مع محللين ذوي خبرة لإنشاء إطار قياس قوي يرضي جميع الأطراف.
ويتطلب مثل هذا الإطار:
تدقيق وتسجيل مخاطر سمعة الشركة والقطاع الذي تعمل به الموجودة مسبقًا.
القياس الكمي لمستويات تأثيرها التاريخي والمعياري.
حدود مخاطر السمعة المتفق عليها التي تحدد التنبيه الأولي للمخاطر قبل بدء سريان الوثيقة.
قياس حالة المخاطر الجديدة وإرسال تنبيهات في الوقت الفعلي بشأن حالة المخاطر الجديدة لتمكين الشركات من درء التهديدات المحتملة.
و يُعد وضع إطار متفق عليه بين شركة التأمين والعميل لقياس المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها السمعة بصورة لحظية هو الأساس لأي وثيقة التأمين من مخاطر السمعة.